«خليك ذوق»
«خليك ذوق»
إبراهيم إسماعيل كتبي
ما أجمل الذوق بين الناس في القول والفعل، وفي الشارع والمرافق العامة وفي كل حياتنا، فالإنسان الذوق يؤثر بك حسن قوله ومعاملته، وحسن الخلق واجب شرعاً، وقدوتنا في ذلك نبينا المصطفى في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» واتصف - صلى الله عليه وسلم - بما وصفه به الله سبحانه وأثنى عليه بحسن الخلق «وإنك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ».
الذوق العام ضرورة وحمايته حتمية لمواجهة تأثيرات العولمة المتسارعة، وصون للحياء باحترام حق الآخرين وخصوصياتهم في الأماكن العامة، وعدم التعدي عليها بقول وفعل يمكن أن يخدشها مباشرة أو عبر الوسائل السمعية والبصرية.
من أجل هذه المقاصد السامية جاءت موافقة مجلس الوزراء على مشروع اللائحة التنظيمية التي سبق ووافق عليها مجلس الشورى مؤخراً، ويؤكد نظامها على احترام الثقافة والتقاليد السعودية، وستفرض بعد تطبيقها عقوبات مالية بحد أقصى (5 آلاف ريال) على كل من ينتهك منظومة القيم والأخلاق ويتسبب في الإضرار بمرتادي الأماكن العامة، كما تشدد على منع ارتداء لباس غير محتشم أو يحمل صوراً أو عبارات تسيء للذوق العام، ومنع التلفظ بأي قول أو إصدار أي فعل في الأماكن العامة قد يؤدي للإضرار بالمتواجدين وإخافتهم أو تعريضهم للخطر.
جميل أن يكون لدينا أنظمة محددة تختص بهذا الأمر، للمحافظة على قيم الذوق العام ولنا منها موروث عميق ساد طويلاً وتعارفنا عليه، والتفريط فيه خطر على الأخلاق العامة للمجتمع في ظل طوفان المؤثرات الإلكترونية السيئة، وبعض الأفعال المشينة والمظهر المستهجن الجارح للذوق العام ولشعور الناس.
لقد أمرنا ديننا الحنيف بحفظ اللسان من فحش القول ومن الغيبة والنميمة وبحفظ الجوارح والعورات، وبطهارة القلب من الضغائن والمسارعة إلى الخيرات والتطوع للصالح العام وهذا حق للمجتمع، وصولاً إلى الواجب الوطني الأمني تجاه أي خطر يتربصنا، وهذا حق عظيم للوطن على الجميع.
التعدي على الحدائق العامة والعبث بها يتنافى مع الذوق العام، وإلقاء أعقاب السجائر والمخلفات في الشوارع وغير ذلك مما يعكس سلوكاً غير حضاري لا نجده في دول كثيرة لأنهم يستهجنونها ويحرصون على جمال ونظافة مدنهم، ويطبقون غرامات فورية لمن يخالف، وعلى ذلك يربون أطفالهم وتشب أجيالهم كثقافة عامة وسلوك.
لقد أكدت لائحة الذوق العام على وجوب احترام القيم والعادات والتقاليد والثقافة العامة السائدة في المملكة وهذا هو جوهر الأمر للمحافظة على صواب ورشاد السلوك العام في الأسواق والفنادق والمطاعم والمقاهي والمتاحف والمسارح ودور السينما والملاعب والمنشآت الطبية والتعليمية والمتنزهات ووسائل النقل وغير ذلك.
خطوة إقرار لائحة الذوق العام أسعدت كل غيور لديه قلق من مظاهر سلبية تطل برؤوسها، لذا من المهم ترجمة اللائحة بالتطبيق الجاد وتوقيع العقوبة من الجهات المعنية بذلك بعد انتهاء حملات التوعية، لكن أتمنى خلال الحملة التمهيدية أن تصاحبها إجراءات ضبط من يخالف دون تغريمه، وإنما للتنبيه عليه باحترام أنظمة الذوق العام وأن لا عذر له بعد ذلك، إنما العقوبة.
حملة التوعية لا تقل أهمية عن التطبيق ولا بد من تكثيفها واستمرارها بإرشادات وأساليب وأفكار مبتكرة، وتكامل وسائلها من كافة وسائل الإعلام وشبكات التواصل وخطب المساجد ومؤسسات التعليم ولوحات توعية وتحذير في الأماكن العامة، وتظل الأسرة هي الأساس لأنها أول من تقول لأفرادها «خليك ذوق».
عكاظ
إبراهيم إسماعيل كتبي
ما أجمل الذوق بين الناس في القول والفعل، وفي الشارع والمرافق العامة وفي كل حياتنا، فالإنسان الذوق يؤثر بك حسن قوله ومعاملته، وحسن الخلق واجب شرعاً، وقدوتنا في ذلك نبينا المصطفى في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» واتصف - صلى الله عليه وسلم - بما وصفه به الله سبحانه وأثنى عليه بحسن الخلق «وإنك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ».
الذوق العام ضرورة وحمايته حتمية لمواجهة تأثيرات العولمة المتسارعة، وصون للحياء باحترام حق الآخرين وخصوصياتهم في الأماكن العامة، وعدم التعدي عليها بقول وفعل يمكن أن يخدشها مباشرة أو عبر الوسائل السمعية والبصرية.
من أجل هذه المقاصد السامية جاءت موافقة مجلس الوزراء على مشروع اللائحة التنظيمية التي سبق ووافق عليها مجلس الشورى مؤخراً، ويؤكد نظامها على احترام الثقافة والتقاليد السعودية، وستفرض بعد تطبيقها عقوبات مالية بحد أقصى (5 آلاف ريال) على كل من ينتهك منظومة القيم والأخلاق ويتسبب في الإضرار بمرتادي الأماكن العامة، كما تشدد على منع ارتداء لباس غير محتشم أو يحمل صوراً أو عبارات تسيء للذوق العام، ومنع التلفظ بأي قول أو إصدار أي فعل في الأماكن العامة قد يؤدي للإضرار بالمتواجدين وإخافتهم أو تعريضهم للخطر.
جميل أن يكون لدينا أنظمة محددة تختص بهذا الأمر، للمحافظة على قيم الذوق العام ولنا منها موروث عميق ساد طويلاً وتعارفنا عليه، والتفريط فيه خطر على الأخلاق العامة للمجتمع في ظل طوفان المؤثرات الإلكترونية السيئة، وبعض الأفعال المشينة والمظهر المستهجن الجارح للذوق العام ولشعور الناس.
لقد أمرنا ديننا الحنيف بحفظ اللسان من فحش القول ومن الغيبة والنميمة وبحفظ الجوارح والعورات، وبطهارة القلب من الضغائن والمسارعة إلى الخيرات والتطوع للصالح العام وهذا حق للمجتمع، وصولاً إلى الواجب الوطني الأمني تجاه أي خطر يتربصنا، وهذا حق عظيم للوطن على الجميع.
التعدي على الحدائق العامة والعبث بها يتنافى مع الذوق العام، وإلقاء أعقاب السجائر والمخلفات في الشوارع وغير ذلك مما يعكس سلوكاً غير حضاري لا نجده في دول كثيرة لأنهم يستهجنونها ويحرصون على جمال ونظافة مدنهم، ويطبقون غرامات فورية لمن يخالف، وعلى ذلك يربون أطفالهم وتشب أجيالهم كثقافة عامة وسلوك.
لقد أكدت لائحة الذوق العام على وجوب احترام القيم والعادات والتقاليد والثقافة العامة السائدة في المملكة وهذا هو جوهر الأمر للمحافظة على صواب ورشاد السلوك العام في الأسواق والفنادق والمطاعم والمقاهي والمتاحف والمسارح ودور السينما والملاعب والمنشآت الطبية والتعليمية والمتنزهات ووسائل النقل وغير ذلك.
خطوة إقرار لائحة الذوق العام أسعدت كل غيور لديه قلق من مظاهر سلبية تطل برؤوسها، لذا من المهم ترجمة اللائحة بالتطبيق الجاد وتوقيع العقوبة من الجهات المعنية بذلك بعد انتهاء حملات التوعية، لكن أتمنى خلال الحملة التمهيدية أن تصاحبها إجراءات ضبط من يخالف دون تغريمه، وإنما للتنبيه عليه باحترام أنظمة الذوق العام وأن لا عذر له بعد ذلك، إنما العقوبة.
حملة التوعية لا تقل أهمية عن التطبيق ولا بد من تكثيفها واستمرارها بإرشادات وأساليب وأفكار مبتكرة، وتكامل وسائلها من كافة وسائل الإعلام وشبكات التواصل وخطب المساجد ومؤسسات التعليم ولوحات توعية وتحذير في الأماكن العامة، وتظل الأسرة هي الأساس لأنها أول من تقول لأفرادها «خليك ذوق».
عكاظ