• ×
admin

لا تخف من أحلامك!

لا تخف من أحلامك!

محمد البلادي

·يروي التاريخ أن كافور الإخشيدي حاكم مصر الشهير، وصديق المتنبي اللدود قد دخل مصر عبداً مملوكاً ذليلاً؛ ومقيداً بالأصفاد مع مملوك آخر، فوقفا على باب محل لبيع (الشواء) في القاهرة، عندها قال المملوك الأول الجائع: كم أحلم أن يشتريني صاحب هذا المحل لأشبع لحماً!.. أما كافور-الطموح- الذي لم يُنسِه الجوع ولا أصفاد العبودية حلمه الكبير فقد قال: أما أنا فأحلم أن أحكم هذه البلاد بما فيها صاحب هذا الدكان!.. العجيب أنه قد كان لكل منهما ما حلم به.. فقد حكم كافور مصر والشام لمدة 23 عاماً وكان أحد أهم أركان الدولة الإخشيدية.. أما صاحبه (بسيط الحلم) فقد شبع لحماً بالفعل، بعد أن عاش ومات عبداً مملوكاً عند صاحب محل الشواء !.

· الإنسان صنيعة أحلامه وطموحاته هي الوقود الأول للهمة ولتغيير واقعه وصناعة مستقبله.. وللأسف إن بعض الناس يخشون الأحلام الكبيرة، فيضعون حدوداً قاسية على أمنياتهم وطموحاتهم رغم مجانيتها وسهولتها ومشروعيتها بل وضرورتها.. الطموحات والأحلام حق مشروع لكل إنسان، ليس ثمة قيود على الأحلام، ولا شرطة للأماني، فهي أمر شخصي بينك وبين نفسك.. لكن البعض للأسف يقلصونها الى الحد الأدنى، ظناً منهم أنهم يصبحون بهذا أكثر واقعية!.

· من قال إن الأحلام يجب أن تكون واقعية لكي تكون جديرة بأن نحلم بها؟!، هذا افتراض غير دقيق .. الواقعية يجب أن تطبق على الخطط لا على الأحلام.. فالخطط هي من يجب أن تكون ذات خطوات محسوبة بدقة وقابلة للقياس والتقويم بين فترة وأخرى.. أما الأحلام فيمكن بل من الواجب أن تكون جامحة محلقة وغير مقيدة أبداً.. وهذا لا يعني بالطبع أن تعيش طوال يومك نائماً مستسلماً لأحلام اليقظة، بل يجب أن تستيقظ للعمل ولتحقيق هذه الأحلام على أرض الواقع.

· كل قصص الناجحين ابتدأت من مناطق الحلم، ولولا ضيق المساحة لسردت لكم الكثير منها، فأكثر الناس نجاحاً على مر التاريخ هم من كانت لديهم القدرة على التعامل الصحيح مع منطقتي الحلم والعمل.. القدرة على الحلم اللامحدود، والواقعية في العمل والتخطيط له.. لا تخشَ أحلامك وتذكَّر أن الأهداف والأحلام الكبيرة ثمنها كبير من الجهد والمثابرة. حارب من أجل حلمك ولا تيأس، فخزائن الله أوسع من أحلامك بكثير.. اصنع نفسك ولا تنتظر أن يأتي أحد ليصنعك، أو يحلم بدلاً عنك، فلكل إنسان أحلامه المشغول بها.. وإن شعرت أن معادلات الأرض تتحد ضدك، فلا تنسَ أن معادلات السماء لها حسابات أخرى.

· تذكر دوماً أنك ‏إن لم تقم ببناء مشروعك الشخصي، فسيأتي من يقوم بتوظيفك لبناء مشروعه الخاص.

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  603