• ×
admin

مرضى القلب والتعامل مع كثرة الأدويـة

مرضى القلب والتعامل مع كثرة الأدويـة
طبيب الأسرة له دور أساسي في التنسيق بين الأطباء في مختلف التخصصات

إعداد: د. خـالد عبد الله النمر

معظم مرضى القلب الذين يعانون كثرة عدد الأدوية الموصوفة لهم يكونون فوق 60 سنة من العمر ويعانون أمراضاً متعددة مثل الضغط والسكري والكلسترول وضعف القلب وقصور الكلى واحتكاك المفاصل والاكتئاب والنقرس والربو المزمن وفقدان الذاكرة وهشاشة العظام..إلخ.

كثرة العلاجات الموصوفة لأي مريض قلب من عدة تخصصات أخرى قد يكون سببه بالفعل هو ضعف التواصل والتنسيق بين الأطباء في التخصصات المختلفة وعدم وجود طبيب أسرة متمكن ينسق بين هذه التخصصات وملم بحالة المريض، وكذلك من الخطأ أن تترك أسرة المريض شخصاً في السبعين من عمره يعاني من عدة أمراض ومن ضعف الذاكرة والاكتئاب وضعف النظر وتجعل أمامه كيسين من العلاجات لتلقي عليه مسؤولية تناول وتنسيق تلك العلاجات بل الانتظام عليها!! بل يجب أن يكون هناك شخص آخر في الأسرة مسؤول عن تلك الأمور الدقيقة وتنظيمها والتأكد من أخذها بانتظام. ومن المعروف أن كثرة علاجات مرضى القلب لا تقتصر على الأدوية الموصوفة فقط وإنما مما يزيد الطين بلة وجود كثير من الأدوية غير الموصوفة والتي تؤخذ مباشرة من الصيدليات أو المحلات التجارية لأعراض الجسم المختلفة مثل المكملات الغذائية. ومن المفهوم علمياً أن كثرة الأدوية للمريض الواحد تعرف بتعريفات مختلفة، ولكن أكثرها تواتراً في الدراسات الحديثة هو أنه يعتبر عدد الأدوية كثيراً إذا زادت عن 4 أدوية للشخص الواحد "هذه الزيادة الصغرى"، أما "الزيادة الكبرى" فهي عندما يزداد عدد الأدوية إلى أكثر من 10 أدوية للمريض الواحد. كما أن كثرة الأدوية للمريض الواحد مشكلة متعددة الجوانب، فهي تزيد حدوث الأعراض الجانبية، وتزيد تفاعل الدواء مع الأدوية الأخرى، وتقلل نسبة التزام المريض بأدويته، وتزيد نسبة الخطأ في صرف العلاج وترتيبه. ومن أخطر أمثلة التفاعلات الدوائية التي تحدث عند كبار السن هي تفاعل الأسبرين مع البلافكس وتأثيره على جدار المعدة مسبباً نزيف المعدة، وكذلك تقليل تأثير البلافكس مع الأدوية الأخرى مثل أدوية الحموضة النكسيم والرابيبرازول أو الكالسيوم مع الديجوكسين أو الأوميبرازول مع الديجوكسين. وهنا لابد من التأكيد على نقطة مهمة جداً.. وهي أن كثرة الأدوية إذا كان المريض يحتاجها يجب ألا تولد لديه ردة فعل نفسية فيوقف الدواء من تلقاء نفسه أو يتجه إلى الأعشاب والعطارين فيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.. ولذلك لابد من التأكيد على أن إيقاف الدواء من دون توجيه الطبيب ظاهرة غير صحية، وهي تحدث إما لعدم اعتراف المريض بالمرض وعدم قبوله من بداية التشخيص أو من انخفاض مستوى الوعي الصحي للمريض، وفي كلتا الحالتين قد تكون المضاعفات خطيرة جداً مثل انغلاق الدعامة فيمن يتناولون مضادات الصفائح الدموية.. ولذلك لابد من التأكد من قناعة المريض ومن حوله بالتشخيص أولاً ثم إقناعه بأهمية الدواء المحدد لتلك الحالة ثانياً.. وقد يتأخر كثير من المرضى في القبول بالدواء؛ لأنه يريد أن يجرب بعض الأعشاب أو الطرق غير الكيميائية للتعامل مع مرضه كما يصور له من حوله من أصحابه، ووظيفة الطبيب أن يبين له خطورة هذا المنحى ولكنه لا يستطيع إجباره على الدواء حتى يقبل بقناعة منه. ثم تأتي الخطوة الثانية وهي إشراك أحد أفراد الأسرة بالدخول في رعاية هذا المريض ومتابعة علاجه وتناوله للدواء بانتظام ومراقبة ضغطه وفحوصاته لأن ذلك يعطي دعماً نفسياً للمريض، وحاجزاً من التردد في أخذ العلاج أو التكاسل في الاستمرار عليه.. وهذا الفرد قد يكون أحد الزوجين بالنسبة للزوج الآخر أو الأبناء لأحد الوالدين.

والخلاصة أن كثرة الدواء من غير دواعٍ طبية ملزمة تقلل من التزام المريض بالدواء وتعرضه لتدهور حالته الطبية، ولذلك لابد من مناقشة الطبيب في كل دواء يصفه للمريض: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  817