شم الروائح لتتبُّع يوميات النصائح
شم الروائح لتتبُّع يوميات النصائح
أحمد عبدالرحمن العرفج
النَّصَائِح لَهَا سَطوَة غَريبَة، سَوَاء استَفدتَ مِنهَا، أَو زَهدتَ فِيهَا، لَكن أَكثَر النَّاس يَبدون ضُعفَاء أَمَام النَّاصحين، الذين يَتظَاهرون بحَمْل «هَمّ الأُمَّة»، وهُم فِي الوَاقِع؛ يَستَمتعون بزَجر النَّاس؛ عَلَى طَريقتهم الخَاصَّة، لِذَا دَعونَا نَتأمَّل هَذه اليَوميَّات، لَعلَّها تُبعدنَا عَن أَفكَار المُرجفين والمُرجفَات..!
(الأحد): النَّصَائِح والفَضَائِح مُتشَابِهَان، لَا يَفصل بَينهمَا إلَّا الزَّمَان والمَكَان والحضُور، حَيثُ يَقول «الإمام الشافعي»: (مَن وَعِظَ أَخَاه سِرًّا فقَد نَصحه، ومَن وَعظه عَلانيةً فقَد فَضحه)..!
(الاثنين): أَنتَ يَا مَن تَقرَأ المَقَال، لَاحِظ أَنَّ أَكثَر النَّاصحين يَقولون مَا لَا يَفعَلون، فأَنتَ تَجد المُدخّن؛ يَنصحك بعَدم التَّدخين، وهُنَاك مَن يَأمرك بمُمَارسة الرِّيَاضَة؛ وهو كَسول لَا يَتحرَّك، وقَد انتبَه إلَى هَذه المُفَارَقَة أَحد الفَلَاسِفَة، فقَال: (الذين يُسدون النَّصَائِح للنَّاس، يَجدون -غَالِباً- صعُوبَة كَبيرَة فِي تَطبيقهَا عَلَى أَنفسِهم)..!
(الثلاثاء): مُشكلة النَّصَائِح أَنَّها مِثل لِحية «برنارد شو»، تَمتَاز بكَثَافة الإنتَاج وسُوء التَّوزيع، وغَالباً تَأتي النَّصَائِح فِي غَير وَقتهَا، لِذَلك حَتَّى مَن هو بحَاجتها، يَزهد فِيهَا، وفِي ذَلك يَقول الأَديب «شستر فيلد»: (قَبُول النَّصيحَة شَيءٌ نَادِر، وأَقَل النَّاس حَمَاسَة لَهَا، أَحوَجهم إليهَا)..!
(الأربعاء): فِي مُجتمعنَا السّعودي، تَجد أَنَّ الكُلّ يَنصحك، حَتَّى أَطلَق عَلينَا البَعض؛ مُجتَمع المليُون نَاصِح، ولَكن المُتقبّلين للنَّصيحَة؛ يُعدّون عَلَى أَصَابع اليَد الوَاحِدَة، ولَيس عَلَى اليَدين، والسَّبَب أَنَّ أَكثَر النَّصَائِح؛ يُسديهَا مَن لَا يَعرف؛ لمَن لَا يُريدها، وقَد لَخَّص تِلك الفِكرة الفَيلسوف «سويفت» قَائِلاً: (مَا أَقلّ الذين يَقبلون النَّصيحَة، ومَا أَكثَر الذين يُقدِّمونهَا)..!
(الخميس): النَّصيحَة الصَّادِقَة والجيّدة؛ قَد تَأتي مِن أَسوَأ النَّاس، وقَد كَان الحَديث النَّبوي بَارع المَعنَى حِينَ قَال: (الحِكمَةُ ضَالة المُؤمن، أنّى وَجدَهَا فهو أَحقُّ بِهَا)، وكَذلك النَّصيحَة، إذَا وَجدتَها مُغذّية لَك ومُفيدة، فخُذها ولَا تَخجَل مِن قَائِلهَا، حَيثُ بَسَّط هَذا المَعنَى الأَديب «بيلي» فقَال: (كُل الذين يُسدون أفضَل النَّصَائِح؛ يَكونون أَسوَأ النَّاس)..!
(الجمعة): يَرَى البَعض أَنَّ النَّصيحَة عُملَة، ولَكن هَذه العُملَة مِن كَثرة التَّدَاول، أَصبَحت ضَعيفة؛ لَا قِيمة لَهَا، ورُبَّما يَفهم أَهل الاقتصَاد؛ أَكثَر مِنِّي فِي هَذا المَجَال، لِذا أُحيلهم عَلَى الفَيلسوف «بيرس»، الذي يَقول: (النَّصيحَة، أَصغَر قِطعة نقُود فِي الوَقت الحَاضِر)..!
(السبت): مُشكلة النَّصيحَة ومَصدر ضَعفها، أَنَّها رَخيصة الثَّمَن، ويُمكن أَن يُسديهَا أَي شَخص، لِذَلك لَا يَلتفتُ إليهَا النَّاس -كعَادتهم فِي استقبَال الأَشيَاء المَجَّانية-، وقَد لَخَّص هَذا المَعنَى الأَديب «بارتون» فقَال: (الجَميع قَادرُون عَلَى إسدَاء النَّصَائِح، لأَنَّها لَا تُكلِّف شَيئاً)..!!
المدينة
أحمد عبدالرحمن العرفج
النَّصَائِح لَهَا سَطوَة غَريبَة، سَوَاء استَفدتَ مِنهَا، أَو زَهدتَ فِيهَا، لَكن أَكثَر النَّاس يَبدون ضُعفَاء أَمَام النَّاصحين، الذين يَتظَاهرون بحَمْل «هَمّ الأُمَّة»، وهُم فِي الوَاقِع؛ يَستَمتعون بزَجر النَّاس؛ عَلَى طَريقتهم الخَاصَّة، لِذَا دَعونَا نَتأمَّل هَذه اليَوميَّات، لَعلَّها تُبعدنَا عَن أَفكَار المُرجفين والمُرجفَات..!
(الأحد): النَّصَائِح والفَضَائِح مُتشَابِهَان، لَا يَفصل بَينهمَا إلَّا الزَّمَان والمَكَان والحضُور، حَيثُ يَقول «الإمام الشافعي»: (مَن وَعِظَ أَخَاه سِرًّا فقَد نَصحه، ومَن وَعظه عَلانيةً فقَد فَضحه)..!
(الاثنين): أَنتَ يَا مَن تَقرَأ المَقَال، لَاحِظ أَنَّ أَكثَر النَّاصحين يَقولون مَا لَا يَفعَلون، فأَنتَ تَجد المُدخّن؛ يَنصحك بعَدم التَّدخين، وهُنَاك مَن يَأمرك بمُمَارسة الرِّيَاضَة؛ وهو كَسول لَا يَتحرَّك، وقَد انتبَه إلَى هَذه المُفَارَقَة أَحد الفَلَاسِفَة، فقَال: (الذين يُسدون النَّصَائِح للنَّاس، يَجدون -غَالِباً- صعُوبَة كَبيرَة فِي تَطبيقهَا عَلَى أَنفسِهم)..!
(الثلاثاء): مُشكلة النَّصَائِح أَنَّها مِثل لِحية «برنارد شو»، تَمتَاز بكَثَافة الإنتَاج وسُوء التَّوزيع، وغَالباً تَأتي النَّصَائِح فِي غَير وَقتهَا، لِذَلك حَتَّى مَن هو بحَاجتها، يَزهد فِيهَا، وفِي ذَلك يَقول الأَديب «شستر فيلد»: (قَبُول النَّصيحَة شَيءٌ نَادِر، وأَقَل النَّاس حَمَاسَة لَهَا، أَحوَجهم إليهَا)..!
(الأربعاء): فِي مُجتمعنَا السّعودي، تَجد أَنَّ الكُلّ يَنصحك، حَتَّى أَطلَق عَلينَا البَعض؛ مُجتَمع المليُون نَاصِح، ولَكن المُتقبّلين للنَّصيحَة؛ يُعدّون عَلَى أَصَابع اليَد الوَاحِدَة، ولَيس عَلَى اليَدين، والسَّبَب أَنَّ أَكثَر النَّصَائِح؛ يُسديهَا مَن لَا يَعرف؛ لمَن لَا يُريدها، وقَد لَخَّص تِلك الفِكرة الفَيلسوف «سويفت» قَائِلاً: (مَا أَقلّ الذين يَقبلون النَّصيحَة، ومَا أَكثَر الذين يُقدِّمونهَا)..!
(الخميس): النَّصيحَة الصَّادِقَة والجيّدة؛ قَد تَأتي مِن أَسوَأ النَّاس، وقَد كَان الحَديث النَّبوي بَارع المَعنَى حِينَ قَال: (الحِكمَةُ ضَالة المُؤمن، أنّى وَجدَهَا فهو أَحقُّ بِهَا)، وكَذلك النَّصيحَة، إذَا وَجدتَها مُغذّية لَك ومُفيدة، فخُذها ولَا تَخجَل مِن قَائِلهَا، حَيثُ بَسَّط هَذا المَعنَى الأَديب «بيلي» فقَال: (كُل الذين يُسدون أفضَل النَّصَائِح؛ يَكونون أَسوَأ النَّاس)..!
(الجمعة): يَرَى البَعض أَنَّ النَّصيحَة عُملَة، ولَكن هَذه العُملَة مِن كَثرة التَّدَاول، أَصبَحت ضَعيفة؛ لَا قِيمة لَهَا، ورُبَّما يَفهم أَهل الاقتصَاد؛ أَكثَر مِنِّي فِي هَذا المَجَال، لِذا أُحيلهم عَلَى الفَيلسوف «بيرس»، الذي يَقول: (النَّصيحَة، أَصغَر قِطعة نقُود فِي الوَقت الحَاضِر)..!
(السبت): مُشكلة النَّصيحَة ومَصدر ضَعفها، أَنَّها رَخيصة الثَّمَن، ويُمكن أَن يُسديهَا أَي شَخص، لِذَلك لَا يَلتفتُ إليهَا النَّاس -كعَادتهم فِي استقبَال الأَشيَاء المَجَّانية-، وقَد لَخَّص هَذا المَعنَى الأَديب «بارتون» فقَال: (الجَميع قَادرُون عَلَى إسدَاء النَّصَائِح، لأَنَّها لَا تُكلِّف شَيئاً)..!!
المدينة