صهوة الكتاب
صهوة الكتاب
عبدالله الجعيثن
الصهوة من كل شيء أعلاه، ومن معانيها الجزئية في لغتنا الجميلة، السَّرْج على ظهر الجواد، وهو مقعد الفارس الذي يمتطيه، والصهوة أيضاً هي (منبع الماء من الجبل العالي).. كل هذه المعاني -وأكثر- يحويها (الكتاب) بين دفتيه، فهو يرفع قارئه وينفعه ويمتعه، ويُبحر به إلى عوالم مدهشة، ويسافر بخياله إلى آفاق وآماد بعيدة، ويفتح له فضاءً جميلاً يزدان بقوس قُزَح، ويمنحه أعماراً إلى عمره، ونحن نحتاج أضعاف العمر حتى نفهم التجربة، ونلتحم بالوجود، ونتذوق المتعة الراقية، ونمتزج بالحق والخير والجمال، ويفيض علينا شعور الرضا والحبور، فلكي تُسعد إنساناً حبِّبْ إليه القراءة، فهي تمخرُ به الزمان والمكان، وتقطف له تجارب الآخرين ناضجة، وتسمو بوجدانه وعقله ولغته، وتجعله أكثر محبةً للناس وأكثر تعاطُفاً مع القريب والصديق بل وعابر السبيل. كُلُّ الناس والأجناس في الكتاب، كل الأفكار العظيمة، والأشعار الرائعة، والمواقف الخالدة، والبطولات المؤثرة، والمعلومات الموثوقة، ومختلف وجوه الحياة والناس، وثمار عقول الممتازين من إخواننا البشر نقطفها من بساتين الكتب الجيدة ..
. إن كانت شهادتي مجروحة في الكتاب لأنه صديقي من طفولتي إلى كهولتي ، وحتى الآن، وإلى آخر يوم، لا أتابع (تويتر) ولا (فيسبوك) ولا حساب لي فيهما، فقد أغناني الله بهذا الصديق الوفي النبيل، فإن كانت شهادتي مجروحة فيه، فإن الملايين -على مرّ العصور- شهدوا بأنّ الكتاب من أثمن المُنجزات الحضارية، وأن الكتابة هي التي دوّنت العلوم والفنون، وخرجت بخلاصة التجارب التي حُوِّلت مع الاستقراء إلى قواعد وحقائق دفعت الحضارة إلى الأمام، وجعلت البشرية تتقدم في كل علم وفن وأدب ومجال..
و(معرض الرياض الدولي) الذي يفتح أبوابه الآن مُرحباً بالزائرين، وعشاق القراءة والكتاب، هو شعلة وعي، ونور يُضيء في بلادنا كالشمس تمنح الصحة والمتعة والرقي وجودة الحياة..
. وموائد الكتب تُشبه موائد الطعام الشهية، فإذا كان (مفتاح الفم لقمة) فإن (مفتاح القراءة كلمة) وإذا كانت موائد الطعام تُغَذِّي الأجساد، فإن موائد الكتب تُغذّي العقول والقلوب والإدراك، وتسمو بالخيالات والأحلام والأرواح، وتمنح الإنسان بصيرة نقيّة نافذة، فالإنسان بلا قراءة نظارة بلا عينين..
. وإن كان كثيرٌ من العرب هجروا الكتب فإن الغرب لا يزالون يقرأون وفي كل مكان ومن مختلف الفنون والعلوم، الشيوخ منهم والشابات والشبان، مع توفر مختلف المتع لهم، لكنهم مع التجربة أدركوا أن الكتب هي المتعة التي لا يعتريها الملل ، لأن عطاءها بلا حدود، وخياراتها بلا عدد، وموضوعاتها بسعة رحابة الحياة ..
. إن صهوة الكتاب ساحرة، أقوى من باخرة وطائرة، فضلاً عن جواد، فهي تمخر بك الزمان والمكان، وترفعك للأفلاك، وتغوص بك في البحار، وتجوب معك المجاهل والصحارى، وتدخل بك إلى أعماق الإنسان.
الرياض
عبدالله الجعيثن
الصهوة من كل شيء أعلاه، ومن معانيها الجزئية في لغتنا الجميلة، السَّرْج على ظهر الجواد، وهو مقعد الفارس الذي يمتطيه، والصهوة أيضاً هي (منبع الماء من الجبل العالي).. كل هذه المعاني -وأكثر- يحويها (الكتاب) بين دفتيه، فهو يرفع قارئه وينفعه ويمتعه، ويُبحر به إلى عوالم مدهشة، ويسافر بخياله إلى آفاق وآماد بعيدة، ويفتح له فضاءً جميلاً يزدان بقوس قُزَح، ويمنحه أعماراً إلى عمره، ونحن نحتاج أضعاف العمر حتى نفهم التجربة، ونلتحم بالوجود، ونتذوق المتعة الراقية، ونمتزج بالحق والخير والجمال، ويفيض علينا شعور الرضا والحبور، فلكي تُسعد إنساناً حبِّبْ إليه القراءة، فهي تمخرُ به الزمان والمكان، وتقطف له تجارب الآخرين ناضجة، وتسمو بوجدانه وعقله ولغته، وتجعله أكثر محبةً للناس وأكثر تعاطُفاً مع القريب والصديق بل وعابر السبيل. كُلُّ الناس والأجناس في الكتاب، كل الأفكار العظيمة، والأشعار الرائعة، والمواقف الخالدة، والبطولات المؤثرة، والمعلومات الموثوقة، ومختلف وجوه الحياة والناس، وثمار عقول الممتازين من إخواننا البشر نقطفها من بساتين الكتب الجيدة ..
. إن كانت شهادتي مجروحة في الكتاب لأنه صديقي من طفولتي إلى كهولتي ، وحتى الآن، وإلى آخر يوم، لا أتابع (تويتر) ولا (فيسبوك) ولا حساب لي فيهما، فقد أغناني الله بهذا الصديق الوفي النبيل، فإن كانت شهادتي مجروحة فيه، فإن الملايين -على مرّ العصور- شهدوا بأنّ الكتاب من أثمن المُنجزات الحضارية، وأن الكتابة هي التي دوّنت العلوم والفنون، وخرجت بخلاصة التجارب التي حُوِّلت مع الاستقراء إلى قواعد وحقائق دفعت الحضارة إلى الأمام، وجعلت البشرية تتقدم في كل علم وفن وأدب ومجال..
و(معرض الرياض الدولي) الذي يفتح أبوابه الآن مُرحباً بالزائرين، وعشاق القراءة والكتاب، هو شعلة وعي، ونور يُضيء في بلادنا كالشمس تمنح الصحة والمتعة والرقي وجودة الحياة..
. وموائد الكتب تُشبه موائد الطعام الشهية، فإذا كان (مفتاح الفم لقمة) فإن (مفتاح القراءة كلمة) وإذا كانت موائد الطعام تُغَذِّي الأجساد، فإن موائد الكتب تُغذّي العقول والقلوب والإدراك، وتسمو بالخيالات والأحلام والأرواح، وتمنح الإنسان بصيرة نقيّة نافذة، فالإنسان بلا قراءة نظارة بلا عينين..
. وإن كان كثيرٌ من العرب هجروا الكتب فإن الغرب لا يزالون يقرأون وفي كل مكان ومن مختلف الفنون والعلوم، الشيوخ منهم والشابات والشبان، مع توفر مختلف المتع لهم، لكنهم مع التجربة أدركوا أن الكتب هي المتعة التي لا يعتريها الملل ، لأن عطاءها بلا حدود، وخياراتها بلا عدد، وموضوعاتها بسعة رحابة الحياة ..
. إن صهوة الكتاب ساحرة، أقوى من باخرة وطائرة، فضلاً عن جواد، فهي تمخر بك الزمان والمكان، وترفعك للأفلاك، وتغوص بك في البحار، وتجوب معك المجاهل والصحارى، وتدخل بك إلى أعماق الإنسان.
الرياض