شرب الماء وتناول السكر: إفراط وتفريط
شرب الماء وتناول السكر: إفراط وتفريط
صالح عبدالعزيز الكريّم
بالغ كثير من الناس في نشر ثقافة شرب الماء، لدرجة أن البعض يتباهى بشرب عشرة لترات يوميا، وكذلك بالغ البعض في الامتناع عن تناول السكر تماماً، لدرجة أن الكثير يتباهى بشرب الشاهي مرًّا علقمًا، وأصابوا «الحلو» (السكر) في مقتل عندما وصفوه بالعدو الأول، وبعض الجهلة يؤكد أن السكر هو سبب السرطان وسبب جميع الأمراض، ولم يكن الأمر كذلك لولا انتشار الواتس أب، وكل من هب ودب يفتي في الشأن الصحي، والحقيقة أن الاعتدال في كل شيء هو المطلوب، فلا الإفراط في شرب الماء -لدرجة تناول لترات كثيرة يومياً- يمنع حدوث الأمراض، ولا التفريط في تناول السكر -لدرجة المنع تماماً- يحمي من حدوث الأمراض.
الماء أساس الحياة، والله جعل من الماء كل شيء حي، ولكنه سبحانه فاوت بين مخلوقاته بالنسبة لحاجتها للماء، فالزواحف مثلاً لا يتوفر لها الماء كثيراً في بيئة صحراوية جافة، وكذلك الجِمَال من الثدييات، بينما الأسماك حياتها في الماء، فكيّف الله سبحانه وتعالى كل مخلوق بتركيب نسيجي وخلوي يتوافق مع الماء، والإنسان مخلوق يحتاج إلى الماء ليشربه، والطعام ليأكله، وشرب الماء محمود وصحي ويُنظِّف مجاري الكلى، ويمد الخلايا بالحيوية، ويغسل عنها ما قد يعلق بها من سموم، وفوائده جمّة، لكن في نفس الوقت المبالغة في شربه لدرجة أن الإنسان «يكع» ماء ويُرْغِم النفس ويُكرِهها، حتى أنها تمل منه أحياناً، ويحسب حسبته يومياً باللترات، فذلك قد يؤدي إلى الاستسقاء وانتفاخ الخلايا، فالاعتدال مطلوب، وشرب الماء قبل النوم بنصف ساعة وعند الاستيقاظ من النوم وقبل الوجبات وبعدها بكمية على شكل كاسات أمر مفيد، والإكثار منه في الصيف أو عند تناول أدوية كذلك مفيد (٨ كاسات يومياً مناسبة جداً، وتزيد عن ذلك في حالة الرياضة أو الوزن الزايد).. وقد أشار بعض العلماء إلى موضوع انتفاخ الخلايا بسبب الإفراط في شرب الماء.
أما السكر فهو طاقة ضرورية للخلايا، ولا تستغني عنه، ومَن يقول غير ذلك ليس صحيحاً، والتفريط في تناول السكر «البتة» من أَي مصدر -هناك التباهي المغشوش بأنه يشرب الشاهي مُر وهو يلتهم قطعات كبيرة من الحلوى- فإن ذلك غير محمود أيضا (metabolism) على الخلايا، بالذات الخلايا العصبية التي تحتاج الطاقة أكثر، وهذا لا يعني أبداً الإفراط في تناوله، لكن الاعتدال في ذلك مطلوب، ولا ضرر منه، خاصة الإنسان العادي غير المريض بالسكري، يبقى السؤال الكبير: ما هو سبب الأمراض إذاً؟!.
إن أحد أكبر الأسباب للفشل الكلوي (ليس مرتبطاً بالماء فقط) وداء السكري (ليس مرتبطاً بالسكر فقط)، إنما هو الناحية الوراثية والاستعداد الوراثي للمرض، ولا تُصدِّقوا أبداً أن شخصاً يشرب في اليوم عشرة لترات من الماء، ولا يُصاب بالسرطان، أو أن إنساناً لا يتناول السكر أبداً لا يُصاب بالسرطان، أما أحد ثاني الأسباب الرئيسيّة للأمراض، فهو العوامل الخارجية من أغذية ذات تكوينات ضارة ومسببة للأمراض بما في ذلك السرطان، ومن عوامل كيميائية وإشعاعية وبيئية، وثالث الأمور المسببة للأمراض، فهي نمط الحياة التي يعيشها الإنسان ما بين ضغطٍ وخوف، وقلقٍ وتوتُّر، وترقُّب للمستقبل، ومشكلات اجتماعية ونفسية تضغط على الجينات، وتُهيّئها لأن تُصبح جينات معطوبة.
المدينة
صالح عبدالعزيز الكريّم
بالغ كثير من الناس في نشر ثقافة شرب الماء، لدرجة أن البعض يتباهى بشرب عشرة لترات يوميا، وكذلك بالغ البعض في الامتناع عن تناول السكر تماماً، لدرجة أن الكثير يتباهى بشرب الشاهي مرًّا علقمًا، وأصابوا «الحلو» (السكر) في مقتل عندما وصفوه بالعدو الأول، وبعض الجهلة يؤكد أن السكر هو سبب السرطان وسبب جميع الأمراض، ولم يكن الأمر كذلك لولا انتشار الواتس أب، وكل من هب ودب يفتي في الشأن الصحي، والحقيقة أن الاعتدال في كل شيء هو المطلوب، فلا الإفراط في شرب الماء -لدرجة تناول لترات كثيرة يومياً- يمنع حدوث الأمراض، ولا التفريط في تناول السكر -لدرجة المنع تماماً- يحمي من حدوث الأمراض.
الماء أساس الحياة، والله جعل من الماء كل شيء حي، ولكنه سبحانه فاوت بين مخلوقاته بالنسبة لحاجتها للماء، فالزواحف مثلاً لا يتوفر لها الماء كثيراً في بيئة صحراوية جافة، وكذلك الجِمَال من الثدييات، بينما الأسماك حياتها في الماء، فكيّف الله سبحانه وتعالى كل مخلوق بتركيب نسيجي وخلوي يتوافق مع الماء، والإنسان مخلوق يحتاج إلى الماء ليشربه، والطعام ليأكله، وشرب الماء محمود وصحي ويُنظِّف مجاري الكلى، ويمد الخلايا بالحيوية، ويغسل عنها ما قد يعلق بها من سموم، وفوائده جمّة، لكن في نفس الوقت المبالغة في شربه لدرجة أن الإنسان «يكع» ماء ويُرْغِم النفس ويُكرِهها، حتى أنها تمل منه أحياناً، ويحسب حسبته يومياً باللترات، فذلك قد يؤدي إلى الاستسقاء وانتفاخ الخلايا، فالاعتدال مطلوب، وشرب الماء قبل النوم بنصف ساعة وعند الاستيقاظ من النوم وقبل الوجبات وبعدها بكمية على شكل كاسات أمر مفيد، والإكثار منه في الصيف أو عند تناول أدوية كذلك مفيد (٨ كاسات يومياً مناسبة جداً، وتزيد عن ذلك في حالة الرياضة أو الوزن الزايد).. وقد أشار بعض العلماء إلى موضوع انتفاخ الخلايا بسبب الإفراط في شرب الماء.
أما السكر فهو طاقة ضرورية للخلايا، ولا تستغني عنه، ومَن يقول غير ذلك ليس صحيحاً، والتفريط في تناول السكر «البتة» من أَي مصدر -هناك التباهي المغشوش بأنه يشرب الشاهي مُر وهو يلتهم قطعات كبيرة من الحلوى- فإن ذلك غير محمود أيضا (metabolism) على الخلايا، بالذات الخلايا العصبية التي تحتاج الطاقة أكثر، وهذا لا يعني أبداً الإفراط في تناوله، لكن الاعتدال في ذلك مطلوب، ولا ضرر منه، خاصة الإنسان العادي غير المريض بالسكري، يبقى السؤال الكبير: ما هو سبب الأمراض إذاً؟!.
إن أحد أكبر الأسباب للفشل الكلوي (ليس مرتبطاً بالماء فقط) وداء السكري (ليس مرتبطاً بالسكر فقط)، إنما هو الناحية الوراثية والاستعداد الوراثي للمرض، ولا تُصدِّقوا أبداً أن شخصاً يشرب في اليوم عشرة لترات من الماء، ولا يُصاب بالسرطان، أو أن إنساناً لا يتناول السكر أبداً لا يُصاب بالسرطان، أما أحد ثاني الأسباب الرئيسيّة للأمراض، فهو العوامل الخارجية من أغذية ذات تكوينات ضارة ومسببة للأمراض بما في ذلك السرطان، ومن عوامل كيميائية وإشعاعية وبيئية، وثالث الأمور المسببة للأمراض، فهي نمط الحياة التي يعيشها الإنسان ما بين ضغطٍ وخوف، وقلقٍ وتوتُّر، وترقُّب للمستقبل، ومشكلات اجتماعية ونفسية تضغط على الجينات، وتُهيّئها لأن تُصبح جينات معطوبة.
المدينة