المال السهل منزوع البركة
المال السهل منزوع البركة
عبدالله الجعيثن
اقترحت الحكومة السويسرية (الثرية جدا) أن تصرف دخلاً شهرياً ثابتاً لكل مواطن بلا قيد ولا شرط، وسواء أكانوا يعملون أم لا يعملون، وكان المقترح أن يصرف لكل بالغ 2500 فرنك شهرياً ما يعادل 2000 دولار أميركي تقريباً و625 فرنك شهريا لكل طفل، وطرحت تصويتاً شعبياً على هذ المقترح الذي يسيل له لعاب كل عربي وكل مواطن في العالم النامي!
ورفض الشعب السويسري هذا المقترح بأغلبية ساحقة 78 %!! وواجه المقترح معارضةً شاملة من جميع التيارات السياسية في البلاد! ولم يؤيده أي حزب أو تيار، بل وجد الرفض المطلق! وكانت حجتهم في رفض هذا الاقتراح الكريم جداً أنه (يُعَوِّد المواطنين على الكسل)!!
قلت: وليست سويسرا سبّاقة في هذا التصرّف الكريم! ولا هذا الرفض المستغرب عند كثيرين!.. فقد سبق للفاروق - رضي الله عنه - أن عرض على الصحابة أن يصرف لجميع المهاجرين والأنصار مبالغ كبيرة (بعد أن فاض المال) واستشار الصحابة رضي الله عنهم، فأشاروا عليه بألّا يفعل، وقالوا إنّ أهل مكة أصحاب تجارة، وأهل المدينة أصحاب زراعة، ولئن حصلوا على المال الوفير بلا جهد تركوا تجارتهم وزراعتهم، حتى ينسوا مهنهم، فلا يستطيع أحفادهم العيش وهم لم يرثوا مهنة درّبهم عليها الآباء منذ الصغر، والمال سوف ينفد!.. ونفّذ الفاروق رأي الصحابة، وأعتقد أنه اقترح ذلك امتحاناً للعقول، وكانت العقول كالجبال رجاحةً..
قلت: والمال السهل، والكسب السريع، منزوع البركة، يعوّد أصحابه على الكسل والتبذير والخمود، والخلود إلى الراحة والخمول، وترك التعلّم والتدريب، واستثقال المهن والأعمال، والاستخفاف بالحياة.. وتلك قاصمة الظهر!
الرياض
عبدالله الجعيثن
اقترحت الحكومة السويسرية (الثرية جدا) أن تصرف دخلاً شهرياً ثابتاً لكل مواطن بلا قيد ولا شرط، وسواء أكانوا يعملون أم لا يعملون، وكان المقترح أن يصرف لكل بالغ 2500 فرنك شهرياً ما يعادل 2000 دولار أميركي تقريباً و625 فرنك شهريا لكل طفل، وطرحت تصويتاً شعبياً على هذ المقترح الذي يسيل له لعاب كل عربي وكل مواطن في العالم النامي!
ورفض الشعب السويسري هذا المقترح بأغلبية ساحقة 78 %!! وواجه المقترح معارضةً شاملة من جميع التيارات السياسية في البلاد! ولم يؤيده أي حزب أو تيار، بل وجد الرفض المطلق! وكانت حجتهم في رفض هذا الاقتراح الكريم جداً أنه (يُعَوِّد المواطنين على الكسل)!!
قلت: وليست سويسرا سبّاقة في هذا التصرّف الكريم! ولا هذا الرفض المستغرب عند كثيرين!.. فقد سبق للفاروق - رضي الله عنه - أن عرض على الصحابة أن يصرف لجميع المهاجرين والأنصار مبالغ كبيرة (بعد أن فاض المال) واستشار الصحابة رضي الله عنهم، فأشاروا عليه بألّا يفعل، وقالوا إنّ أهل مكة أصحاب تجارة، وأهل المدينة أصحاب زراعة، ولئن حصلوا على المال الوفير بلا جهد تركوا تجارتهم وزراعتهم، حتى ينسوا مهنهم، فلا يستطيع أحفادهم العيش وهم لم يرثوا مهنة درّبهم عليها الآباء منذ الصغر، والمال سوف ينفد!.. ونفّذ الفاروق رأي الصحابة، وأعتقد أنه اقترح ذلك امتحاناً للعقول، وكانت العقول كالجبال رجاحةً..
قلت: والمال السهل، والكسب السريع، منزوع البركة، يعوّد أصحابه على الكسل والتبذير والخمود، والخلود إلى الراحة والخمول، وترك التعلّم والتدريب، واستثقال المهن والأعمال، والاستخفاف بالحياة.. وتلك قاصمة الظهر!
الرياض