• ×
admin

مخترعون أسسوا شركاتهم الخاصة

مخترعون أسسوا شركاتهم الخاصة

فهد عامر الأحمدي

تحدثت في آخر مقال عن "الملكية الفكرية" وكيف أصبحت أهم من الثروات الطبيعية..

والملكية الفكرية تتعلق بكافة الإبداعات (سواء كانت تقنية أو علمية أو معرفية) وحق صاحبها في بيعها أو تصنيعها أو تحويلها لمشروع مربح..

والحقيقة هي أن معظم المخترعين المشهورين أسسوا شركات موجودة حتى اليوم.. شركات خلقت آلاف الوظائف، وحققت بلايين الدولارات، وبــنت اقتصاد الدول الحديثة.. لاحظت منذ زمن بعيد وجود ارتباط بين أسماء المخترعين والشركات الصناعية المعروفة.. فمخترعون مثل فورد وهوندا وبوينغ وسوزوكي وبـنـز وسيمنز ودنلوب؛ أسسوا شركات اعتمدت على ابتكاراتهم وحملت (أغلبها) أسماءهــم..

خذ كمثال المخترع الأميركي توماس أديسون الذي لم يكتف فقط بتقديم ألـف اختراع بل وأسس "شركة أديسون" التي زودت نيويورك بالكهرباء لأول مرة.. وفي عام 1892 أسس شركة جنرال الكتريك التي تعد اليوم ثاني أكبر شركة في العالم وتنتج معظم الأجهزة التي تعمل على الكهرباء...

أيضاً هناك المخترع الياباني ميشيو سوزوكي الذي سجل 120 براءة اختراع وأسس عام 1909 شركة لصنع مكائن الخياطة.. وبعد الحرب العالمية الثانية ركز جهوده على صناعة السيارات المدنية الصغيرة وقليلة الكلفة...

أما جون دنلوب فمخترع اسكتلندي خطرت بباله فكرة تغطية عجلات دراجة ابنه بأنبوب مطاطي طويل ملأه بالهواء عام 1887 .. وسرعان ما نقل فكرته لصناعة السيارات وأسس شركة دنلوب المعروفة لإنتاج "الكفرات"...

وبعد قطع دراسته في طوكيو عاد (لي شول) إلى كوريا الجنوبية وافتتح مطحنة للأرز ابتكرها بنفسه.. وسرعان ما أسس شركة تدعى سامسونغ بدأت بقطاع النقل ثم البناء ثم البنوك ثم الإلكترونيات - حتى أصبحت سامسونغ تسع شركات عملاقة وغدا شول أغنى رجل في كوريا...

أما هنري فورد فبدأ حياته في تصليح مكائن الخياطة.. وبسبب ولعه بالسيارات قرر تركيب أول محرك خاص به.. وفي عام 1903 أسس شركة فورد التي نجحت في صنع سيارات زهيدة الثمن بفضل ابتكاره ما يعرف بخط التجميع المتحرك..

وأخيراً؛ هناك الألماني إيرنست سيمنز الذي اخترع عداد الكهرباء وسكة الحديد الكهربائية وطور عمل التلغراف (أو البرقية) وأسس في عام 1847 شركة سيمنز Siemens التي تعد حالياً من أكبر الشركات الألمانية...

... هذه الأسماء (مجـرد نماذج قليلة) لمخترعين أسسوا شركاتهم الخاصة.. إنجازاتهم الرائعة يجب أن تلهم شبابنا (حتى وإن فشلوا في تسجيل اختراعاتهم) لـتحويلها لمشروعات صغيرة تنمو بمرور الأيام.. النجاحات التي حققوها تؤكد أن الابتكارات الرائدة لا ترفـد فقط اقتصاد المجتمع بــل وتخلق آلاف الوظائف حين تطبق فعلاً.. تصور ضخامة الأرباح وعدد الوظائف التي تقدمها اليوم شركات تأسست على أفكار جديدة (مثل آبــل وسوني وسامسونغ وجنرال الكتريك) وفي المقابل عدد الأفكار التي تقتل لدينا بسبب البيروقراطية وعزوف الممولين وعدم الثقة بأبناء المجتمع...

باختصار شديد.

النماذج السابقة لا تخبرنا فقط بضرورة مساندة المخترعين، بــل وأهمية تمويلهم من قبل الدولة ودخول الأثرياء معهم في شراكات صناعية ناجحة...

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  5599