أحياء حديثة.. الزين ما يكمل !
أحياء حديثة.. الزين ما يكمل !
إبراهيم إسماعيل كتبي
لماذا لا تكتمل المرافق والخدمات في الأحياء الجديدة والتوسعات العمرانية في مدننا، وإن كنت أشير هنا تحديدا إلى مدينة جدة، حيث تقفز الأسئلة الحائرة عن غياب العديد من المرافق أو تأخر تنفيذها، رغم الفرص الأفضل لتلك الأحياء في التخطيط على أساس سليم ومتطور، بالنسبة للشوارع والمرافق العامة والمباني الخدمية التعليمية والصحية والبلدية وكذلك المساجد والحدائق وغير ذلك، لتكون بحق أحياء نموذجية يمكنها التطور والتوسع على أساس حضاري مع ازدياد الكثافة السكانية.
التخطيط للأحياء الجديدة مهم، لكن التحدي الأكبر دائما في سرعة وتكامل التنفيذ للمرافق لتكون الحياة فيها أسهل وأكثر راحة وسلامة، والسؤال: هل يمكن ذلك في حي دون تسمية للشوارع ولا لوحات إرشادية بلدية ومرورية على الطرق الرئيسية والفرعية والمداخل والمخارج وغيرها، بالطبع يصعب على السكان مثلما هو حال حي أبحر شمال جدة الذي يعجبك تخطيطه، لكنه للأسف أشبه بالمتاهة لعدم وجود لوحات تعريف ومسميات للشوارع ولا لوحات مرورية ونقص عدد الإشارات، فكيف بمن يقصده من مناطق جدة الأخرى ولايستدلون على المواقع، وليس أمامهم إلا السؤال لوصف العنوان الذي يريد الوصول إليه، لكن لا إجابة دقيقة ولا مجيب، فليس السائل أعلم من المسؤول، ولا حل سوى اللف والدوران حتى باستخدام تطبيق تحديد المواقع.
إذا كان العديد من الدول طورت خدماتها الجغرافية لمدنها منذ زمن حتى قبل الإنترنت، وزودت الشوارع بخرائط إرشادية كبيرة في أماكن عامة كمحطات الباصات وخطوط سير الحافلات والمترو والمطارات ليستدل بها السكان والزائرون، فكيف بأحياء حديثة مأهولة في مدننا، لم يتم بعد تسمية شوارعها، وحدث ولاحرج عن نقص الإضاءة حتى في الشوارع الرئيسية، وعدم وجود أرصفة حيث لا أثر لها رغم أهميتها في تنظيم الشوارع والحركة وحق المشاة، وحتى السفلتة لا تبدو عليها الجودة والمواصفات المطلوبة، فإذا كان هذا حال الأحياء الحديثة فكيف سيكون مستقبلها.
ما يتعلق بالخدمات المرورية في أبحر ومناطق أخرى في الشمال، إلى الآن يوجد نقص واضح في الإشارات واللوحات المنظمة لحركة المرور، ولا ندري إلى متى هذا الحال الذي يعاني منه السكان وقاصدوه، رغم أنه حي حديث وحيوي وتزداد كثافته العمرانية والسكانية تباعا، وغياب تلك اللوحات يتسبب في حوادث عديدة حيث السير على مدار اليوم عشوائيا ولا انضباط عند البعض، لأن المرور نفسه لم يحدد ضوابطه عمليا لتنظيم الشوارع، وربما لا يفرق معه الوقت ولا الزمن لإنهاء هذه المشكلة، مع أنها في الأساس خدمات حضارية يجب أن تتوفر طالما هناك شوارع وحركة سيارات، ولذلك تتداخل حركة السير وخطورة الانعطافات يمينا ويسارا والدوران وسرعات غير محددة، وهو خطر محتمل في حال وقوعه - لاسمح الله- يقوم المرور بتحديد المتسبب وحجم الخطأ للطرفين لكنه يتجاهل أنه الطرف الأساس الذي لم يوفر أسباب السلامة والانضباط.
الخدمات البلدية والمرورية ليست أمرا ثانويا ولا هامشيا، فلماذا هذا التأخير في إكمال الخدمات وهي خدمات حضارية يصعب تنظيم الحياة والسلامة بدونها في عصر التحول إلى المدن الذكية، أليست المدن والأحياء كالبشر إما أن تمنح سكانها جودة الحياة، أو متاعب وضجر. فهل لاسبيل سوى التكيف مع الواقع حتى تتذكر أو تقرر شأنه الجهات المعنية؟! صدق القائل (الزين ما يكمل).
عكاظ
إبراهيم إسماعيل كتبي
لماذا لا تكتمل المرافق والخدمات في الأحياء الجديدة والتوسعات العمرانية في مدننا، وإن كنت أشير هنا تحديدا إلى مدينة جدة، حيث تقفز الأسئلة الحائرة عن غياب العديد من المرافق أو تأخر تنفيذها، رغم الفرص الأفضل لتلك الأحياء في التخطيط على أساس سليم ومتطور، بالنسبة للشوارع والمرافق العامة والمباني الخدمية التعليمية والصحية والبلدية وكذلك المساجد والحدائق وغير ذلك، لتكون بحق أحياء نموذجية يمكنها التطور والتوسع على أساس حضاري مع ازدياد الكثافة السكانية.
التخطيط للأحياء الجديدة مهم، لكن التحدي الأكبر دائما في سرعة وتكامل التنفيذ للمرافق لتكون الحياة فيها أسهل وأكثر راحة وسلامة، والسؤال: هل يمكن ذلك في حي دون تسمية للشوارع ولا لوحات إرشادية بلدية ومرورية على الطرق الرئيسية والفرعية والمداخل والمخارج وغيرها، بالطبع يصعب على السكان مثلما هو حال حي أبحر شمال جدة الذي يعجبك تخطيطه، لكنه للأسف أشبه بالمتاهة لعدم وجود لوحات تعريف ومسميات للشوارع ولا لوحات مرورية ونقص عدد الإشارات، فكيف بمن يقصده من مناطق جدة الأخرى ولايستدلون على المواقع، وليس أمامهم إلا السؤال لوصف العنوان الذي يريد الوصول إليه، لكن لا إجابة دقيقة ولا مجيب، فليس السائل أعلم من المسؤول، ولا حل سوى اللف والدوران حتى باستخدام تطبيق تحديد المواقع.
إذا كان العديد من الدول طورت خدماتها الجغرافية لمدنها منذ زمن حتى قبل الإنترنت، وزودت الشوارع بخرائط إرشادية كبيرة في أماكن عامة كمحطات الباصات وخطوط سير الحافلات والمترو والمطارات ليستدل بها السكان والزائرون، فكيف بأحياء حديثة مأهولة في مدننا، لم يتم بعد تسمية شوارعها، وحدث ولاحرج عن نقص الإضاءة حتى في الشوارع الرئيسية، وعدم وجود أرصفة حيث لا أثر لها رغم أهميتها في تنظيم الشوارع والحركة وحق المشاة، وحتى السفلتة لا تبدو عليها الجودة والمواصفات المطلوبة، فإذا كان هذا حال الأحياء الحديثة فكيف سيكون مستقبلها.
ما يتعلق بالخدمات المرورية في أبحر ومناطق أخرى في الشمال، إلى الآن يوجد نقص واضح في الإشارات واللوحات المنظمة لحركة المرور، ولا ندري إلى متى هذا الحال الذي يعاني منه السكان وقاصدوه، رغم أنه حي حديث وحيوي وتزداد كثافته العمرانية والسكانية تباعا، وغياب تلك اللوحات يتسبب في حوادث عديدة حيث السير على مدار اليوم عشوائيا ولا انضباط عند البعض، لأن المرور نفسه لم يحدد ضوابطه عمليا لتنظيم الشوارع، وربما لا يفرق معه الوقت ولا الزمن لإنهاء هذه المشكلة، مع أنها في الأساس خدمات حضارية يجب أن تتوفر طالما هناك شوارع وحركة سيارات، ولذلك تتداخل حركة السير وخطورة الانعطافات يمينا ويسارا والدوران وسرعات غير محددة، وهو خطر محتمل في حال وقوعه - لاسمح الله- يقوم المرور بتحديد المتسبب وحجم الخطأ للطرفين لكنه يتجاهل أنه الطرف الأساس الذي لم يوفر أسباب السلامة والانضباط.
الخدمات البلدية والمرورية ليست أمرا ثانويا ولا هامشيا، فلماذا هذا التأخير في إكمال الخدمات وهي خدمات حضارية يصعب تنظيم الحياة والسلامة بدونها في عصر التحول إلى المدن الذكية، أليست المدن والأحياء كالبشر إما أن تمنح سكانها جودة الحياة، أو متاعب وضجر. فهل لاسبيل سوى التكيف مع الواقع حتى تتذكر أو تقرر شأنه الجهات المعنية؟! صدق القائل (الزين ما يكمل).
عكاظ