• ×
admin

الأدوية والخلطات العشبية التي يساء استخدامها لعلاج السمنة

الأدوية والخلطات العشبية التي يساء استخدامها لعلاج السمنة

د. شذا المهيدب

إن للسمنة عواقب وخيمة على الصحة وجودة الحياة، وقد يلجأ البعض لمعالجتها باستخدام الأدوية الموصوفة، وكما هو الحال مع أي دواء قد يكون عرضة لإساءة الاستخدام رغم منافعه في حالات صحية معينة.

وقد لوحظ استخدام بعض الأدوية غير المرخصة لعلاج السمنة بعدما وجد أن أحد الأعراض الجانبية لمثل هذه الأدوية هو فقدان الوزن، مثالاً على ذلك الميتفورمين وهو علاج يستخدم لمرض السكري، ورغم شيوعه إلا أن استخدامه دون المتابعة الطبية اللازمة قد تؤدي لنتائج سلبية، فميتفورمين كأي علاج آخر يحتاج لمتابعة الأخصائيين للتأكد من الجرعة المناسبة دون حصول المضاعفات الطبية، ومن الأدوية الشائعة أيضا ليفوثيروكسين وهو علاج هرموني يستخدم لاستبدال هرمون الغدة الدرقية في حال نقصه أو انعدامه كما في حالات استئصال الغدة الدرقية، وإن كان الهرمون يوجود بشكل طبيعي في الجسم إلا أن العبث بالتوازن الطبيعي للهرمون سيؤثّر على عدة عمليات حيوية في الجسم من أهمها عملية الأيض والتي تؤثر على معظم أعضاء الجسم مثال على ذلك تسارع نبضات القلب وعدم انتظامها والذي قد يؤدي للوفاة لا سمح الله، كما أنه قد يتعارض مع مجموعة من الأدوية الأخرى ليفاقم المشاكل الصحية بدلاً من حلها.

بعض الأدوية قد يكون لها تأثير على الشهية وقد يتم استخدامها كمثبط للشهية مثال على ذلك فلوكسيتين وهو علاج مضاد للاكتئاب، وفي غياب التشخيص المناسب للاستخدام سيتعرض المستخدم لعدة أثار جانبية لهذا المركب، والذي قد يتعارض مع مجموعة من العلاجات الأخرى من دون الحصول على العلاج المناسب للسمنة، ومن أسوأ ما قد يتم استخدامه هو الأمفيتامين، وهو دواء مرخص لعلاج قصور نقص الانتباه وفرط الحركة، على الرغم من قدم هذا الدواء إلا أنه مصنف من ضمن الأدوية المقيد صرفها لتأثيره على الجهاز العصبي المركزي، وأي إساءة لاستخدام الأمفيتامين قد تعرضك للمساءلة القانونية بالإضافة للعواقب الصحية التي تشمل الإدمان ولكن لا تقتصر عليه.

وقد يتم تسويق بعض المركبات الكيميائية بأسماء تجارية مختلفة كعلاج للسمنة ولكنها تفتقد للترخيص الطبي من الهيئات الرقابية، وذلك لانعدام الدلائل اللازم عملها لضمان أمان استخدام مثل هذه العلاجات، تأكد من التحقق من المكونات العلمية لأي منتج دعائي قبل استخدامه، ويفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل استخدام أي من تلك المنتجات لضمان مناسبتها لحالتك الشخصية، كما يدعي البعض وجود منتجات طبيعية عشبية لعلاج السمنة، وما هي إلا أدوية مطحونة ليتم خلطها وتسويقها بادعاءات زائفة، وقد يدعي البعض الآخر أن المنتج المسوق ما هو إلا مكمل غذائي طبيعي، ولا يحمل أي ضرر، وإن صحت هذه الادعاءات فإن غياب البحوث العلمية يفقدها خاصية الاستخدام الآمن للجهل بعدة عوامل مهمة لاستخدام أي مستحضر علاجي، منها: التقنين للجرعات الموصوفة، المعرفة بأعراضها الجانبية الممكن حصولها وتعارضها مع الحالات الصحية أو الأدوية المختلفة، من جانب آخر هناك عدة أدوية مرخصة لعلاج السمنة ولكن في إطار معين وحالات مخصوصة كتلك التي تمت الدراسات الطبية عليها، استخدام أي من هذه الأدوية في غياب المشورة الطبية يعرض المستخدم لنتائج قد لا تحمد عقباها.

وتقدم الجهات المعنية والمسؤولة مثل وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء جهوداً كبيرة في التوعية من مخاطر الانجراف خلف الادعاءات الوهمية لمثل هذه الأعشاب، والاستخدام الخاطئ لبعض الأدوية لغرض التخسيس، والتوعية في هذا المجال مسؤولية الجميع للحد من تفاقم المشكلة، وحماية المجتمع من مخاطرها.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  435