• ×
admin

خلال الشتاء.. احذروا وسائل التدفئة!!

خلال الشتاء.. احذروا وسائل التدفئة!!
التسمم بأول أكسيد الكربون يُسبب خللاً في وظائف المخ وصداعاً وتشنجات وتقيؤاً

إعداد: د. محمد عبد الله الطفيل

في فصل الشتاء يشتد البرد.. وتبدأ الأسر تستعد لتأمين احتياجاتها من الملابس الشتوية والصوفية.. ويكثر استخدام أجهزة تسخين المياه أو السخانات المائية والكهربائية والغازية والأجهزة التي تعمل بالكيروسين أو الزيت أو الماء.

وحيث إنه في فصل الشتاء يزداد استعمال هذه الأجهزة، فإن عدم الوعي والجهل بتعليمات السلامة وكذلك فإن الإهمال وعدم الاكتراث أو اللا مبالاة رغم وجود الوعي والمعرفة باحتياجات الوقاية والسلامة. وكذلك فإن إهمال أو قلة إجراءات الصيانة للأجهزة الكهربائية، وكذلك فإن سوء أو قدم أو تلف التمديدات الكهربائية وضعفها، وكذلك عدم أو ضعف أو قلة الصيانة المتتابعة لها، كل ذلك يعد عاملاً أساسياً في كثير من حالات الحوادث والكوارث والتي عانى ولا يزال يعاني منها كثير من البشر على المستوى المحلي والعالمي. على رب الأسرة وأفراد العائلة وكذلك المسؤولين في المحلات التجارية والمدارس وغيرها من المنشآت الحكومية والأهلية مراقبة التمديدات الكهربائية وتوصيلات أنابيب المياه، وكذلك الأجهزة المستخدمة في التدفئة وإصلاح ما عطل منها. وكذلك إصلاح التهريب في التوصيلات وخاصة في دورات المياه وبرادات المياه الباردة حتى لا يحصل تماس كهربائي قد يؤدي إلى الوفاة، أو حرائق نتيجة لعطل أو كسر أو تلف هذه الأجهزة حتى لا تكون مصدراً للحرائق أو الوفيات.

إن دور الأسرة في تحقيق السلامة هو إحدى الركائز الأساسية في دور التوعية ووسائل الأمان وكيفية التصرف عند حدوث الحرائق لا سمح الله.

إن الدفاية المنزلية قد تحرق المنزل إذا كان أحد أجزائها السفلية أو أرجلها مكسوراً أو سقطت هذه الدفاية على أرضية السجاد أو الملابس أو سقطت بتأثير الأطفال وعند غفلة الأهل وقد ينفجر سخان للمياه كالقنبلة إذا أهملت صيانته وتوقف وصول المياه وهو في حالة موصلة بالتيار الكهربائي لفترة طويلة أي في حالة حرارة عالية. ويجب أن نعلم أن حرائق الكهرباء يجب ألا تطفأ بالماء وإنما تستخدم طفايات الحرائق الخاصة والأجدر الاستعانة بمكاتب وشركات وسائل السلامة للمراقبة وإعطاء الإرشادات.

أما وسائل التدفئة التقليدية مثل الفحم والحطب فلها مخاطرها والتي لا تحصى فكل يوم يسجل لها حادث حزين إما حريق يؤدي إلى اشتعال النيران وهدر للممتلكات أو اختناق يؤدي إلى الوفاة، وحيث إن إشعال الفحم أو الحطب داخل الغرف أو المخيمات أو بيوت الشعر أحد مسببات الاختناق والتسمم نتيحة لتصاعد غاز أول أكسيد الكربون CO وهو غاز سام ليس له طعم ولا رائحة ولا لون ويتصاعد عند الاختراق غير الكامل للفحم أو الحطب.

تطاير المواد المحتوية على الكربون ونتيجة للبرد القارس في فصل الشتاء يتناسى مخاطر الفحم والحطب كثير من مستخدميه، حيث يشعل الفحم والحطب ويتلوث الجو المقفل بالغاز السام ويخنق من في الغرف والخيام وقد يُسبب الوفاة،

وقد يتلف الفحم أو الحطب الأرواح والممتلكات نتيجة لتطاير شرارة النار وإشعالها السجاد أو الستائر أو الخيام، وحيث إن الجهاز التنفسي والجهاز القلبي عند الإنسان يعملان مع بعض حيث ينقلان الأكسجين من الجو إلى أنسجة الجسم المختلفة في المعدل الطبيعي وتتم عمليات الأيض للأنسجة، وعادة يتواجد الأكسجين في الهواء ونستنشقه إلى الرئتين ومنه يمتص عن طريق الدورة الدموية ويصبح الأكسجين مرتبطاً بالهيموجلوبين في كريات الدم الحمراء ويمكن أن ينقل من الرئتين إلى الأنسجة الرئوية الأخرى.

وعي الأسرة له دوره في الحفاظ على سلامتها

وعند تصاعد غاز أول أكسيد الكربون السام نتيجة لعدم الاحتراق الكامل للحطب أو الفحم أو نتيجة لغلق الأبواب وعدم وجود النوافذ أو غلقها ولقلة الأكسجين وزيادة أول أكسيد الكربون فإنه يتنافس مع الأكسجين للارتباط بجزئي الهيموجلوبين، وحيث إن قابلية ارتباط أول أكسيد الكربون بالهيموجلوبين أكثر بمئتين (200) مرة من قابلية ارتباط الاكسساجين بالهيموجلوبين وفي حالة الضغط المنخفض يحصل خلل في نقل الأكسجين من الدم إلى الأنسجة، وعند ارتباط الغاز السام CO بالهيموجلوبين فإنه يكون مركباً يسمى كاربوكسي هيموجلوبين وهذا يمنع الأكسجين من أن ينقل أو يستهلك بواسطة خلايا الجسم المختلفة أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون يحصل خلل في وظائف المخ، عدم انتظام وظائف القلب، دوخة ودوار، عدم وضوح الرؤية، صداع، تشنجات، تقيؤ وإغماء، وقد يحصل تلوين الجلد المتسمم إلى اللون غير الطبيعي، ويصبح مثل لون الكرز، وفي بعض الأحيان يحصل تكون فقاعات جلدية مرضية، ويحصل عادة مضاعفات عصبية مستمرة وهذا يحصل عندما يكون تركيز أول أكسيد الكربون بنسب متوسطة أي جزء من المليون، أما إذا كان تركيزه عالياً أي حوالي 500 جزء من المليون بالساعة، فإنه تحصل وفاة ويعالج التسمم المتوسط بأول أكسيد الكربون والذي يمكن فيها نقل المريض إلى المراكز الإسعافية الأولية بإعطاء كميات عالية من الأكسجين ليعجل إخراج وطرد غاز أول أكسيد الكربون من جسم المريض المختنق، وحيث إن غاز أول أكسيد الكربون سام في حالة تواجده بتركيزات عالية خارج المباني مثلاً في الشوارع المزدحمة بالسيارات أو المصانع فإنه يكون أكثر خطورة داخل الغرف المغلقة وخاصة عند استعمال الحطب أو الفحم أو إشعال مواقد الغاز، أو مواقد التدفئة، أو أفران التنور، أو مواقد النار، أو التدخين للسجائر والشيش وعـــدم وجـــود نوافذ مفتوحة للخارج، وحيث إن بناء المنازل والمباني الحديثة والتي تكون فيها الغرف متقاربة قليلة فتحات التهوية، وكذلك في الكراجات المغلقة أو مواقف السيارات المغلقة.

وكل هذا يفاقم حالات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون ويزيد التلوث ويحد من النشاط بل قد يكون أحد مسببات الوفاة.

إن التهوية المنزلية وكذلك تهوية الخيام وبيوت الشعر مهمة جداً للحفاظ على الأرواح وإن التعليم والإرشاد المستمر عبر وسائل الإعلام المختلفة لهو جدير بأن يحمي أفراد المجتمع والممتلكات وأن ما يقوم به رجال الدفاع المدني من إرشاد ونصح وتوصيات ليشكرون عليه، حيث الجميع بحاجة إلى وعي في تطبيق لوائح وأنظمة السلامة، فالمساهمة في تحقيق السلامة المنزلية والمكتبية وكذلك السلامة في الأسواق والمحلات التجارية ومحطات بيع الوقود كلها ضرورية للحفاظ على أمنها، ويجب أخذ الاحتياطات اللازمة وبذل جهد عظيم في سبيل التوعية لمنع حدوث وتقليل نسبة الخطر على حياة الفرد والجماعة والممتلكات الشخصية والحكومية، وكذلك منع وقوع المخاطر والأضرار، وعند مغادرة مكان العمل أو المنزل يستلزم ضرورة فصل التيار الكهربائي عن الأجهزة وإقفال أسطوانات الغاز ومنع النوم في الغرف أو الخيام المشعل فيها حطب أو فحم وغيره.. وهذا كله تحقيقاً لسعينا إلى هدف وغاية واحدة وهي المحافظة وحماية الممتلكات والحد والوقاية من الحوادث وبهذا نكون قد حققنا الهدف المنشود والغاية العظمى من متطلبات الأمن.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  6615