الممارسات البهلوانية
الممارسات البهلوانية
رجاء عالم
«الكوميديا اللا إنسانية la comedie (in) humainy» كتاب صدر في ديسمبر 2018 عن دار «المرصد» من تأليف مشترك بين الخبير الاقتصادي نيكولا بوزو والفيلسوفة جوليا دي فونيس، وقد نجح المؤلفان في تحقيق صدمة في عالم إدارة الشركات، والمنظرين لتحقيق مستوى من الرفاه العاطفي للموظفين.
الكتاب يسخر مما أسماه بالكوميديا أو «الممارسات البهلوانية» في الشركات تحت مسمى السلامة النفسية المساعدة على رفع معدلات الإنتاج.
يسخر الكتاب من الشركات التي توفر لموظفيها الاجتماعات اللا نهائية وصالات للرياضة وجلسات صباحية من اليوغا أو التشي كونج، كما في شركات علي بابا لبيع السلع على الإنترنت، يظهر نيكولا بوزو مع شريكته جوليا دي فونيس في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية لكي يعارضا «كبار مسؤولي السعادة» والمؤلفات وحلقات التدريب التي تنادي وتدرب على نظريات الرفاه النفسي للموظفين، بل ويصرخ هذان المؤلفان بشجاعة: «يجب أن ننتهي مع السعادة الزائفة في العمل».
ويجيء هذا الكتاب في غمرة التحديث في الإدارة الفرنسية على مستوى الوزارات، حين وجّه رئيس الوزراء الفرنسي «إدوارد فيليب» نداءه لمن أسماهم بـ»الشركاء الاجتماعيين» سواء من القائمين على إدارة الشركات على اختلاف حجمها وخدماتها أو من القائمين على المكاتب الحكومية وإدارة المرافق العامة، ناشد رئيس الوزراء أرباب العمل بالحرص على تحقيق ما يمكن تلخيصه في عبارة «جودة الحياة في العمل»، وذلك استجابة لظاهرة التوسع في طلب الإجازات المرضية من قبل الموظفين، وتزايد القلق بشأن ضغوط العمل في مجال الأعمال التجارية.
وقد أصدر نيكولا كتابه الناقد والمتحدي ليواجه أساليب التعامل مع ظاهرة «احتراق الموظف واستنفاد الطاقة نتيجة لضغوط المسؤوليات»، ويعلن أن وصفة «السعادة في العمل» هي أسطورة، ويضيف مؤنباً «لقد نسي الرؤساء والمرؤوسون بأن الشركة هي منظمة تعمل على الإنتاج، وليس لتحقيق السعادة».. واستشهد بمقولة الفيلسوف «تشارلز بيحوي» «أن المعنى يأتي من المتعة التي يشعر بها الفرد عند القيام بالأمور بشكل صحيح».
يقول بوزو: إن لحياة الفرد محورين هما «الأسرة والعمل»، مما يعني أن حاجة الفرد للكد في العمل تعادل حاجته للحب والأمن الأسري، وإن على الشركات ألا تتورع عن دفع الفرد للعمل ولاستغلال طاقاته، وأن تدرك أن ظاهرة شلل الموظف الإنتاجي لا تعني أنه عاجز أو مستنزف وإنما تعني أن العمل يفتقر للتحديات التي تعطي للعمل معنى وتحفزه على الإنتاج.
إذاً فالخلاصة؛ أن طاقة الفرد على الإنتاج لا نهائية، وأن من المهم توفير التحديات التي تحفز الفرد على النبش عن إمكاناته اللا نهائية، ومن الملح أن نسمح للموظفين بالتعبير بحرية عن ذكائهم النقدي وإعطاء معنى لعملهم، فإن شركة الغد ستكون مكاناً للابتكار والأداء والتقدم.
الرياض
رجاء عالم
«الكوميديا اللا إنسانية la comedie (in) humainy» كتاب صدر في ديسمبر 2018 عن دار «المرصد» من تأليف مشترك بين الخبير الاقتصادي نيكولا بوزو والفيلسوفة جوليا دي فونيس، وقد نجح المؤلفان في تحقيق صدمة في عالم إدارة الشركات، والمنظرين لتحقيق مستوى من الرفاه العاطفي للموظفين.
الكتاب يسخر مما أسماه بالكوميديا أو «الممارسات البهلوانية» في الشركات تحت مسمى السلامة النفسية المساعدة على رفع معدلات الإنتاج.
يسخر الكتاب من الشركات التي توفر لموظفيها الاجتماعات اللا نهائية وصالات للرياضة وجلسات صباحية من اليوغا أو التشي كونج، كما في شركات علي بابا لبيع السلع على الإنترنت، يظهر نيكولا بوزو مع شريكته جوليا دي فونيس في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية لكي يعارضا «كبار مسؤولي السعادة» والمؤلفات وحلقات التدريب التي تنادي وتدرب على نظريات الرفاه النفسي للموظفين، بل ويصرخ هذان المؤلفان بشجاعة: «يجب أن ننتهي مع السعادة الزائفة في العمل».
ويجيء هذا الكتاب في غمرة التحديث في الإدارة الفرنسية على مستوى الوزارات، حين وجّه رئيس الوزراء الفرنسي «إدوارد فيليب» نداءه لمن أسماهم بـ»الشركاء الاجتماعيين» سواء من القائمين على إدارة الشركات على اختلاف حجمها وخدماتها أو من القائمين على المكاتب الحكومية وإدارة المرافق العامة، ناشد رئيس الوزراء أرباب العمل بالحرص على تحقيق ما يمكن تلخيصه في عبارة «جودة الحياة في العمل»، وذلك استجابة لظاهرة التوسع في طلب الإجازات المرضية من قبل الموظفين، وتزايد القلق بشأن ضغوط العمل في مجال الأعمال التجارية.
وقد أصدر نيكولا كتابه الناقد والمتحدي ليواجه أساليب التعامل مع ظاهرة «احتراق الموظف واستنفاد الطاقة نتيجة لضغوط المسؤوليات»، ويعلن أن وصفة «السعادة في العمل» هي أسطورة، ويضيف مؤنباً «لقد نسي الرؤساء والمرؤوسون بأن الشركة هي منظمة تعمل على الإنتاج، وليس لتحقيق السعادة».. واستشهد بمقولة الفيلسوف «تشارلز بيحوي» «أن المعنى يأتي من المتعة التي يشعر بها الفرد عند القيام بالأمور بشكل صحيح».
يقول بوزو: إن لحياة الفرد محورين هما «الأسرة والعمل»، مما يعني أن حاجة الفرد للكد في العمل تعادل حاجته للحب والأمن الأسري، وإن على الشركات ألا تتورع عن دفع الفرد للعمل ولاستغلال طاقاته، وأن تدرك أن ظاهرة شلل الموظف الإنتاجي لا تعني أنه عاجز أو مستنزف وإنما تعني أن العمل يفتقر للتحديات التي تعطي للعمل معنى وتحفزه على الإنتاج.
إذاً فالخلاصة؛ أن طاقة الفرد على الإنتاج لا نهائية، وأن من المهم توفير التحديات التي تحفز الفرد على النبش عن إمكاناته اللا نهائية، ومن الملح أن نسمح للموظفين بالتعبير بحرية عن ذكائهم النقدي وإعطاء معنى لعملهم، فإن شركة الغد ستكون مكاناً للابتكار والأداء والتقدم.
الرياض