بنك القلوب
بنك القلوب
فهد عامر الأحمدي
عمليات زرع الأعضاء لم تعد اليوم صعبة أو نادرة، ولكنها مازالت تواجه مشكلة يزيد عمرها على خمسين عاماً، تتعلق باحتمال رفضها من جسد المريض. ففي أجسادنا جهاز مناعة يحمينا من الفيروسات والبكتيريا - وأي أجسام غريبة - قد تضرنا وتصيبنا بالمرض. وما أن يستشعر وجود جسم غريب لا يحمل شفرتنا الخاصة حتى يبدأ بمهاجمته ورفض التعامل معه. وحين يتم زرع عضو جديد في الجسم قد يعمل في البداية بشكل جيد، ولكن جهاز المناعة سرعان ما يتعرف عليه كعضو غريب أو دخيل فيبدأ بمهاجمته ومنع الدم عنه حتى يتعفن ويموت.. والحل الذي يلجأ إليه الأطباء حالياً هو وصف عقاقير خاصة تثبط آلية الرفض تجاه العضو المزروع (رغم أن هذا الإجراء قد يضعف جهاز المناعة ككل ويجعل الجسم عرضة للأمراض الخطيرة)!!
أيضاً هناك مشكلة مزمنة أخرى تتمثل في وجود نقص دائم في أعداد المتبرعين بأعضائهم مقابل المحتاجين إليها (لهذا السبب أوصيكم بالمناسبة بتسجيل أسمائكم كمتبرعين محتملين بأعضائكم بعد وفاتكم).
ولتجاوز هاتين المشكلتين (الرفض المناعي، وشح المتبرعين) حاولت بعض المراكز العالمية المتخصصة تصنيع هذه الأعضاء (داخل المعمل) باستخدام خلايا مأخوذة من جسم المريض نفسه.. وإجراء كهذا يتطلب تنشيط الخلايا الأساسية الجذعية ثم توجيهها كي تتحول من تلقاء ذاتها إلى كبد أو قلب أو طحال أو أي عضو يحتاجه المرء لاحقاً. وبما أنها مستنبتة من الجسم نفسه سيتعامل معها جهاز المناعة كأعضاء أصيلة ومألوفة ويسمح لها بالعيش والبقاء (ولك أن تتصور قيام شركات خاصة باستنبات أعضاء احتياطية لأشخاص يخشى عليهم مستقبلاً من تضخم القلب أو تليف الكبد أو توقف الكلية)!!
أيضاً هناك محاولات استعمال أعضاء الحيوانات وتجارب زرعها في البشر بعد تهيئتها بالطريقة المناسبة.. فــالحيوانات تعــد مصدراً كبيراً للأعضاء المطلوبة لولا رفضها من قبل جهازنا المناعي.. وللتغلب على حاجز الرفض المناعي قام العلماء بتجارب كثيرة لاستنساخ مخلوقات تتوافق جينياً (ومن حيث الحجم والقدرة) مع جسم الإنسان.. وأول تجربة أعرفها في هذا المجال حدثت في مطلع هذا القرن حينما نجح معمل أبحاث متخصص في إدنبرة باستنساخ أجـنة خنازير تتضمن جينات بشرية تتوافق مع أعضاء الإنسان.
وفي المستقبل القريب أتوقع شخصياً ظهور معامل تجارية تنمي الأعضاء البشرية بحسب الطلب.. كما أتوقع (خلال ثلاثين عاماً من الآن) مبادرة الأثرياء والمقتدرين بنسخ أعضاء احتياطية لقلوبهم وأكبادهم وكلاهم ووضعها في بنوك خاصة لاستعمالها في سن الهرم والشيخوخة.
وحتى نصل لهذا المستوى لا تتردد في تسجيل اسمك كمتبرع محتمل لدى الجمعية السعودية للتبرع بالأعضاء saudidonor.com
الرياض
فهد عامر الأحمدي
عمليات زرع الأعضاء لم تعد اليوم صعبة أو نادرة، ولكنها مازالت تواجه مشكلة يزيد عمرها على خمسين عاماً، تتعلق باحتمال رفضها من جسد المريض. ففي أجسادنا جهاز مناعة يحمينا من الفيروسات والبكتيريا - وأي أجسام غريبة - قد تضرنا وتصيبنا بالمرض. وما أن يستشعر وجود جسم غريب لا يحمل شفرتنا الخاصة حتى يبدأ بمهاجمته ورفض التعامل معه. وحين يتم زرع عضو جديد في الجسم قد يعمل في البداية بشكل جيد، ولكن جهاز المناعة سرعان ما يتعرف عليه كعضو غريب أو دخيل فيبدأ بمهاجمته ومنع الدم عنه حتى يتعفن ويموت.. والحل الذي يلجأ إليه الأطباء حالياً هو وصف عقاقير خاصة تثبط آلية الرفض تجاه العضو المزروع (رغم أن هذا الإجراء قد يضعف جهاز المناعة ككل ويجعل الجسم عرضة للأمراض الخطيرة)!!
أيضاً هناك مشكلة مزمنة أخرى تتمثل في وجود نقص دائم في أعداد المتبرعين بأعضائهم مقابل المحتاجين إليها (لهذا السبب أوصيكم بالمناسبة بتسجيل أسمائكم كمتبرعين محتملين بأعضائكم بعد وفاتكم).
ولتجاوز هاتين المشكلتين (الرفض المناعي، وشح المتبرعين) حاولت بعض المراكز العالمية المتخصصة تصنيع هذه الأعضاء (داخل المعمل) باستخدام خلايا مأخوذة من جسم المريض نفسه.. وإجراء كهذا يتطلب تنشيط الخلايا الأساسية الجذعية ثم توجيهها كي تتحول من تلقاء ذاتها إلى كبد أو قلب أو طحال أو أي عضو يحتاجه المرء لاحقاً. وبما أنها مستنبتة من الجسم نفسه سيتعامل معها جهاز المناعة كأعضاء أصيلة ومألوفة ويسمح لها بالعيش والبقاء (ولك أن تتصور قيام شركات خاصة باستنبات أعضاء احتياطية لأشخاص يخشى عليهم مستقبلاً من تضخم القلب أو تليف الكبد أو توقف الكلية)!!
أيضاً هناك محاولات استعمال أعضاء الحيوانات وتجارب زرعها في البشر بعد تهيئتها بالطريقة المناسبة.. فــالحيوانات تعــد مصدراً كبيراً للأعضاء المطلوبة لولا رفضها من قبل جهازنا المناعي.. وللتغلب على حاجز الرفض المناعي قام العلماء بتجارب كثيرة لاستنساخ مخلوقات تتوافق جينياً (ومن حيث الحجم والقدرة) مع جسم الإنسان.. وأول تجربة أعرفها في هذا المجال حدثت في مطلع هذا القرن حينما نجح معمل أبحاث متخصص في إدنبرة باستنساخ أجـنة خنازير تتضمن جينات بشرية تتوافق مع أعضاء الإنسان.
وفي المستقبل القريب أتوقع شخصياً ظهور معامل تجارية تنمي الأعضاء البشرية بحسب الطلب.. كما أتوقع (خلال ثلاثين عاماً من الآن) مبادرة الأثرياء والمقتدرين بنسخ أعضاء احتياطية لقلوبهم وأكبادهم وكلاهم ووضعها في بنوك خاصة لاستعمالها في سن الهرم والشيخوخة.
وحتى نصل لهذا المستوى لا تتردد في تسجيل اسمك كمتبرع محتمل لدى الجمعية السعودية للتبرع بالأعضاء saudidonor.com
الرياض