• ×
admin

الفاكهة الاستوائية.. قوة علاجية!

الفاكهة الاستوائية.. قوة علاجية!
المانجو والبابايا والجوافة من أفضل المواد المساعدة على عملية الهضم

إعداد: أ. د. جابر بن سالم القحطاني

هناك ثلاثة أنواع من الفاكهة الاستوائية تتمتع بقوة علاجية لا أحد يصدقها. فلا تعد هذه الفاكهة غنية بالألياف فقط، ولكنها تحتوي كذلك على الكثير من المركبات القوية التي تساعد على محاربة أمراض القلب والسرطان. وفي حين أن الكثير من الفاكهة الاستوائية تزرع في كل أنحاء العالم، إلا أن الأنواع الثلاثة وهي المانجو والبابايا والجوافة هي من أشهر مزروعات جازان في المملكة العربية السعودية، وتعد من أفضل الفواكه وأجودها في العالم. تعد المانجو التي يشبه طعمها طعم الخوخ والأناناس معاً، وهي كثيرة العصارة وقليلة الألياف، المانجو تحتوي على كمية كبيرة من فيتامين ج، ولكن ما يجعلها متفردة هو أنها تحتوي أيضا على كميات كبيرة من البيتاكاروتين. في ويعد كل من فيتامين «ج» والبيتاكاروتين من مضادات الأكسدة القوية، فهما يبطلان آثار جزئيات الأكسجين الضارة المعروفة بالشقوق أو الجذور الحرة، وهذا الأمر مهم جداً، لأن الجذور الحرة من الممكن أن تدمر الأنسجة الصحية بين الجسم، والأدهى من ذلك أنها أيضاً قد تدمر الكوليسترول وبالاخص كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL) جاعلة إياه يلتصق بجدران الشرايين، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، إن ثمرة مناجاة واحدة تحتوي على 9 ملليجرامات من البيتاكاروتين،أي 50-82 ٪ من الجرعة اليومية الموصى بها التي تقدر بنحو 6 - 10 ملليجرامات، كما تحتوي على 75 ملليجراماً من فيتامين ج، أي 95 ٪ من المقدار اليومي. ويعد هذا الخليط من هذين المركبين مفيداً للغاية للصحة العامة، بين دراسة أسترالية، أعطيت مجموعة من الأشخاص عصيراً يحتوي على كل من البيتاكاروتين وفيتامين ج، وذلك كل يوم لمدة ثلاثة أسابيع، وقد وجد الباحثون أن كوليسترول (LDL) قد عانى تلفاً أقل من ذلك الذي عاناه قبل أن يبدأ الخاضعون للدراسة في تجرع العصير. لقد وجد أن مضادات الأكسدة ليست وحدها هي التي تجعل المانجو مفيدة للقلب، ولكنها تحتوي على ألياف تلعب دوراً مهماً بين الصحة، فقد وجد أن ثمرة واحدة من المانجو تمد الجسم بنحو 6 جرامات من الألياف، أي أكثر من الكمية التي نحصل عليها من تناول كوب من نخالة الشوفان، والأكثر من ذلك أن نحو نصف كمية الألياف في المانجو من النوع القابل للذوبان في الدهون. وقد أثبتت دراسة تلو الأخرى أن الألياف تساعد على خفض الكوليسترول، ومن ثم خفض خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية. والنوع غير القابل للذوبان في الدهون من الألياف في المانجو مفيده كذلك، حيث تجعل البراز وأي مواد أخرى ضارة يحتوي عليها تتحرك داخل الجسم على نحو أسرع، وهذا يعني أن تناول المزيد من المانجو يقلل الإصابة بسرطان القولون. أما ثمرة البابايا التي تشبه من الخارج تقريباً ثمرة الأفوكادو الصفراء أو البرتقالية، ولكن من الداخل ستجد لحماً أصفر جميلاً يوحي بمدى غنى البابايا بالفوائد العلاجية، تزخر ثمرة البابايا بالجزرانيات، وهي صبغات نباتية طبيعية تكسب العديد من الفواكه والخضراوات ألوانها البراقة، تعد الجزرانيات في فاكهة البابايا من أكثر مضادات الأكسدة فعالية، وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر الأطعمة غنى بالجزرانيات مثل البابايا ينخفض لديهم بشكل ملحوظ خطر الموت جراء الإصابة بأمراض القلب والسرطان. تتصدر البابايا قائمة الفواكه من حيث هذا المحتوى. ففي إحدى الدراسات، صنف الباحثون الألمان 29 طعاماً حسب محتواها من الجزرانيات. وقد احتلت البابايا المركز الأول، حيث وجد أن نصف ثمرة تمد الجسم بنحو2.8 ملليجرام من الجزرانيات. وفي المقابل، يحتوي الجريب فروت المعروف باسم ليمون الجنة الذي تصدر المركز الثاني على أ و 2 ملليجرام، والمشمش على آ و 2 ملليجرام. كما أن البابايا تحتوي أيضاً على عدد من إنزيمات البروتيز مثل البابين التي تشبه إلى حد كبير الإنزيمات التي تفرز طبيعياً داخل المعدة، لذا فإن تناول البابايا النيئة قبل إحدى الوجبات أو بعدها يجعل من السهل على الجسم هضم البروتينات، الأمر الذي قد يخفف من آلام معدة مضطربة، كما تقول ديبوراجوين الممرضة المعتمدة والمتخصصة في التوليد التابعة لخط صحة مجتمع هارفارد في ويلسلي بماساشوسيتش. كما أن البابايا قد تلعب دوراً في الوقاية من القرح، ففي إحدى الدراسات المخبرية كانت الحيوانات التي أعطيت جرعات عالية من العقاقير المهيجة للمعدة أقل إصابة بالقرح حينما أطعمت البابايا لأيام عدة أولاً، وفي حين أنه لم يتم إجراء أبحاث مماثلة على البشر، فإن تناول بعض البابايا كل يوم قد يساعد على حماية آثار الأسبرين والعقاقير الأخرى المضادة للالتهابات المسببة لاهتياج المعدة.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  671