هل نحن بحاجة لهرمونات تعويضية بعد التقدم في العمر؟
هل نحن بحاجة لهرمونات تعويضية بعد التقدم في العمر؟
الاستخدام العشوائي لها قد يُسبب انزلاقاً في منطقة الورك أو تقوساً في الظهر
إعداد: د. بسام صالح بن عباس
سؤال يطرحه البعض منا وخصوصاً بعد البلوغ أو يطرحه الكثير منا بعد انتصاف العمر وتقدم السنين. فهل نحن بحاجة إلى هرمونات تعويضية ولا سيما أن الكثير من مستويات هرموناتنا تقل مع تقدم العمر ويصاب الكثير منا بأعراض قد تدل على نقص هذه الهرمونات. وليكن الجواب سهلاً وميسراً وهو أنه نعم قد يحتاج البعض منا هذه الهرمونات التعويضية إن كانت حقاً منخفضة بالنسبة لذلك العمر الذي تم فيه اختبار مستوى هذه الهرمونات، وإن كان بالفعل أقر الطبيب المعالج حاجة هذا المسن لهذه الهرمونات، إلا أن البعض منا يفتي من نفسه، ويقوم هو بنفسه بشراء هذه الهرمونات وتعاطيها مما قد تسبب له بعض الأعراض الجانبية التي يعلم خفاياها.
وسنتحدث هنا عن هرمون النمو على وجه الخصوص فنقول أنه يتهاتف الكثير منا على استخدام هرمون النمو في طفولته وخصوصاً أولئك الذين يعتقدون بأن قاماتهم أقل طولاً من غيرهم. وقد يكون بالفعل بعضهم يعاني من نقص الطول بسبب نقص هرمون النمو. والتساؤل المطروح هنا. هل هرمون النمو فقط لمن عاني من نقصه أثناء الطفولة ومرحلة النمو الطولي، أم أن دوره يمتد لما بعد البلوغ وبعد النضج، وبعد الاكتمال الفعلي للنمو. ويمكننا طرح هذا التساؤل بصورة أخرى تكون أقرب لمعرفة الإجابة، وهي هل نحن من بلغنا ومن اكتمل نمونا. هل غددنا الصماء مازالت تفرز هرمون النمو، كما كانت كذلك أثناء الطفولة. الإجابة نعم، فإذا ما قمنا بقياس مستوى هرمون النمو لدى الشخص البالغ نجده مرتفعاً أو على الأقل متواجداً. أي أن البالغين لديهم إفراز لهرمون النمو ويمكن تقدير مستواه. وهذا الأمر يدل بصورة واضحة على حاجة الشخص البالغ لهرمون النمو. وقد يكون السؤال الذي يلي هذا السؤال وبعد معرفتنا بحاجة الإنسان البالغ لهرمون النمو هو ما هي أهمية هرمون النمو بعد البلوغ؟. بلا شك أن هرمون النمو بعد البلوغ لن يكون للنمو الطولي، فالنمو الطولي قد اكتمل ولابد لهذا الهرمون فوائد أخرى. وسيكون هذا هو محل حديثنا اليوم وهو هرمون النمو وفوائده للشخص البالغ، وكيف أن الهرمونات بصفة عامة وهرمون النمو بصفة خاصة لا يقتصر عملها على هدف واحد ولكن أهداف متعددة.
إلا أنه يجب التنبه أن الهرمون ليس من غير أضرار. نعم يتصف بعض كبار السن والطاعنين في العمر بنقص هرمون النمو، وهذه صفة تكثر في الكثير من الناس، ويبقى التساؤل الأكثر حيرة هو هل نحن بحاجة لتعويض هذا النقص الهرموني؟ تدل بعض الدراسات أن الطاعنين في السن قد يكونون بحاجة إلى هرمون النمو، حيث يزيد من قوة العضلات والنشاط البدني، وكذلك بعض النشاط الجنسي، ومن الدراسات التي تبدي تخوفاً من الاستخدام المتأخر لهرمون النمو هو احتمالية تسببه في حدوث بعض الأورام، فكما هو معروف أن كبير السن يكون عرضة للأورام وهرمون النمو من الهرمونات التي تسبب نمو الخلايا، وبالرغم أنه لا توجد دراسة توضح العلاقة بين هرمون النمو وبين حدوث الأورام في الإنسان، إلا أن بعض الدراسات على الحيوان أوضحت احتمالية إصابة الحيوان بالأورام في حالة استخدام هرمون النمو بكميات كبيرة ولمدة طويلة، انطلاقاً من هذه الدراسات الحيوانية، أبدى الكثير من أطباء الغدد الصماء تخوفهم من استخدام هرمون النمو في العمر المتقدم، ولكن بالرغم من هذا التخوف وهذا التحذير نجد البعض من الناس الطاعنين في العمر يستخدمون هرمون النمو، وليست هناك دراسات واضحة في هذا الصدد، ولكن من التجارب المحدودة تبين أن البعض أبدى استحسانه من هذا الهرمون، ليس التحدث هنا عن استخدام هرمون النمو لدى الطاعنين في العمر هو أننا نصرح أو ندعو أو نشجع هذه الشريحة من الناس للإقدام على استخدام هرمون النمو، ولكن لتوضيح بعض استخدامات هرمون النمو لدى الناس بمختلف شرائحهم وطبقاتهم. وملخص القول إن هذه الهرمونات آمنة إذا استخدمت بإشراف طبي وغير آمنة إذا استخدمت من تلقاء الشخص نفسه. ومما نعاني منه ونشكو منه أن الكثير من العلاجات الهرمونية إن لم يكن جميعها تصرف من دون وصفة طبية وهذا خطأ فادح. فنجد أن هرمون النمو يستخدم جهلاً من قبل البالغين لتنمية العضلة في النوادي الرياضية أو من قبل البعض لزيادة الطول بعد البلوغ أو من قبل البعض لنضارة البشرة وغيرها من الفوائد غير المثبتة لهذا الهرمون في هذه الفترة العمرية. فعلى سبيل المثال حين نستخدم نحن هرمون النمو للأطفال الذين يعانون من قصر القامة ونقص الهرمون فإننا نتابع بصفة دورية بعض المعايير خصوصاً في بداية العلاج لتفادي المضاعفات مثل ارتفاع مستوى السكر في الدم أو هبوط مستوى الغدة الدرقية أو ارتفاع ضغط الدم في الرأس. فالأمر ليس بالأمر السهل وغير المبرر الاستخدام العشوائي لهذا الهرمون أو غيره من الهرمونات. وقد حدثت بالفعل بعض المضاعفات المذكورة وغير المذكورة من انزلاق في منطقة الورك أو تقوس في الظهر في عاموده الفقري.
الرياض
الاستخدام العشوائي لها قد يُسبب انزلاقاً في منطقة الورك أو تقوساً في الظهر
إعداد: د. بسام صالح بن عباس
سؤال يطرحه البعض منا وخصوصاً بعد البلوغ أو يطرحه الكثير منا بعد انتصاف العمر وتقدم السنين. فهل نحن بحاجة إلى هرمونات تعويضية ولا سيما أن الكثير من مستويات هرموناتنا تقل مع تقدم العمر ويصاب الكثير منا بأعراض قد تدل على نقص هذه الهرمونات. وليكن الجواب سهلاً وميسراً وهو أنه نعم قد يحتاج البعض منا هذه الهرمونات التعويضية إن كانت حقاً منخفضة بالنسبة لذلك العمر الذي تم فيه اختبار مستوى هذه الهرمونات، وإن كان بالفعل أقر الطبيب المعالج حاجة هذا المسن لهذه الهرمونات، إلا أن البعض منا يفتي من نفسه، ويقوم هو بنفسه بشراء هذه الهرمونات وتعاطيها مما قد تسبب له بعض الأعراض الجانبية التي يعلم خفاياها.
وسنتحدث هنا عن هرمون النمو على وجه الخصوص فنقول أنه يتهاتف الكثير منا على استخدام هرمون النمو في طفولته وخصوصاً أولئك الذين يعتقدون بأن قاماتهم أقل طولاً من غيرهم. وقد يكون بالفعل بعضهم يعاني من نقص الطول بسبب نقص هرمون النمو. والتساؤل المطروح هنا. هل هرمون النمو فقط لمن عاني من نقصه أثناء الطفولة ومرحلة النمو الطولي، أم أن دوره يمتد لما بعد البلوغ وبعد النضج، وبعد الاكتمال الفعلي للنمو. ويمكننا طرح هذا التساؤل بصورة أخرى تكون أقرب لمعرفة الإجابة، وهي هل نحن من بلغنا ومن اكتمل نمونا. هل غددنا الصماء مازالت تفرز هرمون النمو، كما كانت كذلك أثناء الطفولة. الإجابة نعم، فإذا ما قمنا بقياس مستوى هرمون النمو لدى الشخص البالغ نجده مرتفعاً أو على الأقل متواجداً. أي أن البالغين لديهم إفراز لهرمون النمو ويمكن تقدير مستواه. وهذا الأمر يدل بصورة واضحة على حاجة الشخص البالغ لهرمون النمو. وقد يكون السؤال الذي يلي هذا السؤال وبعد معرفتنا بحاجة الإنسان البالغ لهرمون النمو هو ما هي أهمية هرمون النمو بعد البلوغ؟. بلا شك أن هرمون النمو بعد البلوغ لن يكون للنمو الطولي، فالنمو الطولي قد اكتمل ولابد لهذا الهرمون فوائد أخرى. وسيكون هذا هو محل حديثنا اليوم وهو هرمون النمو وفوائده للشخص البالغ، وكيف أن الهرمونات بصفة عامة وهرمون النمو بصفة خاصة لا يقتصر عملها على هدف واحد ولكن أهداف متعددة.
إلا أنه يجب التنبه أن الهرمون ليس من غير أضرار. نعم يتصف بعض كبار السن والطاعنين في العمر بنقص هرمون النمو، وهذه صفة تكثر في الكثير من الناس، ويبقى التساؤل الأكثر حيرة هو هل نحن بحاجة لتعويض هذا النقص الهرموني؟ تدل بعض الدراسات أن الطاعنين في السن قد يكونون بحاجة إلى هرمون النمو، حيث يزيد من قوة العضلات والنشاط البدني، وكذلك بعض النشاط الجنسي، ومن الدراسات التي تبدي تخوفاً من الاستخدام المتأخر لهرمون النمو هو احتمالية تسببه في حدوث بعض الأورام، فكما هو معروف أن كبير السن يكون عرضة للأورام وهرمون النمو من الهرمونات التي تسبب نمو الخلايا، وبالرغم أنه لا توجد دراسة توضح العلاقة بين هرمون النمو وبين حدوث الأورام في الإنسان، إلا أن بعض الدراسات على الحيوان أوضحت احتمالية إصابة الحيوان بالأورام في حالة استخدام هرمون النمو بكميات كبيرة ولمدة طويلة، انطلاقاً من هذه الدراسات الحيوانية، أبدى الكثير من أطباء الغدد الصماء تخوفهم من استخدام هرمون النمو في العمر المتقدم، ولكن بالرغم من هذا التخوف وهذا التحذير نجد البعض من الناس الطاعنين في العمر يستخدمون هرمون النمو، وليست هناك دراسات واضحة في هذا الصدد، ولكن من التجارب المحدودة تبين أن البعض أبدى استحسانه من هذا الهرمون، ليس التحدث هنا عن استخدام هرمون النمو لدى الطاعنين في العمر هو أننا نصرح أو ندعو أو نشجع هذه الشريحة من الناس للإقدام على استخدام هرمون النمو، ولكن لتوضيح بعض استخدامات هرمون النمو لدى الناس بمختلف شرائحهم وطبقاتهم. وملخص القول إن هذه الهرمونات آمنة إذا استخدمت بإشراف طبي وغير آمنة إذا استخدمت من تلقاء الشخص نفسه. ومما نعاني منه ونشكو منه أن الكثير من العلاجات الهرمونية إن لم يكن جميعها تصرف من دون وصفة طبية وهذا خطأ فادح. فنجد أن هرمون النمو يستخدم جهلاً من قبل البالغين لتنمية العضلة في النوادي الرياضية أو من قبل البعض لزيادة الطول بعد البلوغ أو من قبل البعض لنضارة البشرة وغيرها من الفوائد غير المثبتة لهذا الهرمون في هذه الفترة العمرية. فعلى سبيل المثال حين نستخدم نحن هرمون النمو للأطفال الذين يعانون من قصر القامة ونقص الهرمون فإننا نتابع بصفة دورية بعض المعايير خصوصاً في بداية العلاج لتفادي المضاعفات مثل ارتفاع مستوى السكر في الدم أو هبوط مستوى الغدة الدرقية أو ارتفاع ضغط الدم في الرأس. فالأمر ليس بالأمر السهل وغير المبرر الاستخدام العشوائي لهذا الهرمون أو غيره من الهرمونات. وقد حدثت بالفعل بعض المضاعفات المذكورة وغير المذكورة من انزلاق في منطقة الورك أو تقوس في الظهر في عاموده الفقري.
الرياض