الحلول العلاجيـة للسمنة
الحلول العلاجيـة للسمنة
د. حكيم عبدالعزيز حكيم
مر العلاج الدوائي للسمنة المفرطة المزمنة بعدد من التغيرات خلال الخمسين عاماً الماضية، حيث أدى التطور الحضاري البشري لعدد من التغيرات السلوكية المعيشية من تقليل للحركة وتناول كميات كبيرة من الطعام نتيجة سهولة الوصول إليه وتوفره بشكل متواصل خلال اليوم، وانعكست السمنة المفرطة كتهديد لحياة الإنسان بعدد من الأمراض كالسكري وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الأثر الاجتماعي الذي تتركه فيمن يعاني من هذه المشكلة الصحية.
وظهرالعلاج الدوائي كأحد الوسائل المقترحه لعلاج السمنة المفرطة، حيث إن العلاج الدوائي بشكله العام يتميز بسرعة مفعوله، وسهولة استخدامه سواء كحبوب تعطى بالفم بشكل سريع أو حقن تحت الجلد، وهو ما استدعى جلب الانتباه لاستخدام العلاج الدوائي، وهو خلافاً للعلاج الغذائي والنشاط الحركي اللذين يتطلبان جهداً ووقتاً للقيام بهما، أو العلاج الجراحي المكلف وما يرافقه من مخاطر، كما أن العلاج الدوائي لا يؤثر على النسيج التشريحي لجسم الإنسان.
على الرغم من هذه السهولة لاستخدام العلاج الدوائي للسمنة إلا أن هذه العلاجات لم تثبت بالواقع التجريبي ومن خلال الدراسات المحكمة أنها تؤدي إلى إنقاص دائم للسمنة، حيث إن الملاحظ أن فقدان الوزن الناتج من استخدام الأدوية يتم استرجاعه بشكل سريع بمجرد وقف الدواء، كما أن العلاج الدوائي للسمنة لا يمكنه تحقيق أهداف فقدان الوزن، وذلك لدى مرضى السمنة المفرطة الذين تتجاوز كتلتهم (الوزن بالكيلوجرام مقسوماً على مربع الطول بالمتر) أكثر من 40 كيلوجراماً مربعاً.
أغلب الأدوية التي كانت تستخدم قبل عقد من الزمان في علاج السمنة كانت أدوية تعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي ليقوم باستهلاك أكبر قدر من الطاقة، وما يرافقه من تخفيف للشهية للطعام بالتأثير على الجهاز العصبي المركزي ممثلاً بالدماغ، ونظراً لأن تحفيز الجهاز العصبي المركزي يرافقه حالة تحفيز للجهاز القلبي الوعائي قامت عدد من المنظمات الدوائية حول العالم بحظر (سيبوترامين Sibutramine) كعلاج للسمنة ومنها منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، كما وقد سبق أن أسيء استخدام عدد من الأدوية المحظورة مثل (amphetamine ) للإفادة من أعراض دوائية مرافقه في تخفيض الوزن.
حالياً توجد عدد من الأدوية أكثر أماناً ومصرحة للاستخدام بشكل مباشر لعلاج السمنة ومن أهم هذه الأدوية التي استخدمت بفعالية منذ أكثر من 15 عاماً هو علاج (orlistat) حيث يتميز هذا العلاج بأنه ليس بباهظ الثمن، وشحيح الامتصاص حيث يبقى في القناة الهضمية ويقوم بكبح امتصاص الأحماض الدهنية الثلاثية، وبالتالي يفقد الجسم فرصة تخزين الدهون ومن ثم إجبار الجسم على استهلاك الدهون المخزنة في الجسم، يعيب هذا الدواء أنه يتسبب ببراز دهني بالأخص في بداية الاستخدام، وربما يترتب عليه إحراج لمتناولها في الفترة الأولى من البدء فيه، وهذا العلاج موجود في الأسواق السعودية.
Lorcaserin) (صرح هذا الدواء في عام 2012 في الولايات المتحدة وهو موجود بشكل أقراص فموية للاستخدام اليومي، وهو يعمل على الدماغ في مراكز شهية الطعام فيقوم بكبحها، وبالتالي يقلل الرغبة في تناول الطعام، وأعراضه الجانبية قليلة إلا أن فعاليته في تخفيض الوزن متوسطة، وهذا العلاج غير موجود في الأسواق السعودية.
دواء (phentermine and topiramate) وقد صرح هذا الدواء أيضاً في عام 2012 وهو خلط لدوائين يعملان معاً على الجهاز العصبي المركزي أحدهما علاج للصرع وجد أن من يتناوله لعلاج الصرع يحدث لديه أيضاً انخفاض للوزن، إلا أن المنظمة الأوروبية لم تفسح هذا العلاج للسمنة بسبب تحفظات على أثر (phenteramine) على ضغط الدم، وهذا الدواء غير موجود بالأسواق السعودية
علاج Liraglutide (Saxenda) هذا العلاج متوفر بشكل حقن تحقن تحت الجلد بشكل يومي، وهو مصرح في الولايات المتحدة وأوروبا لمرضى السمنة بكتلة جسم فوق 30 كيلو للمتر مربع، أو المصابين بزيادة في الوزن أي كتلة جسم 27 فما فوق مع وجود مرض مرافق كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، يحظر العلاج للمرضى الذين لديهم تاريخ عائلي في الغدة الدرقية.
Bupropion/naltrexone المسوق أوروبياً تحت اسم Mysimba هو دواء من دوائين أحدهما مضاد للاكتئاب والآخر ترياق لعلاج الجرعة الزائدة للمورفين وأشباهه، وهذا العلاج يستخدم لمن كتلته 27 كيلوجراماً لكل متر مربع مع وجود داء سكر أو ارتفاع ضغط الدم، من محاذير الدواء استخدامه في حالة المصابين بالصرع والتشنجات.
إن الخطة العلاجية لعلاج السمنة لا تعتمد بشكل أساسي على الدواء بل ولا بد من أن يكون هنالك مداومة على ممارسة الرياضة والالتزام بغذاء صحي ومتوازن.
الرياض
د. حكيم عبدالعزيز حكيم
مر العلاج الدوائي للسمنة المفرطة المزمنة بعدد من التغيرات خلال الخمسين عاماً الماضية، حيث أدى التطور الحضاري البشري لعدد من التغيرات السلوكية المعيشية من تقليل للحركة وتناول كميات كبيرة من الطعام نتيجة سهولة الوصول إليه وتوفره بشكل متواصل خلال اليوم، وانعكست السمنة المفرطة كتهديد لحياة الإنسان بعدد من الأمراض كالسكري وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الأثر الاجتماعي الذي تتركه فيمن يعاني من هذه المشكلة الصحية.
وظهرالعلاج الدوائي كأحد الوسائل المقترحه لعلاج السمنة المفرطة، حيث إن العلاج الدوائي بشكله العام يتميز بسرعة مفعوله، وسهولة استخدامه سواء كحبوب تعطى بالفم بشكل سريع أو حقن تحت الجلد، وهو ما استدعى جلب الانتباه لاستخدام العلاج الدوائي، وهو خلافاً للعلاج الغذائي والنشاط الحركي اللذين يتطلبان جهداً ووقتاً للقيام بهما، أو العلاج الجراحي المكلف وما يرافقه من مخاطر، كما أن العلاج الدوائي لا يؤثر على النسيج التشريحي لجسم الإنسان.
على الرغم من هذه السهولة لاستخدام العلاج الدوائي للسمنة إلا أن هذه العلاجات لم تثبت بالواقع التجريبي ومن خلال الدراسات المحكمة أنها تؤدي إلى إنقاص دائم للسمنة، حيث إن الملاحظ أن فقدان الوزن الناتج من استخدام الأدوية يتم استرجاعه بشكل سريع بمجرد وقف الدواء، كما أن العلاج الدوائي للسمنة لا يمكنه تحقيق أهداف فقدان الوزن، وذلك لدى مرضى السمنة المفرطة الذين تتجاوز كتلتهم (الوزن بالكيلوجرام مقسوماً على مربع الطول بالمتر) أكثر من 40 كيلوجراماً مربعاً.
أغلب الأدوية التي كانت تستخدم قبل عقد من الزمان في علاج السمنة كانت أدوية تعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي ليقوم باستهلاك أكبر قدر من الطاقة، وما يرافقه من تخفيف للشهية للطعام بالتأثير على الجهاز العصبي المركزي ممثلاً بالدماغ، ونظراً لأن تحفيز الجهاز العصبي المركزي يرافقه حالة تحفيز للجهاز القلبي الوعائي قامت عدد من المنظمات الدوائية حول العالم بحظر (سيبوترامين Sibutramine) كعلاج للسمنة ومنها منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، كما وقد سبق أن أسيء استخدام عدد من الأدوية المحظورة مثل (amphetamine ) للإفادة من أعراض دوائية مرافقه في تخفيض الوزن.
حالياً توجد عدد من الأدوية أكثر أماناً ومصرحة للاستخدام بشكل مباشر لعلاج السمنة ومن أهم هذه الأدوية التي استخدمت بفعالية منذ أكثر من 15 عاماً هو علاج (orlistat) حيث يتميز هذا العلاج بأنه ليس بباهظ الثمن، وشحيح الامتصاص حيث يبقى في القناة الهضمية ويقوم بكبح امتصاص الأحماض الدهنية الثلاثية، وبالتالي يفقد الجسم فرصة تخزين الدهون ومن ثم إجبار الجسم على استهلاك الدهون المخزنة في الجسم، يعيب هذا الدواء أنه يتسبب ببراز دهني بالأخص في بداية الاستخدام، وربما يترتب عليه إحراج لمتناولها في الفترة الأولى من البدء فيه، وهذا العلاج موجود في الأسواق السعودية.
Lorcaserin) (صرح هذا الدواء في عام 2012 في الولايات المتحدة وهو موجود بشكل أقراص فموية للاستخدام اليومي، وهو يعمل على الدماغ في مراكز شهية الطعام فيقوم بكبحها، وبالتالي يقلل الرغبة في تناول الطعام، وأعراضه الجانبية قليلة إلا أن فعاليته في تخفيض الوزن متوسطة، وهذا العلاج غير موجود في الأسواق السعودية.
دواء (phentermine and topiramate) وقد صرح هذا الدواء أيضاً في عام 2012 وهو خلط لدوائين يعملان معاً على الجهاز العصبي المركزي أحدهما علاج للصرع وجد أن من يتناوله لعلاج الصرع يحدث لديه أيضاً انخفاض للوزن، إلا أن المنظمة الأوروبية لم تفسح هذا العلاج للسمنة بسبب تحفظات على أثر (phenteramine) على ضغط الدم، وهذا الدواء غير موجود بالأسواق السعودية
علاج Liraglutide (Saxenda) هذا العلاج متوفر بشكل حقن تحقن تحت الجلد بشكل يومي، وهو مصرح في الولايات المتحدة وأوروبا لمرضى السمنة بكتلة جسم فوق 30 كيلو للمتر مربع، أو المصابين بزيادة في الوزن أي كتلة جسم 27 فما فوق مع وجود مرض مرافق كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، يحظر العلاج للمرضى الذين لديهم تاريخ عائلي في الغدة الدرقية.
Bupropion/naltrexone المسوق أوروبياً تحت اسم Mysimba هو دواء من دوائين أحدهما مضاد للاكتئاب والآخر ترياق لعلاج الجرعة الزائدة للمورفين وأشباهه، وهذا العلاج يستخدم لمن كتلته 27 كيلوجراماً لكل متر مربع مع وجود داء سكر أو ارتفاع ضغط الدم، من محاذير الدواء استخدامه في حالة المصابين بالصرع والتشنجات.
إن الخطة العلاجية لعلاج السمنة لا تعتمد بشكل أساسي على الدواء بل ولا بد من أن يكون هنالك مداومة على ممارسة الرياضة والالتزام بغذاء صحي ومتوازن.
الرياض