• ×
admin

اختراعي المفضل

اختراعي المفضل

فهد الأحمدي

يوجد في القلب جزء يدعى "التجويف العقدي" يطلق نبضة كهربائية كل ثانية تجعل القلب ينبض باستمرار، ولكن في حال حصول انسداد قلبي أو مشاكل صحية معينة (خصوصا لدى كبار السن) ينقطع الاتصال بين التجويف العقدي وبطين القلب فلا تصل النبضة الكهربائية فيضطرب القلب أو يتوقف عن العمل.. وفي هذه الحالة يصبح من الضروري تزويد القلب بنبضات كهربائية خارجية منتظمة تحثه على الاستمرار كما لو كان يتلقى الإشارات الكهربائية بصورة طبيعية (وهذا سر الصعقات الكهربائية التي تعطى لضحايا الحوادث المميتة)!!

ومن هنا ظهرت فكرة اختراع آلة يمكنها حـث القلوب المريضة أو الضعيفة على النبض باستمرار (نعرفها اليوم بآلة تنظيم ضربات القلب)..

ويمكن القول ان الفكرة بدأت عام 1889 حين اكتشف الطبيب البريطاني جون اليكسندر بالصدفة أن تعريض قلب الإنسان لنبضات كهربائية يعيد إليه النبض (وهذا سر صعق المريض بالكهرباء حين يتوقف قلبه في غرفة الطوارئ).

وفي مطلع الستينات حدثت أول محاولة لزرع ناظمة كهربائية داخل الجسم في السويد.. فقد تمكن المهندس رون ميفست من تصغير حجمها لدرجة زرعها في قلب مريض يدعى آرني عاش لسن الثمانين (ولكنه زرع 26 جهازا خلال حياته بسبب انتهاء البطارية)..

ورغم كثرة الاختراعات التي ظهرت، كان الجميع يدرك أن (ناظمة القلب المثالية) يجب أن تتمتع بميزتين أساسيتين هما: صغر الحجم بحيث يمكن زرعها داخل الصدر بعملية جراحية بسيطة.. وامتلاكها قدرا هائلا من الطاقة (بحيث تعمل لسنوات طويلة دون الحاجة لتغييرها أو إعادة شحنها).

ورغم أنهما مطلبان متناقضان ويصعب تنفيذهما في وقت واحد، أصبح المستحيل ممكنا حين ابتكرت شريحة الترانزستور التي تتميز بحجمها الصغير وقلة استهلاكها للكهرباء.. وهنا أتى دور المهندس الأمريكي ويلسون جريتباتش الذي ابتكر جهازا بالغ الصغر يعمل على بطارية الزئبق.. وفي عام 1972 ابتكر جهازا أصغر حجما وأطول عمرا يعمل ببطارية الليثيوم.. وبفضل الجهاز الأخير أمكن انقاذ حياة ملايين المرضى من خلال حث قلوبهم على النبض بشكل طبيعي.. وفي عام 2013 (بعد وفاة جريتباتش بعامين) ظهرت ناظمات قلب بحجم حبة الفيتامين يمكن إدخالها عن طريق شريان الساق والصاقها بالقلب بأسنان خاصة (بدل الجراحة وفتح الصدر وتثبيتها فوق عضلة القلب).

أما لماذا أعتبر ناظمة القلب اختراعي المفضل؟! فلأنها ببساطة تـنقـذ حياة أكثر من 23 مليون انسان قبل نهـاية كل عام.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  467