مواجهة السكري المخيف
مواجهة السكري المخيف
د. ياسر سلامة
في كلمته في حفل افتتاح المؤتمر العالمي الخليجي الثالث لداء السكري، الذي اختتم جلساته الأسبوع الماضي في جدة تحت شعار «حان وقت العمل»، أوضح الدكتور توفيق خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، أن الإحصائيات والدراسات الوبائية المبكرة في بعض دول الخليج أكدت انتشار داء السكري بصورة وبائية، مما جعل منه خطرا صحيا على المستوى الوطني، وأن نسبة الإصابة بداء السكري تجاوزت الـ 20 في المائة في العديد من دول الخليج، وأن معدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكر (وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلا) تجاوزت نفس النسبة.
ومن أخطر ما ذكره الدكتور خوجة، أن نسبة الإصابة بداء السكري في المملكة كانت 2.2 في المائة في منتصف السبعينيات، وارتفعت بعد عشر سنوات إلى 4.9 في المائة، ثم وصلت النسبة إلى 12.3 في المائة في منتصف التسعينيات، وبلغت عام 2004م ما بين 24 ـــ 28 في المائة. وتعليقا على هذه الإحصائيات الصادرة من مسؤول كبير في صحة الخليج، وطبقا لهذا التاريخ الإحصائي العلمي لداء السكري في المملكة، فإنه من المحتمل والمتوقع أن تصل نسبة الإصابة بالسكري بحلول عام 2025م إلى 50 في المائة، أي نصف عدد المواطنين، وبهذه النسبة نكون قد تجاوزنا حدود الوباء، وذهبنا لما هو أبعد من ذلك.
وهذا يؤكد ما أوضحته اللجنة الخليجية لمكافحة داء السكري من أن بين خمس أو ربع مواطني دول مجلس التعاون مصابين أو سيصابون بالسكر خلال السنوات القليلة المقبلة.
ومن أهم النقاط التي ذكرها الدكتور توفيق خوجة أن داء السكري أرهق الخدمات الصحية في دول مجلس التعاون، حيث أخذ حيزا لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها المستشفيات، ففي دراسة حديثة أجريت في مدينة الرياض تبين أن 32 في المائة من المرضى المنومين في المستشفيات مصابون بالسكري، وطبقا لتقارير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية حول عبء داء السكري في دول مجلس التعاون فإن 50 في المائة من مرضى السكري يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و80 في المائة من قلة النشاط، و90 في المائة من البدانة وزيادة الوزن، و70 في المائة من النمط الغذائي غير الصحي، و80 في المائة من ارتفاع الدهون في الدم، و60 في المائة من أمراض الأوعية الدموية، و50 في المائة من المدخنين، و40 في المائة من الاكتئاب.
هذه الإحصائيات العلمية المخيفة يجب أن ننظر إليها بعين الاعتبار ونأخذها على محمل الجد، وهذا لا يتم إلا بوجود دور أساس ومؤثر لنا في مواجهة داء السكري على المستوى الإقليمي والعالمي، كما تحتاج من جميع الجهات الصحية المسؤولة ومن يديرها ومن الأطباء والعاملين في القطاع الصحي العام والخاص وقفة مع النفس، ومراجعة لما قدم للإنسان السعودي بصفة خاصة والبشرية بصفة عامة، لوقف ومكافحة داء السكري. والله من وراء القصد.
المصدر: صحيفة عكاظ