غادر المجموعة.. ولم يستطع أحد أن يعيده إليها
غادر المجموعة.. ولم يستطع أحد أن يعيده إليها
صالح عبدالعزيز الكريّم
إحدى إشكاليات سوء التصرف في عالم الواتس أب، أن يُنشىء إنسان مجموعة (قروب)، ثم يضيفك دون وجه حق للإضافة، يعني أنت لا تمتّ له بأي صلة قرابة، ولست معه في العمل، وليس من جيرانك، إنما فكَّر باسم مجموعة ليس هناك ما يربطهم ببعضهم، إلا هو، الأستاذ مشرف القروب. وقد صحوت يوماً لأجد نفسي في قروب أكثر من مائة شخص، فغادرت المجموعة لأني لا أعرف من الأسماء إلا من أضافني، ومثل هذا التصرف يحدث كذلك في الماسنجر، كما يحدث في الواتس أب -كوسيلة للتواصل الاجتماعي- له منافع ومضار، وهو عند بعض الناس، منافعه أكثر من مضاره، والعكس عند آخرين، مضاره أكثر من منافعه، ولن أخوض في هذا، لأن كل واحد أعلم بوضعه مع الواتس أب، وأغبى الناس في الواتس أب مَن يُرسل ما يصل إليه دون أن يعرف المحتوى، فتصلك آيات في كتابتها أخطاء، وتصلك أحاديث نبوية من شخص ليس متأكداً من صحتها، وتصلك أفكار وآراء شاذة، وتصلك بورد كاستات وفيديوهات فيها أشياء لا تليق أدباً، وهكذا تجد نفسك أمام استنفار كل يوم، لتقوم بمهمة الكنْس (الحذف)، مما تضطر فيه -في بعض الحالات- أن تُغادر المجموعة، وما هي إلا لحظات بعد أن تغادر المجموعة إلا ويُعيدك إليها مشرف القروب دون حتى المفاهمة، فيُفسِّرها بأنك غالٍ عندهم، فتصبر، ويتم الترحيب بك من جديد فرحاً بعودتك، وكأنه لا يستغنى عنك، مع العلم أنك لا تشارك كثيراً، ويبقى مع كل هذا أن الواتس أب وسيلة فعالة وممتازة في التواصل في اللجان والمجموعات العلمية والبحثية، وتواصل الأفراد في المناسبات، وهو يعتبر «سكرتيرة» مُتحرِّكة، وأحيانا في بعض القروبات تحدث أُلفة وفائدة ومحبة وتواصل اجتماعي يسد شيئاً من واجب التواصل العيني أو الشخصي، ويُوفِّر شيئاً كبيراً من الوقت، وأغرب حالة حدثت في مغادرة المجموعات وأثَّرت فيَّ، إن إحدى القروبات غاب عنها أحد أعضائها طويلا، ثم تأتي رسالة من رقمه أنه غادر المجموعة، وبالتواصل مع رقمه في الجوال؛ أخبر ابنه مشرف المجموعة أن أبي غادر ليس مجموعتكم، إنما غادر كل القروبات، ولا يستطيع أحد أن يعيده إلى أي منها، لأنه غادر الحياة الدنيا كلها، رحل إلى ربه، صحيح أن أعضاء القروب يعلمون بموتهِ وتعزية أهله، إلا أن وَقْع رسالة «غادر المجموعة» كان كبيراً حقاً، ليس كل مغادرة فيها عودة، وقد كتب الله ذلك ووضَّحه في كتابه الكريم: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي ارجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)، وهو يوم كلنا إليه راجعون: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله).
المدينة
صالح عبدالعزيز الكريّم
إحدى إشكاليات سوء التصرف في عالم الواتس أب، أن يُنشىء إنسان مجموعة (قروب)، ثم يضيفك دون وجه حق للإضافة، يعني أنت لا تمتّ له بأي صلة قرابة، ولست معه في العمل، وليس من جيرانك، إنما فكَّر باسم مجموعة ليس هناك ما يربطهم ببعضهم، إلا هو، الأستاذ مشرف القروب. وقد صحوت يوماً لأجد نفسي في قروب أكثر من مائة شخص، فغادرت المجموعة لأني لا أعرف من الأسماء إلا من أضافني، ومثل هذا التصرف يحدث كذلك في الماسنجر، كما يحدث في الواتس أب -كوسيلة للتواصل الاجتماعي- له منافع ومضار، وهو عند بعض الناس، منافعه أكثر من مضاره، والعكس عند آخرين، مضاره أكثر من منافعه، ولن أخوض في هذا، لأن كل واحد أعلم بوضعه مع الواتس أب، وأغبى الناس في الواتس أب مَن يُرسل ما يصل إليه دون أن يعرف المحتوى، فتصلك آيات في كتابتها أخطاء، وتصلك أحاديث نبوية من شخص ليس متأكداً من صحتها، وتصلك أفكار وآراء شاذة، وتصلك بورد كاستات وفيديوهات فيها أشياء لا تليق أدباً، وهكذا تجد نفسك أمام استنفار كل يوم، لتقوم بمهمة الكنْس (الحذف)، مما تضطر فيه -في بعض الحالات- أن تُغادر المجموعة، وما هي إلا لحظات بعد أن تغادر المجموعة إلا ويُعيدك إليها مشرف القروب دون حتى المفاهمة، فيُفسِّرها بأنك غالٍ عندهم، فتصبر، ويتم الترحيب بك من جديد فرحاً بعودتك، وكأنه لا يستغنى عنك، مع العلم أنك لا تشارك كثيراً، ويبقى مع كل هذا أن الواتس أب وسيلة فعالة وممتازة في التواصل في اللجان والمجموعات العلمية والبحثية، وتواصل الأفراد في المناسبات، وهو يعتبر «سكرتيرة» مُتحرِّكة، وأحيانا في بعض القروبات تحدث أُلفة وفائدة ومحبة وتواصل اجتماعي يسد شيئاً من واجب التواصل العيني أو الشخصي، ويُوفِّر شيئاً كبيراً من الوقت، وأغرب حالة حدثت في مغادرة المجموعات وأثَّرت فيَّ، إن إحدى القروبات غاب عنها أحد أعضائها طويلا، ثم تأتي رسالة من رقمه أنه غادر المجموعة، وبالتواصل مع رقمه في الجوال؛ أخبر ابنه مشرف المجموعة أن أبي غادر ليس مجموعتكم، إنما غادر كل القروبات، ولا يستطيع أحد أن يعيده إلى أي منها، لأنه غادر الحياة الدنيا كلها، رحل إلى ربه، صحيح أن أعضاء القروب يعلمون بموتهِ وتعزية أهله، إلا أن وَقْع رسالة «غادر المجموعة» كان كبيراً حقاً، ليس كل مغادرة فيها عودة، وقد كتب الله ذلك ووضَّحه في كتابه الكريم: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي ارجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)، وهو يوم كلنا إليه راجعون: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله).
المدينة