• ×
admin

«ست الحبايب»

«ست الحبايب»

خالد أحمد مقبول

غنت الفنانة الراحلة فايزة أحمد من ألحان محمد عبد الوهاب أغنيتها «ست الحبايب» فأشجت وأبكت، وهل هناك أغلى من الأم؟!.

إنها الجنة التي على الأرض.. جنة الحياة التي نتفيأ في ظلالها وحنانها مهما كبرنا ومهما هرمت وكبرت.. كلما كبرت زاد عمقها في قلوبنا وترسخت قيمتها في أنفسنا، وكلما أتعبتها سنين العمر ونزّت عليها شكوى الآلام والأنين تمنينا لو نستطيع أن نقتطع من أعمارنا وصحتنا من أجلها.. مثلما كانت ولا تزال تبذل لنا العطاء حناناً واهتماماً ومتابعة وشوقاً وحباً يفيض علينا فيتعداه لأبنائنا وبناتنا.

ليس في الحياة أعظم من الأم إلا الأم ثم الأم .. حتى اسم الأم فيه إيحاء ومعنى للم الشمل ولملمة المشاعر واحتواء الوجدان، عندما نفرح ونسعد نهرع لها ونستشعر أنها البركة التي رزقنا الله هذا الفرح والسعادة ببركتها، وعندما ننكسر ونحزن نلوذ بعد الله الى أحضانها لتلملم شتات كسرنا.. ننهل من معينها ونقتبس من صبرها ونشد أسرنا بحكمتها ودعائها، خطواتها سكن وثبات لاهتزازات مسيرنا.. وكأننا لا نزال أطفالاً صغاراً نحتاج اليها بجانبنا لتوازن خطواتنا في هذه الحياة.

تجمعنا وكأنها القطب الذي يجتمع حوله النجوم.. تآلفنا وكأنها مركز الجذب الروحي الذي ننساق إليه بكليتنا وأشواقنا ومشاعرنا المتعطشة الى كل قطرة من فيضها.. بين يديها نشعر بالأمان الذي كان يُهدِّئ ويُسكِّن بكاءنا عندما كنا رُضّعاً .. نكبر على كل شيء وعلى كل الناس ونظل صغاراً عندها وفي عينها مهما تعاقبت علينا أعداد السنين من أعمارنا.

الحب الذي تجده عندها لا يمكن أن تجده في أي مكان آخر مثلها.. حتى في ضعفها ووهنها ومرضها تشعر أنك قطعة منها، جزء أصيل منها.

في رضاها تشعر أن أبواب الدنيا مشرّعة أمامك، وجِنان رب العالمين مفتّحة من أجلك، وستر الله محيط بك، وبركاته سابغة عليك.. في ابتسامتها يتسلل إليك فرح وسعادة العالم كله من حولك.. في لمستها تشعر بأن الكون كله يحنو عليك.. في تقبيل يديها لا يخالطك شك أنك تقبل أقدس من عايشت من خلق الله.

إنها الأم التي وإن بقي من عمرها أيام معدودات لقدَّمتْها هدية من أجلك إن أصابك مكروه، تقدمها بكل الرضا والمبادرة.. إنها الأم التي لا يفعل فعلها أحد سواها.. ولا يستطيع أحد أن يحب مثلها.. ولا يبادر أحد بعطاء مثل عطائها، وإن كان الغرب وضع يوماً للأم ... فإن أيامنا كلها لا تحلو إلا بها.

حفظ الله أمهاتنا عزاً وكرامة فوق رؤوسنا ومتّعنا الله بصحتهن وبقائهن ورحم من مات منهن وأسكنهن فردوس جناته.

تغريدة :

قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ.

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  503