• ×
admin

سام باري

سام باري

رجاء عالم

لا نهاية للمخيلة البشرية، وتذهلك حين تتجند للتكافل لإشاعة الخير والجمال ولتغيير حياة البشر للأفضل، ومن ضمن ذلك تأتي المبادرة العبقرية للمواطن البريطاني المدعو «سام باري Sam Barry» والمشهور بلقب «سانتا سام جامع الزبالة Santa Sam the bin man»، هذا الرجل والذي ورغم مشاق عمله كجامع للزبالة وكون مرتبه لا يتجاوز الألف جنيه إسترليني في الشهر إلا أنه قد نجح في الارتقاء على ذاته وموارده المحدودة وابتكر لنفسه مهمة حيوية في مجتمعه جعلت منه محسناً كريماً وبلا حدود، حيث تفتقت مخيلة سام عامل جمع الزبالة البسيط هذا عن فكرة محاولة إدخال البهجة على الأطفال الفقراء والذين هم ضحايا للعنف الأسري وللتشرد واليتم في مدينة سالفورد البريطانية Salford.

فلقد استغل «سام باري» مناسبة الاحتفال ببداية السنة الميلادية والتي هي مناسبة للتجمع الأسري وتبادل المحبة والهدايا فقام بتوجيه دعوة لمواطني مدينته ناشدهم فيها بأن يقوم القادر منهم على التبرع بأي هدية يستطيع تقديمها للأطفال على اختلاف أعمارهم، ولا يحتاج المتبرع إلا أن يترك الهدية خارج بيته على سلة المهملات، حيث يقوم سانتا سام ورفاقه الذين جندهم من المتطوعين من جامعي الزبالة بالمرور على البيوت في الصباح الباكر لجمع تلك الهدايا مع صناديق الزبالة، ومن جهة أخرى يقومون بمضاعفة مهامهم الشاقة بتوصيل تلك التبرعات للجمعيات الخيرية المعنية بالعناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث تتكفل تلك الجمعيات بتوزيع الهدايا حسب الحاجة، بحيث يستيقظ الأطفال يوم العيد ليجدوا مفاجأة بانتظارهم تدخل على قلوبهم البهجة وتعينهم على تحمل قسوة الحياة التي يعيشونها.

دعوة سام باري لاقت استجابة مذهلة من أهل مدينة سالفورد الذين تسارعوا بالتلبية والتبرع بتقديم الهدايا. ويأمل سانتا سام أن يُكتب لهذه المبادرة دوام دعم الأهالي لها بحيث تتطور عبر السنوات وتؤثر في حياة الأجيال المنكوبة وتحويلهم لأفراد أسوياء.

يقول سانتا سام: «لا أتخيل أن أصحو يوماً لا يجد فيه طفل تعيس هدية يفتحها وتسعده»، ويستمر سام يظهر على غفلة في سترته الحمراء وطربوش سانتا كلوز الأحمر حاملاً الأمل في غد أفضل والثقة في عالم متكافل لا يترك صغاره يغرقون في التعاسة والبؤس.

مبادرة سانتا سام عامل النظافة تدعونا للتساؤل على تفاوت حرفنا ومداخيلنا عن مدى وعينا بمن هم أقل حظاً؟ ومدى إحساسنا بالمسؤولية تجاههم؟ ما الذي يقدمه كل فرد منا لمجتمعه تطوعاً وللبشرية جمعاء؟ كم من الأطفال المشردين والمنكوبين في حروب العالم وحروب الشرق الأوسط خاصة يرقدون ويفيقون على أوجاع وبؤس بلا دهشة أو لفتة كريمة تنتشلهم أو هبة تمنحهم ثقة في المستقبل؟

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  477