• ×
admin

الكلام أثناء النوم..!

الكلام أثناء النوم..!
6 % من الأطفال السعوديين من 6 إلى 12 سنة يتكلمون خلال نومهم يومياً تقريباً

أ. د. أحمد سالم باهمام

يشتكي الكثير من المراجعين من الكلام أثناء النوم، وهو اضطراب طبي معروف بـ Somniloquy. وهو أحد اضطرابات النوم المعروفة، ويعتبر شائعاً نسبيًا؛ حيث إن 5 %من الكبار و50 %من الأطفال قد يتحدثون أحيانًا خلال النوم. وقد وجدنا في بحث سابق أن 6 في المئة من الأطفال السعوديين من سن 6 إلى 12 سنة يتكلمون بصورة شبه يومية خلال نومهم. والكلام أثناء النوم قد يكون اضطرابًا قائمًا بذاته ويعتبر في هذه الحالة اضطرابًا حميدًا لا يحتاج إلى العلاج، وقد يصاحب اضطرابات أخرى ويكون أحد مظاهرها مثل اضطراب رعب النوم أو الاضطراب السلوكي المصاحب للأحلام، وتوقف التنفس أثناء النوم. كما قد يظهر بعد البدء باستخدام بعض الأدوية وخاصة الأدوية النفسية. والنوم يقسّم إلى أربع مراحل، ثلاث منها تعتبر المراحل التي لا تحدث فيها الأحلام ومنها النوم العميق "المرحلة الثالثة"، ومن ثم تبدأ مرحلة الأحلام التي تعتبر المرحلة الرابعة من النوم. ويمر الإنسان الطبيعي بأربع إلى ست دورات خلال النوم، ويمر خلال كل دورة بكل مرحلة من مراحل النوم. والكلام أثناء النوم الذي لا يكون مصحوبًا باضطرابات أخرى يمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل النوم ولكنه عادة يكون أكثر في المراحل التي لا تحدث فيها الأحلام.

ويبدو أن العامل الوراثي مهم في هذا الاضطراب، حيث إن المشكلة قد تكون أكثر حدوثًا في أسر معينة. وفي الاضطراب القائم بذاته والذي لا يصاحب اضطرابات نوم أخرى يكون الكلام عادة غير مفهوم ولا يصاحبه أي تعابير في الوجه، كما لا تصاحبه أي حركات في الجسم، وقد يزداد الحديث في حالات إصابة الشخص بالحمى، وفي العادة لا يتذكر المصاب أنه تحدث خلال النوم. أما الكلام أثناء النوم المصاحب لرعب النوم فإنه يكون مصحوبًا بخوف شديد وصراخ، وفي هذه الحالة كسابقتها لا يتذكر المريض عادة أحاديثه. أما في حالة الكلام المصاحب للاضطراب السلوكي المصاحب لمرحلة الأحلام، فإن الصوت يكون مرتفعًا ويعبر عن أحاسيس انفعالية، وقد تصاحبه حركات في الجسم ويكون مصحوبًا بحلم قد يتذكره المريض. وقد يصاحب الكلام أثناء النوم المصابين بتوقف التنفس بسبب انسداد مجرى الهواء العلوي أثناء النوم. ويحدث الكلام بين نوبات توقف التنفس وربما لا يتذكره المريض.

وحديثنا هنا سيتركز على مشكلة الكلام أثناء النوم التي لا تصاحبها اضطرابات أخرى. فالمصاب لا يشعر بالمشكلة حتى ينبهه الآخرون أو يسجلون حديثه أثناء النوم. لذلك يكون أكثر الذين يحضرون إلى العيادة من الكبار، فقد ينبهون إليها في إحدى الرحلات أو أثناء السفر حين ينام أكثر من شخص في مكان واحد. كما أن البعض يتنبه لهذه المشكلة بعد الزواج حيث ينبهه شريك حياته إلى المشكلة. والمشكلة كما ذكرنا سابقًا حميدة ولا تحتاج إلى علاج في أكثر الحالات، وتأتي الشكوى عادة من شريك المصاب كالزوج أو الزوجة أو زميل أو أخ المصاب الذي يشاركه الغرفة. وننصح المصاب بمراجعة المختصين إذا كانت نبرة الكلام حادة وتعبر عن أحاسيس انفعالية أو أن يكون الكلام مصحوبًا بكثرة الحركة أو نوبات من الخوف بعد الاستيقاظ أو شخير وتوقف في التنفس أثناء النوم. ويحتاج الطبيب الحصول على وصف دقيق للحالة من الشخص الذي يشارك المصاب غرفة النوم لأن المريض في كثير من الحالات لا يدرك ما يحدث خلال النوم.

وفي حال الاشتباه بوجود أحد اضطرابات النوم السابقة الذكر، فإن الطبيب قد يجري اختبارًا للنوم للتأكد من الحالة؛ حيث يتم مراقبة النوم والتنفس ويضع ميكروفونًا لمراقبة الصوت وتسجيله لتحديد وقت حدوثه. فالكلام الذي يحدث خلال النوم في أكثر الحالات لا يكون مصحوبًا بأي اضطراب، ويمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل النوم. أما الكلام المصاحب لرعب النوم فيحدث عادة خلال مراحل النوم العميق "المرحلة الثالثة من النوم". وعند المصابين بالاضطراب السلوكي المصاحب للأحلام فإن الكلام يحدث في مرحلة الأحلام ويصاحبه في العادة حركات كثيرة. وعند المصابين بالشخير وتوقف التنفس فإن الكلام يحدث عادة بعد زوال نوبة توقف التنفس؛ حيث قد يستيقظ مخ المريض لعدد من الثواني ويتكلم بكلام لا يتذكره. وعلاج الاضطراب المصاحب للكلام يؤدي في العادة إلى زوال مشكلة الكلام أثناء النوم. أما بالنسبة إلى الذين لا يوجد لديهم اضطراب آخر مصاحب للكلام فإنهم في الغالب لا يحتاجون إلى علاج.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  697