اليوم الوطني ورؤية 2030
اليوم الوطني ورؤية 2030
د. حمد اللحيدان
في هذه الأيام تحتفل المملكة باليوم الوطني الثامن والثمانين الذي يتوج مسيرة كفاح طويل استمر أكثر من 32 عاماً نتج عنه توحيد شتات الوطن وخلق أمة موحدة في كيان واحد تحت اسم المملكة العربية السعودية، قاد خلالها الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- شعبه لتحقيق تلك المعجزة فوق الرمال، وقد حافظ أبناؤه البررة الميامين من بعده على ذلك الكيان العظيم وتطوره وترسيخ أمنه واستقراره الذي نعيش فيه اليوم بعد أن نفض عنه ثالوث الجهل والجوع والمرض، ووصل إلى ما نحن فيه من رفعة نفاخر بها الأمم.
اليوم تشهد المملكة تحولاً عظيماً يتمثل في رؤية 2030 التي من أهم مميزاتها أنها مرنة قابلة للتحوير والتعديل والتطوير متى ما أثبت التطبيق الحاجة إلى ذلك، وهذا بلا شك ناتج من وعي وبُعد نظر وديناميكية القائمين عليها بقيادة ملك الحزم والعزم وولي عهده حفظهما الله.
الجدير بالذكر أن من أهم أهداف تلك الرؤية تحقيق الانفتاح والعمل على تعدد مصادر الدخل وتحييد الاعتماد على البترول كمصدر أول للدخل مما يعني تحفيز مصادر الدخل البديلة بما في ذلك اقتصاد المعرفة الذي أصبح مصدر دخل من لا موارد طبيعية له، والأمثلة في هذا المجال ملء السمع والبصر حيث أثبت ذلك التوجه نجاحه الباهر مما جعل الدول المختلفة تتنافس على تشجيع البحث العلمي والتطوير باعتبارهما القاعدة الأساسية للفوز بمقعد متقدم في سباق الأمم. ناهيك عن تطوير مرافق القضاء والصحة والتعليم وقبل ذلك وبعده تحقيق توطين فرص العمل في كافة المجالات.
إن التحولات الوطنية الكبرى التي تضع الأسس والبنى التحتية لذلك التحول في مقدمة اهتماماتها تنجح أيما نجاح أما ممارسة التحول بالاعتماد على نفس القوى التي تدير العمل المعتاد دون إعادة هيكلتها وتدريبها وتهيئتها فإن محصلة التحول فيها يكون محدوداً بل يفضي في النهاية إلى الفشل أو الاستمرار في مكانك سر، ولذلك نجد أن رؤية 2030 وضعت نصب عينيها أن التحول يحتاج إلى زمن لا يقل عن 15 عاماً وتضم مرحلتين الأولى التحول الوطني الذي وضع له زمن محدد مرن عام (2020 - 2023) والأخرى مستمرة حتى عام 2030، وهذا ما يضمن التحول السلس لأنه مبني على قواعد مرنة قابلة للتعديل والتحوير من أجل التغلب على المصاعب وتجاوزها.
نعم المملكة اليوم تعيد ترتيب أوراقها وأولوياتها وتدير حراكها على عدد كبير من الجبهات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصاية والتعليمية والصحية والاستثمارية، بالإضافة إلى الوقوف في وجه التحديات الخارجية وفي مقدمتها التغلغل الإيراني في اليمن والخليج وكذلك في العراق وسورية وغيرها، وفي سبيل تحقيق ذلك بنت التحالفات العربية والإسلامية والدولية واتخذت من المرونة سياسة لمواجهة العواصف العاتية التي تشهدها المنطقة وذلك لضمان حماية شعبها وسيادتها واستقلالها ومنجزاتها وكذلك ضمان سلامة واستقلال دول الجوار.
الجدير بالذكر أن التاريخ المستهدف لتحقيق رؤية 2030 يتوافق مع الذكرى المئوية لتوحيد المملكة (1351 – 1451) مما يعني أننا سوف نحتفل في ذلك التاريخ بمناسبتين الأولى تحقيق رؤية 2030، والثانية مئوية التوحيد، وكلاهما يثبت أننا أمة حية تتجدد بحكمة ورؤية وبعد نظر.. رعاك الله يا وطن الشموخ..
الرياض
د. حمد اللحيدان
في هذه الأيام تحتفل المملكة باليوم الوطني الثامن والثمانين الذي يتوج مسيرة كفاح طويل استمر أكثر من 32 عاماً نتج عنه توحيد شتات الوطن وخلق أمة موحدة في كيان واحد تحت اسم المملكة العربية السعودية، قاد خلالها الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- شعبه لتحقيق تلك المعجزة فوق الرمال، وقد حافظ أبناؤه البررة الميامين من بعده على ذلك الكيان العظيم وتطوره وترسيخ أمنه واستقراره الذي نعيش فيه اليوم بعد أن نفض عنه ثالوث الجهل والجوع والمرض، ووصل إلى ما نحن فيه من رفعة نفاخر بها الأمم.
اليوم تشهد المملكة تحولاً عظيماً يتمثل في رؤية 2030 التي من أهم مميزاتها أنها مرنة قابلة للتحوير والتعديل والتطوير متى ما أثبت التطبيق الحاجة إلى ذلك، وهذا بلا شك ناتج من وعي وبُعد نظر وديناميكية القائمين عليها بقيادة ملك الحزم والعزم وولي عهده حفظهما الله.
الجدير بالذكر أن من أهم أهداف تلك الرؤية تحقيق الانفتاح والعمل على تعدد مصادر الدخل وتحييد الاعتماد على البترول كمصدر أول للدخل مما يعني تحفيز مصادر الدخل البديلة بما في ذلك اقتصاد المعرفة الذي أصبح مصدر دخل من لا موارد طبيعية له، والأمثلة في هذا المجال ملء السمع والبصر حيث أثبت ذلك التوجه نجاحه الباهر مما جعل الدول المختلفة تتنافس على تشجيع البحث العلمي والتطوير باعتبارهما القاعدة الأساسية للفوز بمقعد متقدم في سباق الأمم. ناهيك عن تطوير مرافق القضاء والصحة والتعليم وقبل ذلك وبعده تحقيق توطين فرص العمل في كافة المجالات.
إن التحولات الوطنية الكبرى التي تضع الأسس والبنى التحتية لذلك التحول في مقدمة اهتماماتها تنجح أيما نجاح أما ممارسة التحول بالاعتماد على نفس القوى التي تدير العمل المعتاد دون إعادة هيكلتها وتدريبها وتهيئتها فإن محصلة التحول فيها يكون محدوداً بل يفضي في النهاية إلى الفشل أو الاستمرار في مكانك سر، ولذلك نجد أن رؤية 2030 وضعت نصب عينيها أن التحول يحتاج إلى زمن لا يقل عن 15 عاماً وتضم مرحلتين الأولى التحول الوطني الذي وضع له زمن محدد مرن عام (2020 - 2023) والأخرى مستمرة حتى عام 2030، وهذا ما يضمن التحول السلس لأنه مبني على قواعد مرنة قابلة للتعديل والتحوير من أجل التغلب على المصاعب وتجاوزها.
نعم المملكة اليوم تعيد ترتيب أوراقها وأولوياتها وتدير حراكها على عدد كبير من الجبهات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصاية والتعليمية والصحية والاستثمارية، بالإضافة إلى الوقوف في وجه التحديات الخارجية وفي مقدمتها التغلغل الإيراني في اليمن والخليج وكذلك في العراق وسورية وغيرها، وفي سبيل تحقيق ذلك بنت التحالفات العربية والإسلامية والدولية واتخذت من المرونة سياسة لمواجهة العواصف العاتية التي تشهدها المنطقة وذلك لضمان حماية شعبها وسيادتها واستقلالها ومنجزاتها وكذلك ضمان سلامة واستقلال دول الجوار.
الجدير بالذكر أن التاريخ المستهدف لتحقيق رؤية 2030 يتوافق مع الذكرى المئوية لتوحيد المملكة (1351 – 1451) مما يعني أننا سوف نحتفل في ذلك التاريخ بمناسبتين الأولى تحقيق رؤية 2030، والثانية مئوية التوحيد، وكلاهما يثبت أننا أمة حية تتجدد بحكمة ورؤية وبعد نظر.. رعاك الله يا وطن الشموخ..
الرياض