• ×
admin

أقلع عن التدخين تنعم ببصر سليم

أقلع عن التدخين تنعم ببصر سليم!
مكونات السيجارة سامة لأنسجة العين ومواليد المدخنات عرضة للإصابة بالحول


الأخصائية هند الدباسي

التدخين هو آفة العصر لا يأتي على عضوٍ في جسم الإنسان إلا جعله كالرميم، فالتدخين يُعد المسبب الأول لزيادة نسبة الوفيات في العالم مقارنة بالوفيات الناتجة عن السرطانات، الإيدز وحوادث السيارات. هذه الزيادة تُعزى إلى كونه مسؤولا عن 90% من سرطان الرئة بالإضافة إلى السكتة القلبية وأمراض الأوعية الدموية كذلك الربو والتهابات المجاري التنفسية ، أضف إلى ذلك السرطانات في أجزاء أخرى من الجسم بداية بالفم ونهاية بالمثانة.

التدخين وأمراض العيون

تحتوي السيجارة الواحدة على أكثر من 4000 مادة سامة، أكثر من 40 مادة مُسرطنة بالإضافة إلى المعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق، جميع هذه المواد تعتبر سامة لأنسجة العين تتسبب بإحداث أمراض مزمنة تؤدي في النهاية إلى كف البصر.

ومنها:

اعتلال مركز الإبصار المرتبط بتقدم العمر
(Age-Related Macular Degeneration)

هذا المرض عادة ما يُصاب به الأشخاص من عمر 50 سنة فما فوق, وهو يتميز بكونه مرضا مزمنا أي يمر بمراحل متعددة تحدث خلالها تغيرات مختلفة لمركز الرؤية تنتهي بالعمى. ولقد أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين الإصابة بالمرض وممارسة عادة التدخين. فقد وجد أن معدل إصابة المدخن بهذا المرض يرتفع إلى 5¸2 مرة عن غير المدخن. كما أثبتت دراسة نشرت في شهر مارس من العام 2004 والتي أُجريت على أشخاص مصابين بهذا المرض أن التدخين تسبب في كف بصر 17800 شخص مقيم في الولايات المتحدة بينما أصيب 53900 شخص بضعف شديد في مركز الرؤية. علاوة على ذلك فالمدخنون يبكرون في إصابتهم بهذا المرض بما يعادل 10 سنوات مقارنة بغير المدخنين.

الماء الأبيض/الساد (Cataract)

الماء الأبيض يُفقد عدسة العين شفافيتها محدثاً بها عتامة تعمل هذه العتامة بدورها على حجب الضوء عن مركز الإبصار فتضعف الرؤية تدريجياً إلى أن تنتهي بكف البصر. ويعد الماء الأبيض أحد أهم الأسباب المؤدية لضعف البصر والعمى حول العالم.

وقد أثبتت الدراسات أن التدخين يزيد من احتمال حدوث الماء الأبيض بمعدل 52 مرة بين المدخنين مقارنة بغير المدخنين. كما أن المدخن لسيجارة واحدة كل يوم ولمدة سنة كاملة مع استمرارية التدخين يزيد من خطر حدوث الماء الأبيض لنواة عدسة العين (nuclear cataract) بنسبة 70% عن غير المدخنين. إضافة إلى ذلك فإن الذين توقفوا عن التدخين لهم نصيب من هذا المرض بما يقارب 50% مقارنة مع أقرانهم غير المدخنين. جميع هذه النتائج تُعزى إلى عمليات الأكسدة داخل العين الناتجة عن دخان السجائر؛ أيضاً تراكم بعض العناصر الثقيلة كالرصاص والنحاس على عدسة العين مما يفقدها شفافيتها.

داء جرافس المرتبط بالعين
( Graves Ophthalmopathy)

يعتبر داء جرافس مرضا ذاتي المناعة لذا فإن المسبب الحقيقي له غير معروف وما زال قيد البحث. في مرض جرافس تكون الغدة الدرقية في حالة نشاط زائد مما ينتج عنه إفراز كميات أكبر من المعدل الطبيعي لهرمون الثيروكسين على إثر ذلك تدخل العين ضمن تعقيدات هذا المرض . وقد وجد من عدة دراسات سابقة أن التدخين يلعب دوراً حقيقياً في حدوثه. يتميز هذا المرض بانتفاخ في الجفون و شدها للخلف، إحمرار، جفاف، جحوظ العينين صعوبة في حركة العين بالإضافة إلى صعوبة في إغلاق الجفون، رؤية مزدوجة ، اعتلال في وظيفة العصب البصري مما يؤدي غالباً إلى فقد البصر. إن خطر هذا المرض يزداد بزيادة عدد السجائر المُدخنة يومياً، كما أن نسبة الرؤية المزدوجة وجحوظ العينين تزداد في الأشخاص الذين لم يتوقفوا عن التدخين.


مرض الشبكية السكري
(Diabetic Retinopathy)

يؤثر ارتفاع السكر في الدم على الأوعية الدموية الموجودة في الجسم وخاصة شبكية العين . يُعد مرض الشبكية السكري من أحد مسببات العمى حول العالم وتزداد نسبة الإصابة به مع ازدياد سنوات إصابة الجسم بمرض السكر . يمر هذا المرض بمراحل عدة منها:

- انسداد الشعيرات الدموية وبالتالي نقص في التغذية الدموية وكمية الأكسجين الواصلة للشبكية

- تورم الشبكية وظهور تجمعات دموية وزلالية

- نمو شعيرات دموية جديدة ضعيفة الجدار وقابلة للنزف المتكرر

- تليف في الشبكية والجسم الزجاجي

- انفصال الشبكية

يزيد التدخين من تفاقم المرض لأنه يعمل أيضاً على منع وصول الأكسجين للشبكية وذلك لأن أول أكسيد الكربون الموجود في دخان السيجارة له قدرة عالية على الارتباط بالهيموجلوبين بما يعادل 210 مرات عن الأكسجين والنتيجة هي نقص التغذية الواصلة للشبكية مما ينتج عنه فقد البصر.

مرض العصب البصري
(Optic Neuropathy)

إن مرض نقص التروية الأمامية للعصب البصري
(anterior ischemic optic neuropathy)

هو أحد أمراض العصب البصري التي تتميز بفقد مفاجئ للنظر مع عدم الشعور بأي ألم وعادة ما يكون فقد النظر بشكل دائم . يحدث هذا المرض نتيجة انسداد في الشرايين وبالتالي نقص في كمية الدم المغذية للعصب البصري. يزيد المدخن من تطور هذا المرض بما يعادل 16 ضعفا لغير المدخن ويرجع السبب لوجود أول أكسيد الكربون كما ذكر سابقاً. إذا أصيب شخص بهذا المرض فإنه عادة ما يحدث عند سن 64 ولكن المدخن يعجل بحدوثه عند 51

كسل العين التبغي
(Topacco Amblyopia)

يعد هذا المرض نادر الحدوث ويصيب غالباً الرجال متعاطي الكحول وشريهي التدخين . يتسبب كسل العين التبغي (يسمى أيضاً بكسل العين الغذائي) بإحداث ضعف شديد في مركز الرؤية يصل معه النظر إلى أقل من 60/6 في كلا العينين مع وجود بقعة سوداء في المجال البصري المركزي. بالإضافة إلى ضمور في العصب البصري مع نقص في القدرة على تمييز الألوان. يدخل في علاج هذا المرض تناول المريض لفيتامين ب1 وفيتامين ب 12 ولكن المريض يزداد نظره سوءًا مع استمراره بالتدخين وذلك لأن التدخين يعمل على تثبيط امتصاص فيتامين ب1وفيتامين ب12 وذلك لوجود مادة السيانيد المنبعثة من دخان السيجارة والتي تعمل على إضعاف عملية تخزين الفيتامينين في الجسم.

الحول
(strabismus )

يُعد الحول من المشكلات الشائعة لدى الأطفال والذي إذا ترك من غير علاج في مراحل الطفولة المبكرة لأدى لضعف شديد بالنظر وربما فقده. تتسبب السيدات المدخنات الحوامل بتعريض أجنتهن للإصابة بما يسمى بالحول الإنسي (انحراف العين الى الداخل) ، بينما اللاتي أقلعن عن التدخين قبل حملهن فقد حموا أطفالهم من هذا الحول بإذن الله. كما أن نسبة الحول لأطفال السيدات المدخنات تزداد لدى الأطفال الذين أوزانهم أقل من 2,50 جرام أو أكثر من 3,50 جرام.

شلل في عضلات العين
(Ophthalmoplegia)

كما هو الحال في مرض الشبكية السكري والعصب البصري فإن التدخين يزيد من تركيز أول أكسيد الكربون داخل الجسم الذي يعمل بدوره على إنقاص كمية الدم المحملة بالأكسجين والواصلة للعضلات مما يؤدي إلى تعطيلها عن القيام بوظيفتها على الشكل المطلوب.

يتسبب دخان السجائر أيضاً في إحداث ما يسمى بمتلازمة جفاف العين والتي تتميز بحرقة، حكة، تهيج، احمرار وضبابية في الرؤية. تزداد هذه المتلازمة سوءًا مع استخدام المدخن للعدسات اللاصقة. بالإضافة إلى أن عيون المدخنين تصطبغ بلون يميل إلى الصفرة.

الحقيقة المؤلمة

لا يتسبب المدخن فقط في إيذاء نفسه وإنما يتعدى أذى دخان سيجارته إلى من حوله وهو ما يسمى بالتدخين السلبي. فبالإضافة إلى كون دخان السيجارة أحد الأسباب الرئيسية لتهيج عيون غير المدخنين فإن خطر اعتلال مركز الإبصار والأمراض الأخرى السابقة الذكر تزداد لديهم بنسبة أكبر عن الذين لم يتعرضوا لدخان السجائر.

إن قائمة أمراض العيون المرتبطة مع هذه العادة السيئة أصبحت في ازدياد وما زال العلم
الحديث يُجري الدراسات لاكتشاف المخاطر الكامنة وراء التدخين.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1308