قبل أن تفتتح الواجهة البحرية
قبل أن تفتتح الواجهة البحرية
عبدالعزيز النهاري
«جدة» التي اشبعناها نقدا وملاحظات وتشويها، ونشأنا في مدرسة صحافتنا وإعلامنا كتّابا ومحررين ومصورين على نقدها وتصوير الجانب المظلم منها حتى لكأنها في بعض ما نصوره عنها مدينة تقبع في أدغال أفقر دولة أفريقية، «جدة» إعلاميا كانت موضوعا جاهزا لمن لا موضوع له، سواء لكاتب أو صحفي أو حتى من رواد دواوينها ومجالسها، وتلك حقيقة تحدث عنها الأمير خالد الفيصل قبل خمس سنوات عندما دشن المرحلة الأولى من الواجهة البحرية فيما كان يطلق عليه «الكورنيش الشمالي» إذ صدح أمام الملأ: «قالوا الكثير عن جدة، جلدوها بألسنتهم وأقلامهم، وتبقى جدة، بحسنها ونفسها معتدة كم حاولوا تشويهها وهي تتجمل لهم، كم حاولوا تهميشها، وهي تنمو وتكبر بهم، كم اتهموها وهي تحتضنهم، كم أساءوا إليها وهي تعتذر عنهم، إنها المدينة الأسطورة، فلم يريدونها مذعورة».
هذه المدينة الحالمة.. عروس البحر الأحمر وفاتنته، وروحه المتألقة،أجمل مدن الوطن، ستكون على موعد مع إنجاز غير مسبوق، يضع واجهتها البحرية كأكبر وأجمل واجهة ربما على المستوى العالمي، ولئن حازت المرحلة الأولى التي افتتحت قبل خمس سنوات على جائزة أكبر وأفضل مشروع في منطقة الشرق الأوسط، فإن الواجهة البحرية في مرحلة تطويرها الثانية والتي ستدشن قريبا، ستحوز لا محالة على جوائز عديدة في المنافسات الدولية والإقليمية وذلك للفارق الهندسي والعمراني والوظيفي الكبير بين المرحلتين، وأجزم بأن الوطن سيفخر بهذا الإنجاز الذي سيضيف لجدة جمالا إلى جمالها. وسيزيدها بهاء إلى بهائها.
لكنه وقبل أن تفتح الواجهة البحرية ذراعيها مرحبة بزوارها، أرى أن على محافظة جدة وأمانتها حماية هذا المنجز وصونه من عبث المستهترين والفوضويين الذين لا يحملون في دواخلهم أدنى ذرة من مسؤولية أو حرص على ما هو ملك لكل متنزه وقاصد لهذه الواجهة، بشواطئها ومسابحها وملاعبها وكل «ممشى» فيها. وأرجو أن يؤخذ على يد العابثين ويُشهر بهم، وبالطبع فإن الكثير من مرتادي هذه الواجهة الجميلة سيكونون عينا ويدا تردعان وتوقفان أي تعد على جمال هذه الواجهة التي نُفذت لراحتهم ومتعتهم.
عكاظ
عبدالعزيز النهاري
«جدة» التي اشبعناها نقدا وملاحظات وتشويها، ونشأنا في مدرسة صحافتنا وإعلامنا كتّابا ومحررين ومصورين على نقدها وتصوير الجانب المظلم منها حتى لكأنها في بعض ما نصوره عنها مدينة تقبع في أدغال أفقر دولة أفريقية، «جدة» إعلاميا كانت موضوعا جاهزا لمن لا موضوع له، سواء لكاتب أو صحفي أو حتى من رواد دواوينها ومجالسها، وتلك حقيقة تحدث عنها الأمير خالد الفيصل قبل خمس سنوات عندما دشن المرحلة الأولى من الواجهة البحرية فيما كان يطلق عليه «الكورنيش الشمالي» إذ صدح أمام الملأ: «قالوا الكثير عن جدة، جلدوها بألسنتهم وأقلامهم، وتبقى جدة، بحسنها ونفسها معتدة كم حاولوا تشويهها وهي تتجمل لهم، كم حاولوا تهميشها، وهي تنمو وتكبر بهم، كم اتهموها وهي تحتضنهم، كم أساءوا إليها وهي تعتذر عنهم، إنها المدينة الأسطورة، فلم يريدونها مذعورة».
هذه المدينة الحالمة.. عروس البحر الأحمر وفاتنته، وروحه المتألقة،أجمل مدن الوطن، ستكون على موعد مع إنجاز غير مسبوق، يضع واجهتها البحرية كأكبر وأجمل واجهة ربما على المستوى العالمي، ولئن حازت المرحلة الأولى التي افتتحت قبل خمس سنوات على جائزة أكبر وأفضل مشروع في منطقة الشرق الأوسط، فإن الواجهة البحرية في مرحلة تطويرها الثانية والتي ستدشن قريبا، ستحوز لا محالة على جوائز عديدة في المنافسات الدولية والإقليمية وذلك للفارق الهندسي والعمراني والوظيفي الكبير بين المرحلتين، وأجزم بأن الوطن سيفخر بهذا الإنجاز الذي سيضيف لجدة جمالا إلى جمالها. وسيزيدها بهاء إلى بهائها.
لكنه وقبل أن تفتح الواجهة البحرية ذراعيها مرحبة بزوارها، أرى أن على محافظة جدة وأمانتها حماية هذا المنجز وصونه من عبث المستهترين والفوضويين الذين لا يحملون في دواخلهم أدنى ذرة من مسؤولية أو حرص على ما هو ملك لكل متنزه وقاصد لهذه الواجهة، بشواطئها ومسابحها وملاعبها وكل «ممشى» فيها. وأرجو أن يؤخذ على يد العابثين ويُشهر بهم، وبالطبع فإن الكثير من مرتادي هذه الواجهة الجميلة سيكونون عينا ويدا تردعان وتوقفان أي تعد على جمال هذه الواجهة التي نُفذت لراحتهم ومتعتهم.
عكاظ