نتائج الأبحاث والإعلام العلمي!
نتائج الأبحاث والإعلام العلمي!
صالح عبدالعزيز الكريّم
كل باحث علمي أو طبي عندما يُنهي بحثه ويكتب تقريره ويتوصَّل إلى نتائج، ليس من المناسب أن يعلن إلى المجتمع عن تلك النتائج، إلا بعد أن يُقارن نتائجه بنتائج آخرين، ويناقش ما توصَّل إليه في مؤتمراتٍ عالمية، وينشر ما لديه في مجلات علمية عالمية، خاصة ما له علاقة باكتشاف الأمراض ومعالجتها، وبالذات السرطان والسكري، والإيدز، وكذلك ما له علاقة بتركيب وتكوين الأغذية من مواد كيميائية، فمثلاً شاع بين الناس في وسائل التواصل الاجتماعي ما توصَّل إليه أحد الباحثين من وجود مادة مسرطنة في نعناع المدينة، المعروف باسم الحبق، وكان لهذا الذي أُذيع صدى سيئ، وأحدث رجفة في القلوب، وقد ثبت من خلال تقرير هيئة الغذاء والدواء عدم صحة ما نُسب إلى النعناع، وبالتواصل العالمي مع جهات علمية تأكَّد أن نسب كثير من المواد في الأغذية تكون ضئيلة، ومما يسمح به، ومن ذلك مادة البوليجون الموجودة في النعناع، وفرَّق بين استخلاص مادة ضارة من نبات أو غذاء، واستخدامها بتركيز، وبين وجودها ضمن العديد من المركبات، حيث هي مركزة في الأولى، وضئيلة في الثانية، وجميع الجهات الرقابية الأمريكية والاتحاد الأوربي والهيئات الدولية المتخصصة، كالكوديس ولجان خبراء التغذية المعنية بتقييم المواد، كلها تُؤكِّد على أن أي مادة ضارة موجودة بنسبة ضئيلة في أي نبات، فإن للجسم قدرة على التخلص منها، كما أن هناك العديد من المواد التي تُصنَّف على أنها مسرطنة، تكون فقط على مستوى حيوانات التجارب، بينما لم يثبت قدرتها على إحداث السرطان في الإنسان، وأشهر مثال على ذلك مادة الأكرلاميد الموجودة في بعض الأغذية.
في المقابل، هناك مَن يُعلن اكتشافه لعلاج الأمراض الخطيرة، مثل السكري والإيدز والسرطان، ويكون علاجه عبر تجارب شخصية أو تجارب حيوانية، ولا يتأكد من العلاج عبر حالات إكلينيكية ودراسات سريرية، ويعلن عن العلاج وهو لم يثبت بعد نجاحه، ومنهم مَن يستعجل نتائج الخلايا الجذعية، أو يجعل المرضى حقل تجاربه، وكل هذا يحدث بسبب غياب الرقابة العلمية المتمثلة بصرامة القانون في ضرورة عدم السماح في إجراء التجارب إلا بترخيص من جهات «أخلاقيات البحث العلمي»، وأياً كانت نتائج الدراسات والأبحاث لابد من بثها عبر مواقع إعلامية متخصصة في الجانب العلمي، وتكون حاضرة يوم أن ينتشر أي خبر غير دقيق علمياً، أو حتى لو أن هناك حقائق وعلاجات موثقة يجب أن تعلن عنها وتبثها، وتجعل منها مادة ثقافية علمية وطبية يستفيد منها المجتمع، ولعل أقرب جهة رسمية تتبنَّى هذا الإعلام العلمي، هي هيئة الغذاء والدواء، وقد كانت تجربتها مع ما نُشر عن النعناع ناجحة، وواكبت الحدث وعالجته بطريقةٍ صحيحة، وكذلك مع من ادّعى علاج الإيدز أو السرطان بدون توثيق علمي.
المدينة
صالح عبدالعزيز الكريّم
كل باحث علمي أو طبي عندما يُنهي بحثه ويكتب تقريره ويتوصَّل إلى نتائج، ليس من المناسب أن يعلن إلى المجتمع عن تلك النتائج، إلا بعد أن يُقارن نتائجه بنتائج آخرين، ويناقش ما توصَّل إليه في مؤتمراتٍ عالمية، وينشر ما لديه في مجلات علمية عالمية، خاصة ما له علاقة باكتشاف الأمراض ومعالجتها، وبالذات السرطان والسكري، والإيدز، وكذلك ما له علاقة بتركيب وتكوين الأغذية من مواد كيميائية، فمثلاً شاع بين الناس في وسائل التواصل الاجتماعي ما توصَّل إليه أحد الباحثين من وجود مادة مسرطنة في نعناع المدينة، المعروف باسم الحبق، وكان لهذا الذي أُذيع صدى سيئ، وأحدث رجفة في القلوب، وقد ثبت من خلال تقرير هيئة الغذاء والدواء عدم صحة ما نُسب إلى النعناع، وبالتواصل العالمي مع جهات علمية تأكَّد أن نسب كثير من المواد في الأغذية تكون ضئيلة، ومما يسمح به، ومن ذلك مادة البوليجون الموجودة في النعناع، وفرَّق بين استخلاص مادة ضارة من نبات أو غذاء، واستخدامها بتركيز، وبين وجودها ضمن العديد من المركبات، حيث هي مركزة في الأولى، وضئيلة في الثانية، وجميع الجهات الرقابية الأمريكية والاتحاد الأوربي والهيئات الدولية المتخصصة، كالكوديس ولجان خبراء التغذية المعنية بتقييم المواد، كلها تُؤكِّد على أن أي مادة ضارة موجودة بنسبة ضئيلة في أي نبات، فإن للجسم قدرة على التخلص منها، كما أن هناك العديد من المواد التي تُصنَّف على أنها مسرطنة، تكون فقط على مستوى حيوانات التجارب، بينما لم يثبت قدرتها على إحداث السرطان في الإنسان، وأشهر مثال على ذلك مادة الأكرلاميد الموجودة في بعض الأغذية.
في المقابل، هناك مَن يُعلن اكتشافه لعلاج الأمراض الخطيرة، مثل السكري والإيدز والسرطان، ويكون علاجه عبر تجارب شخصية أو تجارب حيوانية، ولا يتأكد من العلاج عبر حالات إكلينيكية ودراسات سريرية، ويعلن عن العلاج وهو لم يثبت بعد نجاحه، ومنهم مَن يستعجل نتائج الخلايا الجذعية، أو يجعل المرضى حقل تجاربه، وكل هذا يحدث بسبب غياب الرقابة العلمية المتمثلة بصرامة القانون في ضرورة عدم السماح في إجراء التجارب إلا بترخيص من جهات «أخلاقيات البحث العلمي»، وأياً كانت نتائج الدراسات والأبحاث لابد من بثها عبر مواقع إعلامية متخصصة في الجانب العلمي، وتكون حاضرة يوم أن ينتشر أي خبر غير دقيق علمياً، أو حتى لو أن هناك حقائق وعلاجات موثقة يجب أن تعلن عنها وتبثها، وتجعل منها مادة ثقافية علمية وطبية يستفيد منها المجتمع، ولعل أقرب جهة رسمية تتبنَّى هذا الإعلام العلمي، هي هيئة الغذاء والدواء، وقد كانت تجربتها مع ما نُشر عن النعناع ناجحة، وواكبت الحدث وعالجته بطريقةٍ صحيحة، وكذلك مع من ادّعى علاج الإيدز أو السرطان بدون توثيق علمي.
المدينة