ارتخاء الصمام المترالي من أمراض القلب الشائعة غير الخطيرة
ارتخاء الصمام المترالي من أمراض القلب الشائعة غير الخطيرة
لا يحتاج مضاداً حيوياً قبل عمليات الأسنان.. وتستطيع المريضة الزواج والحمل والولادة
إعداد: د. خـالد عبد الله النمر
سُئلت حديثاً عن ارتخاء الصمام المترالي وهل لابد من أخذ مضادات حيوية قبل عمليات الأسنان؟ وهل يمنع من الرياضة؟ وهل يمنع من الزواج والإنجاب؟ وهل يمنع من أخذ حبوب منع الحمل؟ ولأن هذه الأسئلة تتردد كثيراً فرأيت أنه لابد من التفصيل فيها بما يشفي غليل السائل ويرتوي به طالب الثقافة الصحية.
وسأفرد تلك المعلومات على شكل نقاط ليسهل الرجوع إليها عند الحاجة.
أولاً:
ارتخاء الصمام المترالي هو تراجع أحد جزئي الصمام "وغالباً الوريقة الأمامية" أو الوريقة الخلفية أو كليهما "الوريقة الأمامية والخلفية"، وقد يكون التراجع كلياً أو جزئياً داخل الأذين الأيسر عند انقباض البطين الأيسر... وذلك بسبب وجود أنسجة إسفنجية بكمية أكبر من المعتاد في تركيبها، ويصاحب ذلك في بعض الأحيان ارتخاء الأوتار التي تثبتها في جدار البطين الأيسر مما يؤدي في بعض الحالات إلى ارتجاع الدم إلى الأذين الأيسر عند انقباض البطين الأيسر بدلاً من ذهابه إلى الشريان الأورطي.. وفي هذه الحالة يكون المريض يعاني ارتخاء وارتجاع الصمام معاً.. ولا يمكن تشخيص حالة ارتخاء الصمام المترالي إلا بالفحص السريري وتصوير السونار للقلب، حيث إنه من علامات ارتخاء الصمام المترالي على سبيل المثال لا الحصر، أن يكون هناك علامات سريرية معينة "في أصوات القلب"، وأن يكون سمك ورقة الصمام أكبر من 5 ملم وارتجاعها الخلفي لجهة الأذين الأيسر أكثر من 2 ملم عن مستوى حلقة الصمام سواء كان ذلك في إحدى الوريقتين أو كليهما وسواء كان ذلك في كل مرحلة الانقباض القلبي أو في الجزء المتأخر منها، وأن تكون نقطة التقاء الوريقتين داخله في حدود الأذين الأيسر.. ومن النقاط المهمة في التشخيص أنه لا ينصح بعمل تصوير القلب الصوتي لمن ليس لديه علامات إكلينيكية لارتخاء الصمام المترالي.
ثانياً:
نسبة انتشاره في حدود 2 % في الدراسات العلمية الحديثة... لقد كانت هناك دراسات سابقة تذكر أن انتشار تشخيص ارتخاء الصمام المترالي في حدود 10 % وهذا في الغالب بسبب عدم وضوح شروط تشخيص هذا المرض قديماً، والذي أدى إلى زيادة في الحالات المشخصة بهذا المرض، ولكن الدراسات الحديثة تؤكد أنه في حدود 2 % وهو وراثي نسبياً في بعض الأسر، ويكثر في النساء أكثر من الرجال بنحو الضعف، والقلق النفسي ونحافة الجسم يوجدان في بعض هؤلاء المرضى أكثر من غير المصابين بارتخاء الصمام المترالي.
ثالثاً:
ويقع كثير من المرضى في مشكلة كبيرة مع تشخيص هذا المرض، فبعضهم يثبت وجوده في مريض معين، وبعضهم ينفيه في نفس المريض!! مما يسبب حيرة كبير عند المريض، والسبب ببساطة أن طريقة تشخيص ارتخاء الصمام المترالي وحمايته من الالتهاب البكتيري تغيرت تغيراً جذرياً خلال العشر السنوات الماضية، فبعض هؤلاء الأطباء وصلته المعلومات المتغيرة وبعضهم لم تصله، وبذلك يكون سبب الاختلاف بين الأطباء واضحاً .. أضف إلى ذلك أن ضغط الدم ومستوى السوائل في الجسم يؤثران على درجة ارتخاء الصمام المترالي ودرجة ارتجاعه.
رابعاً:
حسب التوصيات الحديثة لجمعية القلب الأميركية فإن مريض ارتخاء الصمام المترالي لا يحتاج مضادًا حيوياً قبل عمليات الأسنان سواء كان لديه ارتجاع أم لا.. وتستطيع المريضة الزواج والحمل والولادة على وجه العموم، ولا يمنعها ارتخاء الصمام المترالي من تناول حبوب منع الحمل إن شاءت.. وتغير التوصيات الطبية الحديثة وعدم اطلاع الطبيب عليها قد يجعل الطبيب والمريض معاً في حرج. ففي إحدى عيادات القلب جاءت امرأة في الأربعين من عمرها مع زوجها وقالت: إنها شخصت قبل أكثر من عشر سنوات بارتخاء في الصمام المترالي وبارتجاع بسيط ولم تنصح بأخذ أدوية لذلك، ما عدا مضاد حيوي عند إجراء عمليات في الأسنان أو في الجهاز الهضمي، وفي الأسبوع الماضي ذهبت المريضة إلى طبيب الأسنان لخلع إحدى الأسنان، وعندما ذكرت له القصة نصحها بمراجعة طبيب القلب وأخذ المضاد الحيوي المناسب قبل العملية. وبعد الفحص الإكلينيكي وتصوير القلب بالموجات الصوتية لم نجد دليلاً على وجود ذلك التشخيص، وبالتالي فهي لا تحتاج إلى مضاد حيوي! صدمت المريضة من نتائج تلك الفحوصات. وطلبت التوضيح ولها الحق في ذلك. فأوضحت لها أن طرق تشخيص ذلك المرض تغيرت خلال السنوات الماضية، وهي لم تتابع طبيبها من أول زيارة في العيادة عمل فيها التشخيص قبل عشر سنوات، وحتى التوصيات الحديثة من الجمعية الأميركية لأمراض القلب لا توصي باستخدام المضاد الحيوي في غالبية مرضى ارتخاء الصمام المترالي حتى ولو كان لديهم ارتجاع في الصمام. وبعد نقاش مطول اقتنعت المريضة وسمح لها بإجراء عملية الأسنان من دون استخدام مضاد حيوي.
خامساً:
من النادر أن تتطور حالات ارتخاء الصمام المترالي البسيطة إلى حالات شديدة تسبب ضعف القلب وضيق التنفس، وقد تحتاج إلى تدخل دوائي وجراحي.. ولذلك يتم تقييم كل حالة ومتابعتها حسب شروط علمية دولية متعارف عليها.
الخلاصة:
إن ارتخاء الصمام المترالي من أمراض القلب الشائعة غير الخطيرة.. وفي الغالبية العظمى لا يمنع المريض من أداء نشاطاته اليومية والاستمتاع بحياته.. والحالات النادرة التي يحدث فيها مضاعفات تقدر ظروف كل حالة لوحدها.
أدام الله عليكم لباس العافية.
الرياض
لا يحتاج مضاداً حيوياً قبل عمليات الأسنان.. وتستطيع المريضة الزواج والحمل والولادة
إعداد: د. خـالد عبد الله النمر
سُئلت حديثاً عن ارتخاء الصمام المترالي وهل لابد من أخذ مضادات حيوية قبل عمليات الأسنان؟ وهل يمنع من الرياضة؟ وهل يمنع من الزواج والإنجاب؟ وهل يمنع من أخذ حبوب منع الحمل؟ ولأن هذه الأسئلة تتردد كثيراً فرأيت أنه لابد من التفصيل فيها بما يشفي غليل السائل ويرتوي به طالب الثقافة الصحية.
وسأفرد تلك المعلومات على شكل نقاط ليسهل الرجوع إليها عند الحاجة.
أولاً:
ارتخاء الصمام المترالي هو تراجع أحد جزئي الصمام "وغالباً الوريقة الأمامية" أو الوريقة الخلفية أو كليهما "الوريقة الأمامية والخلفية"، وقد يكون التراجع كلياً أو جزئياً داخل الأذين الأيسر عند انقباض البطين الأيسر... وذلك بسبب وجود أنسجة إسفنجية بكمية أكبر من المعتاد في تركيبها، ويصاحب ذلك في بعض الأحيان ارتخاء الأوتار التي تثبتها في جدار البطين الأيسر مما يؤدي في بعض الحالات إلى ارتجاع الدم إلى الأذين الأيسر عند انقباض البطين الأيسر بدلاً من ذهابه إلى الشريان الأورطي.. وفي هذه الحالة يكون المريض يعاني ارتخاء وارتجاع الصمام معاً.. ولا يمكن تشخيص حالة ارتخاء الصمام المترالي إلا بالفحص السريري وتصوير السونار للقلب، حيث إنه من علامات ارتخاء الصمام المترالي على سبيل المثال لا الحصر، أن يكون هناك علامات سريرية معينة "في أصوات القلب"، وأن يكون سمك ورقة الصمام أكبر من 5 ملم وارتجاعها الخلفي لجهة الأذين الأيسر أكثر من 2 ملم عن مستوى حلقة الصمام سواء كان ذلك في إحدى الوريقتين أو كليهما وسواء كان ذلك في كل مرحلة الانقباض القلبي أو في الجزء المتأخر منها، وأن تكون نقطة التقاء الوريقتين داخله في حدود الأذين الأيسر.. ومن النقاط المهمة في التشخيص أنه لا ينصح بعمل تصوير القلب الصوتي لمن ليس لديه علامات إكلينيكية لارتخاء الصمام المترالي.
ثانياً:
نسبة انتشاره في حدود 2 % في الدراسات العلمية الحديثة... لقد كانت هناك دراسات سابقة تذكر أن انتشار تشخيص ارتخاء الصمام المترالي في حدود 10 % وهذا في الغالب بسبب عدم وضوح شروط تشخيص هذا المرض قديماً، والذي أدى إلى زيادة في الحالات المشخصة بهذا المرض، ولكن الدراسات الحديثة تؤكد أنه في حدود 2 % وهو وراثي نسبياً في بعض الأسر، ويكثر في النساء أكثر من الرجال بنحو الضعف، والقلق النفسي ونحافة الجسم يوجدان في بعض هؤلاء المرضى أكثر من غير المصابين بارتخاء الصمام المترالي.
ثالثاً:
ويقع كثير من المرضى في مشكلة كبيرة مع تشخيص هذا المرض، فبعضهم يثبت وجوده في مريض معين، وبعضهم ينفيه في نفس المريض!! مما يسبب حيرة كبير عند المريض، والسبب ببساطة أن طريقة تشخيص ارتخاء الصمام المترالي وحمايته من الالتهاب البكتيري تغيرت تغيراً جذرياً خلال العشر السنوات الماضية، فبعض هؤلاء الأطباء وصلته المعلومات المتغيرة وبعضهم لم تصله، وبذلك يكون سبب الاختلاف بين الأطباء واضحاً .. أضف إلى ذلك أن ضغط الدم ومستوى السوائل في الجسم يؤثران على درجة ارتخاء الصمام المترالي ودرجة ارتجاعه.
رابعاً:
حسب التوصيات الحديثة لجمعية القلب الأميركية فإن مريض ارتخاء الصمام المترالي لا يحتاج مضادًا حيوياً قبل عمليات الأسنان سواء كان لديه ارتجاع أم لا.. وتستطيع المريضة الزواج والحمل والولادة على وجه العموم، ولا يمنعها ارتخاء الصمام المترالي من تناول حبوب منع الحمل إن شاءت.. وتغير التوصيات الطبية الحديثة وعدم اطلاع الطبيب عليها قد يجعل الطبيب والمريض معاً في حرج. ففي إحدى عيادات القلب جاءت امرأة في الأربعين من عمرها مع زوجها وقالت: إنها شخصت قبل أكثر من عشر سنوات بارتخاء في الصمام المترالي وبارتجاع بسيط ولم تنصح بأخذ أدوية لذلك، ما عدا مضاد حيوي عند إجراء عمليات في الأسنان أو في الجهاز الهضمي، وفي الأسبوع الماضي ذهبت المريضة إلى طبيب الأسنان لخلع إحدى الأسنان، وعندما ذكرت له القصة نصحها بمراجعة طبيب القلب وأخذ المضاد الحيوي المناسب قبل العملية. وبعد الفحص الإكلينيكي وتصوير القلب بالموجات الصوتية لم نجد دليلاً على وجود ذلك التشخيص، وبالتالي فهي لا تحتاج إلى مضاد حيوي! صدمت المريضة من نتائج تلك الفحوصات. وطلبت التوضيح ولها الحق في ذلك. فأوضحت لها أن طرق تشخيص ذلك المرض تغيرت خلال السنوات الماضية، وهي لم تتابع طبيبها من أول زيارة في العيادة عمل فيها التشخيص قبل عشر سنوات، وحتى التوصيات الحديثة من الجمعية الأميركية لأمراض القلب لا توصي باستخدام المضاد الحيوي في غالبية مرضى ارتخاء الصمام المترالي حتى ولو كان لديهم ارتجاع في الصمام. وبعد نقاش مطول اقتنعت المريضة وسمح لها بإجراء عملية الأسنان من دون استخدام مضاد حيوي.
خامساً:
من النادر أن تتطور حالات ارتخاء الصمام المترالي البسيطة إلى حالات شديدة تسبب ضعف القلب وضيق التنفس، وقد تحتاج إلى تدخل دوائي وجراحي.. ولذلك يتم تقييم كل حالة ومتابعتها حسب شروط علمية دولية متعارف عليها.
الخلاصة:
إن ارتخاء الصمام المترالي من أمراض القلب الشائعة غير الخطيرة.. وفي الغالبية العظمى لا يمنع المريض من أداء نشاطاته اليومية والاستمتاع بحياته.. والحالات النادرة التي يحدث فيها مضاعفات تقدر ظروف كل حالة لوحدها.
أدام الله عليكم لباس العافية.
الرياض