تعرف على «ألم البطن ومغصه»
تعرف على «ألم البطن ومغصه»
إعداد: أ.د. أحمد الزبيدي
هل ألم المعدة ومغص البطن شيء واحد؟
والحقيقة أن مثل هذا السؤال إجابته تحتاج إلى شيء من التفصيل، فكلمة ألم هي كلمة عامة، تستخدم عندما نشعر بالضيم (بالوجع) في أي جزء من جسمنا، ولقد بحثت عن معنى كلمة ألم في معاجم اللغة العربية، فكلمة أَلَم هي اسم وجمعها آلام، أما مصدرها فهو ألِمَ. والألَم إصطلاحاً هو الوَجَعِ الشديد وقد يكون بمعنى الحُزْن وَالأَسى، أما في علم الفلسفة: فإن الأَلَمُ هو أحد الظواهر الوجدانية الأساسية، وفي علوم النفس: شعور بما يضادّ اللّذة من عدم الرَّاحة أو الضِّيق أو المضض، سواء أكان شعورًا نفسيًّا أم خلقيًّا، وهي كلمة عامة تُخصص بحسب المكان فيقال آلام المخاض أو الطَّلْق: الآلام التي تحسّ بها المرأة عند الولادة وأظهر ألمه: أظهر ما يُضمره من حقد وغيظٍ وغِلّ، وألم القطن أو قُطان وهو ألم أسفل الظَّهر، أما الألم الثاقب فهو ألم حادّ يجعل المرء يشعر بأنَّ وخزًا يمتدّ إلى داخل أنسجته، بينما كلمة مَغص (أو مَغَسٌ) وجمعها أَمغاص فقد ذُكر في معجم الغني أنها تعني وجعٌ في الأَمعاء والْتِواءٌ فيها وتَقْطِيعٌ فِيها أَوْ في الْكُلْيَةِ، وجاء في معجم اللغة العربية المعاصر أن كلمة مَغْص تعني وجع في الأمعاء والتواء فيها، قد تسبِّبه الحاجةُ إلى التّبرُّز وأصابه مَغَص كُلَويّ: أي ألَمَ به وجع حادّ شديد في المجاري البوليّة، أو في الكُليتين، وعوداً على بدء، فألم البطن هو المصطلح الأكثر شيوعاً للأعراض المرضية، التي تصيب جدار البطن أو الأعضاء الموجودة داخل البطن.
لا يشعر الأشخاص ببطونهم، في الوضع الطبيعي، ولذلك كل ألم بطن يلزم المراجعة والتشخيص وتقديم العلاج المناسب. تختلف طبيعة ألم البطن ومكانه ومدة استمراره وأوقات حدوثه بحسب المصدر الذي يسبب ظهور الأم بالبطن ووفقاً لنوعية المرض فيه. فقد تكون آلام البطن علامة على وجود حالة خطيرة. لحسن الحظ، في معظم الحالات لا تكون المسببات خطيرة، قد يساعد مكان ألم البطن على تحديد السبب، وبحسب مكان الألم يتم تحديد عملية البدء بتشخيص المسبب الرئيسي لآلام البطن بحسب الأمراض الأكثر شيوعاً والمعروفة كمسببة للآلام في تلك المنطقة، كما أن طبيعة ألم البطن، إن كان ألماً تشنجياً أو كان ألماً غير واضح المعالم، ومدة ألم البطن التي تتراوح بين فترات زمنية قصيرة، أو قد تمتد لساعات طويلة في أحيان أخرى، فان كليهما يساهم في معرفة المسبب لألم البطن.
فقبل تخرّج الطبيب وأثناء دراسته في كلية الطب ابتداءً وخلال تدربه في برامج الطب الباطني والجراحة العامة، يدرس الطبيب أن البطن يُقسم إلى أربعة مناطق كل منطقة تحتوي على جزء من الجهاز الهضمي يكون هو مصدر الألم حسب شكوى وأعراض المريض، يتأكد ذلك بالفحص السريري والفحوصات المخبرية والأشعة التي يطلبها الطبيب لاحقاً. دعوني أسرد لكم بعض الأمثلة لبعض الأمراض المسببة لآلام البطن بحسب منطقة والعضو الداخلي الموجود فيها، مع العلم عزيزي القارئ أن هذه الأمثلة من الأعراض التي تساعد في تقليص قائمة الأمراض التي تسبب الألم في منطقة ما (أي بما يعرف بالتشخيص التفريقي) وتساعد في توجيه الطبيب لمصدر المشكلة، ولكنها لا تدل بالضرورة على أنها بالتأكيد مصدر ألم البطن الوحيد:
الجزء العلوي الأيمن (تحت القفص الصدري):
المرارة: التهاب المرارة، حصيات (مع أو بدون التهاب) في القنوات الصفراوية.
القولون: التهاب القولون رتجي أو تقرحي.
الكبد: التهاب الكبد، خراج في الكبد، كتلة (ورم) في الكبد.
الرئة: التهاب رئوي في الجزء الأسفل من الرئة، تجلط دموي رئوي.
الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب.
الجزء العلوي الأيسر ومنطقة رأس المعدة (تحت القفص الصدري):
القلب: ذبحة (جلطة)، احتشاء عضلة القلب، التهاب شغاف (غشاء) القلب.
المعدة: التهاب المريء، التهاب المعدة، قرحة المعدة.
البنكرياس: كتلة، التهاب البنكرياس.
الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب.
الأوعية الدموية: تسلخ الشريان الأبهر، حدوث جلطة ونقص تروية في الأوردة الدموية المغذية للأمعاء (المساريقا) أو ما يعرف بالإقفار المساريقي.
الجزء السفلي الأيمن (ما فوق الحوض):
القولون: التهاب الزائدة، التهاب القولون (رتجي أو تقرحي أو داء كرون)، داء الأمعاء الالتهابي (داء كرون)، داء الأمعاء المتهيجة أو ما يعرف بالقولون العصبي.
الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب.
الأعضاء النسوية: حمل خارج الرحم، تليف بالرحم، انفجار حويصلة بالمبيض، كتلة في المبيضين، التواء المبيض، مرض التهاب الحوض.
الجزء السفلي الأيسر (ما فوق الحوض):
القولون: التهاب القولون (رتجي أو تقرحي أو داء كرون)، داء الأمعاء الالتهابي (داء كرون)، داء الأمعاء المتهيجة أو ما يعرف بالقولون العصبي.
الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب.
الأعضاء النسوية: حمل خارج الرحم، تليف بالرحم، انفجار حويصلة بالمبيض، كتلة في المبيضين، التواء المبيض، مرض التهاب الحوض.
خلق الله داخل بطوننا نوعين من الأعضاء، الأعضاء المجوفة كالأمعاء والمعدة والقولون والحالب والأعضاء الصلدة كالكبد والطحال والكلية والبنكرياس والتي تعطي نوعين مختلفين من ألم البطن، فالاضطرابات في العمل السليم للأمعاء الدقيقة أو القولون تتسبب بظهور ألم تشنجي متقطع (المغص). وقد تزيد شدة التقلصات التي يهدف الجسم منها إلى التغلب على انسداد جزئي أو كامل، أو بهدف دفع فعال لكميات كبيرة من المحتويات، كما هو الأمر لدى المصابين بعدوى حادة في الأمعاء، إلى حدوث التشنجات، بينما ألم البطن الناجم عن الأمراض الالتهابية يظهر كألم غير واضح المعالم، كما أنه يكون متواصلاً.
ومن الأشياء المهمة، هو متى ظهر الألم؟، فلدى المرضى الذين يعانون من قرحة في الاثني عشر، تحسن في ألم البطن بعد نصف ساعة من تناول الطعام، وبمجرد أن تصبح المعدة خاوية، حيث لا يكون فيها طعام يزداد مفعول الحمض، يشعر المريض بآلام البطن ثانية. لذلك من الشائع أن يستيقظ المرضى المصابون بقرحة المعدة أو الاثني عشر من النوم، بسبب آلام الجوع، فيقومون بالأكل بعد استيقاظهم من النوم مباشرةً لتخفيف حدة الألم، بينما يشتد ألم البطن لدى المرضى الذين يعانون من انسداد معوي جزئي بعد تناول الطعام، ويشعر هؤلاء المرضى بتحسن عندما تكون بطونهم خالية من الطعام.
الرياض
إعداد: أ.د. أحمد الزبيدي
هل ألم المعدة ومغص البطن شيء واحد؟
والحقيقة أن مثل هذا السؤال إجابته تحتاج إلى شيء من التفصيل، فكلمة ألم هي كلمة عامة، تستخدم عندما نشعر بالضيم (بالوجع) في أي جزء من جسمنا، ولقد بحثت عن معنى كلمة ألم في معاجم اللغة العربية، فكلمة أَلَم هي اسم وجمعها آلام، أما مصدرها فهو ألِمَ. والألَم إصطلاحاً هو الوَجَعِ الشديد وقد يكون بمعنى الحُزْن وَالأَسى، أما في علم الفلسفة: فإن الأَلَمُ هو أحد الظواهر الوجدانية الأساسية، وفي علوم النفس: شعور بما يضادّ اللّذة من عدم الرَّاحة أو الضِّيق أو المضض، سواء أكان شعورًا نفسيًّا أم خلقيًّا، وهي كلمة عامة تُخصص بحسب المكان فيقال آلام المخاض أو الطَّلْق: الآلام التي تحسّ بها المرأة عند الولادة وأظهر ألمه: أظهر ما يُضمره من حقد وغيظٍ وغِلّ، وألم القطن أو قُطان وهو ألم أسفل الظَّهر، أما الألم الثاقب فهو ألم حادّ يجعل المرء يشعر بأنَّ وخزًا يمتدّ إلى داخل أنسجته، بينما كلمة مَغص (أو مَغَسٌ) وجمعها أَمغاص فقد ذُكر في معجم الغني أنها تعني وجعٌ في الأَمعاء والْتِواءٌ فيها وتَقْطِيعٌ فِيها أَوْ في الْكُلْيَةِ، وجاء في معجم اللغة العربية المعاصر أن كلمة مَغْص تعني وجع في الأمعاء والتواء فيها، قد تسبِّبه الحاجةُ إلى التّبرُّز وأصابه مَغَص كُلَويّ: أي ألَمَ به وجع حادّ شديد في المجاري البوليّة، أو في الكُليتين، وعوداً على بدء، فألم البطن هو المصطلح الأكثر شيوعاً للأعراض المرضية، التي تصيب جدار البطن أو الأعضاء الموجودة داخل البطن.
لا يشعر الأشخاص ببطونهم، في الوضع الطبيعي، ولذلك كل ألم بطن يلزم المراجعة والتشخيص وتقديم العلاج المناسب. تختلف طبيعة ألم البطن ومكانه ومدة استمراره وأوقات حدوثه بحسب المصدر الذي يسبب ظهور الأم بالبطن ووفقاً لنوعية المرض فيه. فقد تكون آلام البطن علامة على وجود حالة خطيرة. لحسن الحظ، في معظم الحالات لا تكون المسببات خطيرة، قد يساعد مكان ألم البطن على تحديد السبب، وبحسب مكان الألم يتم تحديد عملية البدء بتشخيص المسبب الرئيسي لآلام البطن بحسب الأمراض الأكثر شيوعاً والمعروفة كمسببة للآلام في تلك المنطقة، كما أن طبيعة ألم البطن، إن كان ألماً تشنجياً أو كان ألماً غير واضح المعالم، ومدة ألم البطن التي تتراوح بين فترات زمنية قصيرة، أو قد تمتد لساعات طويلة في أحيان أخرى، فان كليهما يساهم في معرفة المسبب لألم البطن.
فقبل تخرّج الطبيب وأثناء دراسته في كلية الطب ابتداءً وخلال تدربه في برامج الطب الباطني والجراحة العامة، يدرس الطبيب أن البطن يُقسم إلى أربعة مناطق كل منطقة تحتوي على جزء من الجهاز الهضمي يكون هو مصدر الألم حسب شكوى وأعراض المريض، يتأكد ذلك بالفحص السريري والفحوصات المخبرية والأشعة التي يطلبها الطبيب لاحقاً. دعوني أسرد لكم بعض الأمثلة لبعض الأمراض المسببة لآلام البطن بحسب منطقة والعضو الداخلي الموجود فيها، مع العلم عزيزي القارئ أن هذه الأمثلة من الأعراض التي تساعد في تقليص قائمة الأمراض التي تسبب الألم في منطقة ما (أي بما يعرف بالتشخيص التفريقي) وتساعد في توجيه الطبيب لمصدر المشكلة، ولكنها لا تدل بالضرورة على أنها بالتأكيد مصدر ألم البطن الوحيد:
الجزء العلوي الأيمن (تحت القفص الصدري):
المرارة: التهاب المرارة، حصيات (مع أو بدون التهاب) في القنوات الصفراوية.
القولون: التهاب القولون رتجي أو تقرحي.
الكبد: التهاب الكبد، خراج في الكبد، كتلة (ورم) في الكبد.
الرئة: التهاب رئوي في الجزء الأسفل من الرئة، تجلط دموي رئوي.
الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب.
الجزء العلوي الأيسر ومنطقة رأس المعدة (تحت القفص الصدري):
القلب: ذبحة (جلطة)، احتشاء عضلة القلب، التهاب شغاف (غشاء) القلب.
المعدة: التهاب المريء، التهاب المعدة، قرحة المعدة.
البنكرياس: كتلة، التهاب البنكرياس.
الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب.
الأوعية الدموية: تسلخ الشريان الأبهر، حدوث جلطة ونقص تروية في الأوردة الدموية المغذية للأمعاء (المساريقا) أو ما يعرف بالإقفار المساريقي.
الجزء السفلي الأيمن (ما فوق الحوض):
القولون: التهاب الزائدة، التهاب القولون (رتجي أو تقرحي أو داء كرون)، داء الأمعاء الالتهابي (داء كرون)، داء الأمعاء المتهيجة أو ما يعرف بالقولون العصبي.
الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب.
الأعضاء النسوية: حمل خارج الرحم، تليف بالرحم، انفجار حويصلة بالمبيض، كتلة في المبيضين، التواء المبيض، مرض التهاب الحوض.
الجزء السفلي الأيسر (ما فوق الحوض):
القولون: التهاب القولون (رتجي أو تقرحي أو داء كرون)، داء الأمعاء الالتهابي (داء كرون)، داء الأمعاء المتهيجة أو ما يعرف بالقولون العصبي.
الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب.
الأعضاء النسوية: حمل خارج الرحم، تليف بالرحم، انفجار حويصلة بالمبيض، كتلة في المبيضين، التواء المبيض، مرض التهاب الحوض.
خلق الله داخل بطوننا نوعين من الأعضاء، الأعضاء المجوفة كالأمعاء والمعدة والقولون والحالب والأعضاء الصلدة كالكبد والطحال والكلية والبنكرياس والتي تعطي نوعين مختلفين من ألم البطن، فالاضطرابات في العمل السليم للأمعاء الدقيقة أو القولون تتسبب بظهور ألم تشنجي متقطع (المغص). وقد تزيد شدة التقلصات التي يهدف الجسم منها إلى التغلب على انسداد جزئي أو كامل، أو بهدف دفع فعال لكميات كبيرة من المحتويات، كما هو الأمر لدى المصابين بعدوى حادة في الأمعاء، إلى حدوث التشنجات، بينما ألم البطن الناجم عن الأمراض الالتهابية يظهر كألم غير واضح المعالم، كما أنه يكون متواصلاً.
ومن الأشياء المهمة، هو متى ظهر الألم؟، فلدى المرضى الذين يعانون من قرحة في الاثني عشر، تحسن في ألم البطن بعد نصف ساعة من تناول الطعام، وبمجرد أن تصبح المعدة خاوية، حيث لا يكون فيها طعام يزداد مفعول الحمض، يشعر المريض بآلام البطن ثانية. لذلك من الشائع أن يستيقظ المرضى المصابون بقرحة المعدة أو الاثني عشر من النوم، بسبب آلام الجوع، فيقومون بالأكل بعد استيقاظهم من النوم مباشرةً لتخفيف حدة الألم، بينما يشتد ألم البطن لدى المرضى الذين يعانون من انسداد معوي جزئي بعد تناول الطعام، ويشعر هؤلاء المرضى بتحسن عندما تكون بطونهم خالية من الطعام.
الرياض