• ×
admin

ارتفاع الدهون الثلاثية يزيد من جلطات القلب

ارتفاع الدهون الثلاثية يزيد من جلطات القلب
إدمان الوجبات السريعة أحد أسبابها..

إعداد: د. خـالد عبد الله النمر

دخل لعيادة القلب رجل في الخمسين من عمره يشتكي من ضيق في التنفس مع ألم في الصدر، وعندما عمل الفحوصات من الدهون الثلاثية والكلسترول وفحص الأنزيمات وجهد القلب وما يليها من فحوصات.. اتضح أن الرجل لديه تضيق شديد جداً في الشريان الأمامي للقلب 80 % ولم يكن هناك مسبب واضح لطبيبه غير أنه يعاني من ارتفاع شديد في الدهون الثلاثية، حيث كان مستوى الدهون الثلاثية 10000 ملغ في الديسيلتر!! حيث إن المستوى الطبيعي للدهون الثلاثية هو أقل من 1.7ملمول/لتر وهو ما يعادل أقل من 150ملغ/ديسيلتر .. وحيث إن المرض ليس بنادر، فقد وجد أن 40 % من السعوديين يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية، وأما ارتفاع الكلسترول فوجد في 55 % من السعوديين، وهي دراسة أجريت على 17000 مواطن سعودي في مناطق المملكة من سن 30 - 70 سنة على مدى خمس سنوات 1995 - 2000 ولأهمية هذا المفهوم ونشر الوعي الصحي عنه لتفادي جلطات القلب سنعرض مفاهيم مهمة لأهمية قياس الدهون الثلاثية وأسباب ارتفاعها وعلاجها وسنعرضها على شكل سؤال وجواب لتسهيل المعلومة للقارئ الكريم.

ما الدهون الثلاثية؟

الدهون الثلاثية هي مركبات عضوية دهنية يصنَع جزء منها في الجسم ويمتص الجزء الآخر من الطعام ويحتفظ بها لإنتاج الطاقة وهي قد تكون في مجرى الدم جاهزة لإنتاج الطاقة في الخلايا "نسبة قليلة" وما زاد عن حاجة الجسم فيخزنه على شكل شحوم موزعة في مناطق الجسم المختلفة تستدعي عند الحاجة إليها "الغالبية العظمى" وإن زادت عن مستواها المقبول فهي قد تتسبب في مشكلات عضوية كثيرة ومن ضمنها المساهمة في انسداد شرايين القلب.

ما الذي يرفع الدهون الثلاثية؟

الدهون الثلاثية قد تزيد وتنقص في نفس المريض حسب نوعية الأكل المستهلك مثل السكريات والدهون الحيوانية، وقد لوحظ أنها ترتفع فيمن لديهم زيادة في الوزن أو عدم الاستمرار على التمارين اليومية أو التدخين أو بعض الأمراض الوراثية أو تناول الكحول أو بعض الأدوية مثل أدوية حبوب منع الحمل وبعض أدوية الإيدز وبعض أدوية علاج سرطان الثدي أو نقص إفراز الغدة الدرقية أو بعض أمراض الكبد والكلى والسكري وأخيراً الوراثة بنقص معين في الأنزيمات التي تتعامل مع هذه الدهون.

ما خطورة الدهون الثلاثية؟

على المدى القصير فإن الارتفاع الشديد في الدهون الثلاثية أكثر من 800 ملغ/ مل من الممكن أن يسبب التهاب البنكرياس الحاد أو سد أحد شرايين الشبكية في العين. وفي الغالب تجد عند فحص هؤلاء المرضى أن هذه الدهون مترسبة في الجلد حول العينين والركبتين والظهر ومن العلامات المميزة بعد سحب الدم من هؤلاء المرضى أن تتكون فوق عينة الدم طبقة بيضاء بسبب تجمع الدهون الثلاثية.. أما على المدى البعيد فإن ارتفاع الدهون الثلاثية يزيد جلطات القلب والوفيات المفاجئة بنسبة 4 أضعاف، والجلطات الدماغية ثلاثة أضعاف، ومن المهم التنبيه على أن الكلسترول والدهون الثلاثية كل منهما عامل مستقل للإصابة بأمراض شرايين القلب، وكمقارنة بين خطورة ارتفاع الدهون الثلاثية وخطورة ارتفاع الكلسترول فإن درجة خطورة ارتفاع الدهون الثلاثية على شرايين القلب أقل من خطر ارتفاع الكلسترول السيئ، وهو بالتالي أقل خطورة من نقص الكلسترول الحميد "أي أن نقص الكلسترول الحميد يعتبر أخطر من سابقيه" ولكن تظل المسألة نسبية وتتعلق بعوامل متعددة تحد من استخدام هذا المفهوم على إطلاقه والدهون الثلاثية هي ثلاثة أحماض دهنية مرتبطة بجلسرين تستخدم لإنتاج الطاقة في خلايا الجسم، أما الكلسترول فهو مركب يشبه مركب الكحول إلى حد ما، وإن كان أكثر تعقيداً منه وهو مهم لبناء الخلايا في الجسم، وبالذات الجهاز العصبي وبعض الهرمونات والعصارة الصفراء. ويشترك الكلسترول والدهون الثلاثية في عدم ذوبانهما في الدم وعدم وجود طريقة طبيعية لإخراج الزائد عن حاجة الجسم سواء من الجهاز البولي أو الهضمي، وكذلك كلاهما يتسبب في زيادة جلطات القلب والرأس وأمراض أخرى إذا زاد عن المستوى الطبيعي في الجسم لفترة طويلة من الزمن، وأخيراً كلاهما الكلسترول والدهون الثلاثية يحتاجان لناقل يسمى البروتين الدهني من وإلى الكبد والأمعاء والأنسجة الأخرى.

كيف يمكن علاج ارتفاع الدهون الثلاثية؟

يمكن علاج المرضى المصابين بارتفاع الدهون الثلاثية بالحمية الغذائية والتمارين الرياضية وإنقاص الوزن للمصابين بالسمنة، وأخيراً باستخدام الأدوية. ومن الملاحظ أن مجرد حدوث نقص بسيط في الوزن من الممكن أن يحدث تغيراً كبيراً في مستوى هذه الدهون في الجسم ويوازي في بعض الأحيان تأثير الأدوية على الدهون الثلاثية، ويجب التنويه على أن المأكولات البحرية - وزيت السمك خصوصاً - تساعد على خفض الدهون الثلاثية وبالذات إذا كان تناولها منتظماً..

والخلاصة: ننصح أن تقاس الدهون الثلاثية في جميع من هم فوق العشرين سنة، ثم مرة كل خمس سنوات بعد ذلك في الأصحاء، وأما المرضى مما ذكر أعلاه فيجب متابعتهم عن قرب حتى يتم التحكم في مستوى الدهون الثلاثية وذلك بعد اتباع الخطة العلاجية المتفق عليها بين المريض وطبيبه.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  365