• ×
admin

بحوثنا الجامعية إلى أين؟

بحوثنا الجامعية إلى أين؟


منيف خضير

سأسوق فكرة واحدة على أهمية البحوث الجامعية في إحداث ثورة في الحياة العامة بحث حاسوبي عن موقع تعارف اسمه (فيس بوك Facebook)، بدأ (فيس بوك) كفكرة متواضعة لأحد طلاب جامعة هارفارد الأمريكية في العام 2004م، أراد من خلالها تصميم موقع يتيح له التواصل بين..
...زملائه وتبادل الأخبار والصور فيما بينهم. ولم يكن هذا الطالب الذي يدعى مارك جوكربيرج (23 عاماً) يتوقع أن يحقق موقعه الشعبية الكبيرة بمجرد تدشينه، وهو رغم ولعه بالإنترنت، إلا أنه لم يكن يقصد في الأساس ابتكار موقع يحمل صفة العالمية، وبالتالي الدخول في مشروع استثماري يمكن أن يدر عليه مليارات الدولارات بفضل الإعلانات التجارية والاشتراكات التي هطلت على موقعه ودعمت تمويله وتطويره لاحقاً، بعد أن كان في إطار طلابي يخدم طلاب الجامعة والمدارس الثانوية الراغبين في معرفة الواقع الجامعي والحياة الجامعية.
استمر الوضع على ذلك لمدة سنتين، إلى أن خطا جوكربيرج خطوته الواسعة بفتح الموقع للراغبين، وفور ذلك ارتفع عدد المشتركين من 12 مليون مستخدم في خلال عام إلى أكثر من 40 مليون مستخدم، وبلغ العدد 50 مليون مستخدم بنهاية عام 2007م، وارتفع العام الجاري إلى 60 مليوناً، إذ يدخله يومياً 150 ألف مشترك. وأشارت إحصائية إلى زيادة نسبة استخدام الإناث للموقع عن الذكور بنسبة 69%. وصاحبت ذلك تطويرات جوهرية في شكل الموقع ووظائفه وخدماته الاتصالية، حيث فتح الباب أمام المبرمجين لتقديم خدمات مبتكرة لزواره في مجال صناعة المعلومات. وكانت نتيجة ذلك أن حصل على عرض لشرائه بمبلغ مليار دولار العام الماضي، ولكنه رفض بيعه.
وبالطبع رغم تحفظي على الحرية التي يمنحها الموقع فيس بوك Facebook لمرتاديه إلا أنني أتحدث عن إنجاز فردي أحدث ثورة في العالم أجمع عبر بحث جامعي.
طبعاً سأترك العنان لخيالكم الخصب لاستعراض البحوث الجامعية في جامعاتنا الموقرة، ولكم أن تتخيلوا كم من بحثٍ خرج من جامعاتنا وقد أحدث ثورة عالمية، وكم من بحثٍ أفاد المجتمع بطريقة عملية تحدث ثأثيراً إيجابياً في الناس، فعلاً لم نولِ هذا الجانب الاهتمام الكافي.
لقد ظفر الشاب مارك جوكربيرج بكعكة كبيرة نتيجة تفوق بحثه الرائع، بينما ظفرت القرطاسيات في بلادنا بمزيد من الورق عبر بحوث جامعية لا يقرأها إلا الدكتور المشرف عليها والطالب الجامعي الذي أعدها، عفواً هل قلت الطالب الذي أعدها؟
أقصد (الزول) الذي كتبها في قرطاسيات تملأ بلادنا مخصصة لهذا الغرض.

المصدر: صحيفة الجزيرة
بواسطة : admin
 0  0  1383