مرضى القلب المسنون.. يحتاجون رعاية خاصة!
مرضى القلب المسنون.. يحتاجون رعاية خاصة!
لا ينتظمون في تناول الأدوية وقد يتسبب ذلك في تدهور حالتهم الصحية
إعداد: د. خـالد عبد الله النمر
رأيت حديثاً عدة حالات لكبار في السن تدهورت حالاتهم بسبب عدم رعاية من حولهم بهم الرعاية الكاملة وسأضرب مثلاً:
عمرها 60 سنة وشخصيتها قوية وانفعالية ضغطها دوماً في 180 على 100 ولديها أدوية ضغط ويقول أبناؤها أنها تأخذ الدواء وعند فحص المريض ومراجعة أدويتها اتضح أن حبوب الضغط الموجودة في كيس الأدوية لم تمس ولم يؤخذ منها شيء!! وكانت تأخذ فقط من مسكنات الألم مثل الباراسيتامول (البنادول) عند حدوث الصداع بسبب الضغط.. وكانت صدمة أبنائها وبناتها كبيرة عند معرفتهم بعدم أخذها لدواء الضغط على الرغم من سؤالهم لها يومياً وإفادتها أنها أخذت الدواء.
كبر السن هي مرحلة من مراحل العمر على خلاف متى بدايتها هل هي عند الستين أو الخامسة والستين وإن كان أغلب دول العالم ومنظمة الصحة العالمية تعدها بعد الستين سنة. وهي مرحلة لها خصائصها الجسمية والنفسية الخاصة بها التي تختلف تماماً عن سابقتها من المراحل (الطفولة المراهقة الشباب متوسط العمر والكهولة) ومن الخطأ التعامل مع الشخص بنفس الطريقة التي كان يعامل بها في المراحل السابقة.
هناك حقوق لكبير السن نفسية واجتماعية وطبية على أفراد أسرته وعلى مجتمعه من حوله وهي موجودة في أغلب دول العالم والشرائع السماوية ولكننا هنا سنعرض لما يخص مريض القلب كبير السن من ناحية حقوقه الطبية على أسرته ومن حوله.
أولاً: كبير السن عرضة للنسيان وضعف الذاكرة - حتى وإن لم يظهر ذلك- والاكتئاب واضطراب النوم وعدم الرغبة في أخذ الدواء وعدم الرغبة في زيارة الطبيب.. بل وبعضهم يحاول أن ينتهي من حياته المريرة بعدم تناوله الأدوية!!.. ولذلك لابد أن يكون هناك شخص مسؤول عن متابعة حالته الصحية ومراقبتها من أفراد المنزل ويكون لديه التزام بذلك فهو يشرف على توفير أدويته والمراجعة معه للمستشفيات وقياس الضغط والسكر والتأكد من تناول أدويته وملاحظة أي أعراض نفسية جديدة عليه ومراقبة نومه واستيقاظه وسماع شكواه من النوم أو البول أو من حكة في الجلد وإيصاله للعائلة وللطبيب. وسواء كان هذا الفرد من أفراد الأسرة أو عاملة منزلية أو ممرضة.. المهم أن يكون هناك شخص بذاته مسؤولاً أمام العائلة والطبيب عن ذلك.. ومن أسوأ الأمثلة التي رأيت أن يتواكل أفراد الأسرة على بعضهم في رعاية كبيرهم الصحية فتضيع صحته بينهم.. اعتمد على اخته.. وهي.. انشغلت في وظيفتها واعتمدت على أخيهم الصغير....,... أضاع الجمل بما حمل.. وهذا واقع محزن نراه للأسف كثيراً في عيادة القلب ولتفادي ذلك يجب أن يكون هناك شخص مسؤولاً مسؤولية تامة عن صحة كبير السن وإن لم تستطع الأسرة ذلك أو ظروفها لا تسمح فهناك دور أوجدتها الدولة لرعاية كبار المسنين يتم تخصيص ممرض يقوم بالمهام أعلاه كاملة.
ثانياً: أن يتأكد من حول المريض أن كمية الدواء كافية وموضوعة في علب خاصة للأدوية وتتأكد أن أخذت الدواء وأعطيته بيدك وتناوله أمامك.. ولا تعتمد أن مازال يستطيع أن يقوم بذلك بنفسه.. فذلك فيه جهل لظروف هذه المرحلة النفسية والاجتماعية وقد رأيت أحد المرضى يأخذ علاجاته ويرميها تحت الوسادة التي ينام عليها وعندما يسأله أبناؤه يقول نعم أخذت العلاج ويحلف لهم بالله أنه أخذ العلاج وهو صادق أنه أخذه ولم يبتلعه.
ثالثاً: لابد من متابعة ضغطه وسكره ووضعهما في جدول خاص به يضاف مع ملفه الصحي من أدوية وزيارات وحساسية وتقارير.. فمن أسوأ الأخطاء التي تقع فيها بعض أفراد العوائل أن يراقب السكر ويترك مراقبة الضغط الذي هو بلا شك أهم منه نسبياً.. ويأخذ هذه القراءات ويناقشها مع طبيبه المعالج
رابعاً: أن يذهب معه نفس الشخص لمراجعة الطبيب.. ففي كل مرة عند زيارة الطبيب يضع خطة علاجية وينقشها مع ذلك الشخص المرافق ويريد أن يسمع من ذلك الشخص في المرة القادمة ماذا حصل؟؟ وكيف تم تنفيذ الخطة العلاجية؟ وما ردة فعل المريض.. ويعطيها تعديلات جديد على الخطة العلاجية لمراجعة نتائجها المرة القادمة.. ولذلك من أسوأ اللحظات التي يمر بها الطبيب أن يأتي مع المريض شخص جديد لا يدري شيئاً عن صحة المريض ولا علاجاته!!
انشغل وأعطى المهمة
وهو.. انشغل وأعطى المهمة لأختهم الصغيرة.. وهي لا تدري شيئاً عن المريض وإنما مجرد ترافقه في المستشفى!! ولذلك كبار السن هم وصية الله سبحانه وتعالى ومن الإحسان إليهم أن تجيد في متابعة صحتهم وتراقبها كأنها صحتك!! ولا تتركهم مع سائق العائلة أو أحد العمال لديك في المؤسسة. أو بواب العمارة ...إلخ وإن لم تستطع فاترك رعايتهم الصحية لدور رعاية المسنين التي توفرها جميع الدول اعترافاً بوجود مثل هذه الحالات والظواهر.
والخلاصة: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته وأولى الحالات بالاهتمام والإحسان في ذلك هم وصية الله لك (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً). وإن لم تستطع لأي سبب فلا تهمل في رعايتهم واجعل رعايتهم على دور كبار المسنين التي وفرتها الدولة جزاها الله خيراً.. فهذا أخف ضرراً من إهمال رعايتهم ومضرتهم بذلك الإهمال.
الرياض
لا ينتظمون في تناول الأدوية وقد يتسبب ذلك في تدهور حالتهم الصحية
إعداد: د. خـالد عبد الله النمر
رأيت حديثاً عدة حالات لكبار في السن تدهورت حالاتهم بسبب عدم رعاية من حولهم بهم الرعاية الكاملة وسأضرب مثلاً:
عمرها 60 سنة وشخصيتها قوية وانفعالية ضغطها دوماً في 180 على 100 ولديها أدوية ضغط ويقول أبناؤها أنها تأخذ الدواء وعند فحص المريض ومراجعة أدويتها اتضح أن حبوب الضغط الموجودة في كيس الأدوية لم تمس ولم يؤخذ منها شيء!! وكانت تأخذ فقط من مسكنات الألم مثل الباراسيتامول (البنادول) عند حدوث الصداع بسبب الضغط.. وكانت صدمة أبنائها وبناتها كبيرة عند معرفتهم بعدم أخذها لدواء الضغط على الرغم من سؤالهم لها يومياً وإفادتها أنها أخذت الدواء.
كبر السن هي مرحلة من مراحل العمر على خلاف متى بدايتها هل هي عند الستين أو الخامسة والستين وإن كان أغلب دول العالم ومنظمة الصحة العالمية تعدها بعد الستين سنة. وهي مرحلة لها خصائصها الجسمية والنفسية الخاصة بها التي تختلف تماماً عن سابقتها من المراحل (الطفولة المراهقة الشباب متوسط العمر والكهولة) ومن الخطأ التعامل مع الشخص بنفس الطريقة التي كان يعامل بها في المراحل السابقة.
هناك حقوق لكبير السن نفسية واجتماعية وطبية على أفراد أسرته وعلى مجتمعه من حوله وهي موجودة في أغلب دول العالم والشرائع السماوية ولكننا هنا سنعرض لما يخص مريض القلب كبير السن من ناحية حقوقه الطبية على أسرته ومن حوله.
أولاً: كبير السن عرضة للنسيان وضعف الذاكرة - حتى وإن لم يظهر ذلك- والاكتئاب واضطراب النوم وعدم الرغبة في أخذ الدواء وعدم الرغبة في زيارة الطبيب.. بل وبعضهم يحاول أن ينتهي من حياته المريرة بعدم تناوله الأدوية!!.. ولذلك لابد أن يكون هناك شخص مسؤول عن متابعة حالته الصحية ومراقبتها من أفراد المنزل ويكون لديه التزام بذلك فهو يشرف على توفير أدويته والمراجعة معه للمستشفيات وقياس الضغط والسكر والتأكد من تناول أدويته وملاحظة أي أعراض نفسية جديدة عليه ومراقبة نومه واستيقاظه وسماع شكواه من النوم أو البول أو من حكة في الجلد وإيصاله للعائلة وللطبيب. وسواء كان هذا الفرد من أفراد الأسرة أو عاملة منزلية أو ممرضة.. المهم أن يكون هناك شخص بذاته مسؤولاً أمام العائلة والطبيب عن ذلك.. ومن أسوأ الأمثلة التي رأيت أن يتواكل أفراد الأسرة على بعضهم في رعاية كبيرهم الصحية فتضيع صحته بينهم.. اعتمد على اخته.. وهي.. انشغلت في وظيفتها واعتمدت على أخيهم الصغير....,... أضاع الجمل بما حمل.. وهذا واقع محزن نراه للأسف كثيراً في عيادة القلب ولتفادي ذلك يجب أن يكون هناك شخص مسؤولاً مسؤولية تامة عن صحة كبير السن وإن لم تستطع الأسرة ذلك أو ظروفها لا تسمح فهناك دور أوجدتها الدولة لرعاية كبار المسنين يتم تخصيص ممرض يقوم بالمهام أعلاه كاملة.
ثانياً: أن يتأكد من حول المريض أن كمية الدواء كافية وموضوعة في علب خاصة للأدوية وتتأكد أن أخذت الدواء وأعطيته بيدك وتناوله أمامك.. ولا تعتمد أن مازال يستطيع أن يقوم بذلك بنفسه.. فذلك فيه جهل لظروف هذه المرحلة النفسية والاجتماعية وقد رأيت أحد المرضى يأخذ علاجاته ويرميها تحت الوسادة التي ينام عليها وعندما يسأله أبناؤه يقول نعم أخذت العلاج ويحلف لهم بالله أنه أخذ العلاج وهو صادق أنه أخذه ولم يبتلعه.
ثالثاً: لابد من متابعة ضغطه وسكره ووضعهما في جدول خاص به يضاف مع ملفه الصحي من أدوية وزيارات وحساسية وتقارير.. فمن أسوأ الأخطاء التي تقع فيها بعض أفراد العوائل أن يراقب السكر ويترك مراقبة الضغط الذي هو بلا شك أهم منه نسبياً.. ويأخذ هذه القراءات ويناقشها مع طبيبه المعالج
رابعاً: أن يذهب معه نفس الشخص لمراجعة الطبيب.. ففي كل مرة عند زيارة الطبيب يضع خطة علاجية وينقشها مع ذلك الشخص المرافق ويريد أن يسمع من ذلك الشخص في المرة القادمة ماذا حصل؟؟ وكيف تم تنفيذ الخطة العلاجية؟ وما ردة فعل المريض.. ويعطيها تعديلات جديد على الخطة العلاجية لمراجعة نتائجها المرة القادمة.. ولذلك من أسوأ اللحظات التي يمر بها الطبيب أن يأتي مع المريض شخص جديد لا يدري شيئاً عن صحة المريض ولا علاجاته!!
انشغل وأعطى المهمة
وهو.. انشغل وأعطى المهمة لأختهم الصغيرة.. وهي لا تدري شيئاً عن المريض وإنما مجرد ترافقه في المستشفى!! ولذلك كبار السن هم وصية الله سبحانه وتعالى ومن الإحسان إليهم أن تجيد في متابعة صحتهم وتراقبها كأنها صحتك!! ولا تتركهم مع سائق العائلة أو أحد العمال لديك في المؤسسة. أو بواب العمارة ...إلخ وإن لم تستطع فاترك رعايتهم الصحية لدور رعاية المسنين التي توفرها جميع الدول اعترافاً بوجود مثل هذه الحالات والظواهر.
والخلاصة: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته وأولى الحالات بالاهتمام والإحسان في ذلك هم وصية الله لك (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً). وإن لم تستطع لأي سبب فلا تهمل في رعايتهم واجعل رعايتهم على دور كبار المسنين التي وفرتها الدولة جزاها الله خيراً.. فهذا أخف ضرراً من إهمال رعايتهم ومضرتهم بذلك الإهمال.
الرياض