السفر.. إلى أين؟
السفر.. إلى أين؟
يوسف القبلان
قال إن العامل الأهم بالنسبة إليه في موضوع السفر هو الناس، طبيعة أهل البلد – إذا كان يستطيع رؤيتهم - هي المعيار الأول في اختيار البلد الذي يسافر إليه. كيف يتعاملون مع الزوار؟ أسلوب الخدمات، إمكانية تكوين الصداقات، وتبادل الحوار، وقبل كل شيء الناحية الأمنية.
في بعض الدول يتعرض الزائر إلى معاملة سيئة أو إلى الاستغلال في المطارات والمطاعم والأسواق ومن سائقي سيارات الأجرة، أو يجد معاملة مغلفة بالاحترام كوسيلة للاستغلال بهدف السرقة المباشرة أو غير المباشرة عن طريق الفاتورة.
يقول زائر عربي لبلد أوربي إنه ندم على هذه الزيارة لعدة أسباب، منها: الغلاء وأهمها التعامل الفظ حتى من موظفي الفندق الذي يسكن فيه، أما سائق سيارة الأجرة فهو يتعامل معك وكأنه ينقلك مجاناً. يجب أن تركب السيارة وتلتزم الهدوء وتمتنع عن طرح الأسئلة، وتحذر من تغيير وجهتك، ولا تسأل عن التكلفة وكيفية احتسابها، فان فعلت أي مما سبق فتوقع هجمة غاضبة قد تصل إلى إنزالك من السيارة أو القيادة بسرعة جنونية لإغاظتك.!
من زاوية أخرى يسافر الإنسان إلى بلد بانطباعات مسبقة يبني عليها سلوكه وتصرفاته. وسواء كانت الانطباعات سلبية أو إيجابية فليس من الحكمة الاستناد إليها بثقة مطلقة، أرض الواقع هي الحكم.
وفي عالم صاخب متوتر قلق يعيش في عالم افتراضي هربا من الواقع يجد الإنسان نفسه يعود إلى الواقع، يبحث عن واقع جميل في العالم الافتراضي، يتحاور مع الغرباء، يكون الصداقات، يستمتع بالوقت، يصل إلى طريق غامض، يسير في هذا الطريق ثم يجد نفسه قد عاد إلى الواقع. يدخل في الزحمة، حوله بشر من عالم الواقع، يلجأ إلى جواله ليتحدث معهم.! يسافر إليهم ويعيش بينهم ولا يتحدث معهم، يقرر العودة إلى وطنه حتى يتمكن من الالتقاء بهم والتحدث معهم عبر العالم الافتراضي.
يقرر أن يسافر من جديد، إلى أين سيتجه؟ عليه أن يتابع نشرة الأخبار قبل اتخاذ القرار. هل يسافر إلى الواقع أم إلى العالم الافتراضي؟ هل التأشيرة مطلوبة، ماذا عن الأمن؟ كيف حال الوضع السياسي والاقتصادي، وهل يرحب السكان بالزوار، مستوى الخدمات، الفعاليات، الخيارات السياحية؟ يبحث عن بلد مثالي تتوفر فيه كل المعايير الجاذبة. يفشل في البحث، يقرر أن يسافر إلى العالم الافتراضي حيث يتحاور مع البشر بلا اسم ولا عنوان ولا هوية ويبني علاقات وصداقات يحيط بها الخوف والقلق والازدواجية، وجد أنه يعود إلى أرض الواقع.
يقرر أن يسافر إلى نفسه، يتحاور معها ويتصالح ليحدد من هو وماذا يريد قبل أن يحدد إلى أين يسافر؟، إلى العالم الافتراضي، أم إلى عالم الواقع إن وجد أن بينهما اختلاف!.
الرياض
يوسف القبلان
قال إن العامل الأهم بالنسبة إليه في موضوع السفر هو الناس، طبيعة أهل البلد – إذا كان يستطيع رؤيتهم - هي المعيار الأول في اختيار البلد الذي يسافر إليه. كيف يتعاملون مع الزوار؟ أسلوب الخدمات، إمكانية تكوين الصداقات، وتبادل الحوار، وقبل كل شيء الناحية الأمنية.
في بعض الدول يتعرض الزائر إلى معاملة سيئة أو إلى الاستغلال في المطارات والمطاعم والأسواق ومن سائقي سيارات الأجرة، أو يجد معاملة مغلفة بالاحترام كوسيلة للاستغلال بهدف السرقة المباشرة أو غير المباشرة عن طريق الفاتورة.
يقول زائر عربي لبلد أوربي إنه ندم على هذه الزيارة لعدة أسباب، منها: الغلاء وأهمها التعامل الفظ حتى من موظفي الفندق الذي يسكن فيه، أما سائق سيارة الأجرة فهو يتعامل معك وكأنه ينقلك مجاناً. يجب أن تركب السيارة وتلتزم الهدوء وتمتنع عن طرح الأسئلة، وتحذر من تغيير وجهتك، ولا تسأل عن التكلفة وكيفية احتسابها، فان فعلت أي مما سبق فتوقع هجمة غاضبة قد تصل إلى إنزالك من السيارة أو القيادة بسرعة جنونية لإغاظتك.!
من زاوية أخرى يسافر الإنسان إلى بلد بانطباعات مسبقة يبني عليها سلوكه وتصرفاته. وسواء كانت الانطباعات سلبية أو إيجابية فليس من الحكمة الاستناد إليها بثقة مطلقة، أرض الواقع هي الحكم.
وفي عالم صاخب متوتر قلق يعيش في عالم افتراضي هربا من الواقع يجد الإنسان نفسه يعود إلى الواقع، يبحث عن واقع جميل في العالم الافتراضي، يتحاور مع الغرباء، يكون الصداقات، يستمتع بالوقت، يصل إلى طريق غامض، يسير في هذا الطريق ثم يجد نفسه قد عاد إلى الواقع. يدخل في الزحمة، حوله بشر من عالم الواقع، يلجأ إلى جواله ليتحدث معهم.! يسافر إليهم ويعيش بينهم ولا يتحدث معهم، يقرر العودة إلى وطنه حتى يتمكن من الالتقاء بهم والتحدث معهم عبر العالم الافتراضي.
يقرر أن يسافر من جديد، إلى أين سيتجه؟ عليه أن يتابع نشرة الأخبار قبل اتخاذ القرار. هل يسافر إلى الواقع أم إلى العالم الافتراضي؟ هل التأشيرة مطلوبة، ماذا عن الأمن؟ كيف حال الوضع السياسي والاقتصادي، وهل يرحب السكان بالزوار، مستوى الخدمات، الفعاليات، الخيارات السياحية؟ يبحث عن بلد مثالي تتوفر فيه كل المعايير الجاذبة. يفشل في البحث، يقرر أن يسافر إلى العالم الافتراضي حيث يتحاور مع البشر بلا اسم ولا عنوان ولا هوية ويبني علاقات وصداقات يحيط بها الخوف والقلق والازدواجية، وجد أنه يعود إلى أرض الواقع.
يقرر أن يسافر إلى نفسه، يتحاور معها ويتصالح ليحدد من هو وماذا يريد قبل أن يحدد إلى أين يسافر؟، إلى العالم الافتراضي، أم إلى عالم الواقع إن وجد أن بينهما اختلاف!.
الرياض