الصحة رزق
الصحة رزق
رشيد بن حويل البيضاني
ألمت بي وعكة صحية منذ أيام فجرت بداخلي مشاعر وأحاسيس لم أنتبه إليها من قبل، ولعل كثيرين من يشاركونني هذه الغفلة، إذ يعتقد معظمنا أن الرزق ينحصر فيما ينعم الله تعالى على عبده من ثروة ومال، فإذا قل مال أحدنا وتقلصت ممتلكاته أعتقد أن رزقه ضيق، مع أن صور الرزق التي أنعم الله تعالى بها على كل عبد من عباده لا تعد ولا تحصى.
نعم، المال والثروة والممتلكات المادية رزق، لكنها ليست هي كل الرزق، فالصحة رزق، ويكفي أن ننظر إلى كل جارحة من جوارحنا إذا ما أصابها خلل أو مرض، كم ننفق عليها من المال لإصلاحها. أخبرني أحد الأصدقاء أنه فقد بعض أسنانه، فأشار عليه طبيب الأسنان بزراعة أسنان بديلة، وعملية الزراعة هذه تكلف آلاف الريالات، وبعملية حسابية بسيطة نجد أن كل إنسان يملك في فمه ثروة تقدر بآلاف الريالات، لكنه لا ينتبه إليها.
ونسمع عمن نقلت إليه كلية بعد أن أصاب الخلل كليتيه، وكان على شفا الموت، وكم كلفته عملية نقل كلية واحدة من مئات الآلاف من الريالات، ونسمع عمن زرع كبدا، بل فصا من كبد، وكم كلفه ذلك من آلاف الريالات.
فداخل أحشائنا أعضاء بملايين الريالات، لا ننتبه إلى قيمتها، لأننا اعتدنا وجودها، كما لم نعتبر ونتعظ ممن تلف له عضو من هذه الأعضاء.
إن كل نظرة بعيوننا إلى الكون وما فيه هي رزق من الله تعالى، وكل خطوة نخطوها بأقدامنا هي رزق أيضا، بل وقدرتنا على الكلام رزق، وما حبانا الله تعالى من سمع رزق.
أنا لم أتناول وجوه الرزق الأخرى التي نغفل عنها، فالأولاد رزق، والزوجة الصالحة رزق، والشهادات العلمية رزق، والمناصب رزق، لكني اكتفيت هنا بما أثارته بداخلي تلك الوعكة الصحية من مشاعر وأحاسيس، أعترف أني لم أنتبه إليها انتباها كافيا من قبل،
تأمل ما حولك، وتأمل نفسك، ولا تنظر دائما لمن هم أعلى منك أو أكثر أموالا وأوسع جاها، وإنما أنظر لمن هم دونك، وستعلم أن رزق الصحة لا يقدر بأموال الدنيا.
عافانا الله تعالى وإياكم من كل سوء.
عكاظ
رشيد بن حويل البيضاني
ألمت بي وعكة صحية منذ أيام فجرت بداخلي مشاعر وأحاسيس لم أنتبه إليها من قبل، ولعل كثيرين من يشاركونني هذه الغفلة، إذ يعتقد معظمنا أن الرزق ينحصر فيما ينعم الله تعالى على عبده من ثروة ومال، فإذا قل مال أحدنا وتقلصت ممتلكاته أعتقد أن رزقه ضيق، مع أن صور الرزق التي أنعم الله تعالى بها على كل عبد من عباده لا تعد ولا تحصى.
نعم، المال والثروة والممتلكات المادية رزق، لكنها ليست هي كل الرزق، فالصحة رزق، ويكفي أن ننظر إلى كل جارحة من جوارحنا إذا ما أصابها خلل أو مرض، كم ننفق عليها من المال لإصلاحها. أخبرني أحد الأصدقاء أنه فقد بعض أسنانه، فأشار عليه طبيب الأسنان بزراعة أسنان بديلة، وعملية الزراعة هذه تكلف آلاف الريالات، وبعملية حسابية بسيطة نجد أن كل إنسان يملك في فمه ثروة تقدر بآلاف الريالات، لكنه لا ينتبه إليها.
ونسمع عمن نقلت إليه كلية بعد أن أصاب الخلل كليتيه، وكان على شفا الموت، وكم كلفته عملية نقل كلية واحدة من مئات الآلاف من الريالات، ونسمع عمن زرع كبدا، بل فصا من كبد، وكم كلفه ذلك من آلاف الريالات.
فداخل أحشائنا أعضاء بملايين الريالات، لا ننتبه إلى قيمتها، لأننا اعتدنا وجودها، كما لم نعتبر ونتعظ ممن تلف له عضو من هذه الأعضاء.
إن كل نظرة بعيوننا إلى الكون وما فيه هي رزق من الله تعالى، وكل خطوة نخطوها بأقدامنا هي رزق أيضا، بل وقدرتنا على الكلام رزق، وما حبانا الله تعالى من سمع رزق.
أنا لم أتناول وجوه الرزق الأخرى التي نغفل عنها، فالأولاد رزق، والزوجة الصالحة رزق، والشهادات العلمية رزق، والمناصب رزق، لكني اكتفيت هنا بما أثارته بداخلي تلك الوعكة الصحية من مشاعر وأحاسيس، أعترف أني لم أنتبه إليها انتباها كافيا من قبل،
تأمل ما حولك، وتأمل نفسك، ولا تنظر دائما لمن هم أعلى منك أو أكثر أموالا وأوسع جاها، وإنما أنظر لمن هم دونك، وستعلم أن رزق الصحة لا يقدر بأموال الدنيا.
عافانا الله تعالى وإياكم من كل سوء.
عكاظ