• ×
admin

لماذا اضطرابات النوم؟

لماذا اضطرابات النوم؟

أيمن بدر كريّم

من المُتعارف عليه طبياً ومهنياً لدى زيارة المريض للطبيب، أخذ التاريخ المَرضي الدقيق للمريض وتفاصيل شكواه، والتحقق من بعض معلوماته الشخصية والمرَضية، حتى تلك التي قد لا يهتم بها بالضرورة.

وعلى الرغم من انتشار اضطرابات النوم، ومعاناة جميع الفئات العمرية من بعضها خلال سنوات حياتهم، وبخاصة الحِرمان المُزمن من النوم، الذي يُعد أحد أكثر أنواع المُشكلات الاجتماعية الصحية انتشاراً حول العالم، ويرتبطُ بأمراض عضوية ونفسية واجتماعية خطيرة، وحتى زيادة نسبة الوفيات، إلا أن العقبة الكُبرى تكمُن في قلة وعي الأطباء غير المُتخصصيـن والمُمارسيـن الصحييـن بها، وإهمالهم السؤال عن أعراضها الواضحة، وذلك ليس بمستغرب نتيجة غياب تدريس أُسس اضطرابات النوم لطلاب الطب خلال مراحلهم الدراسية. ومن المهم معرفة أنه وعلى الرّغم من معاناة كثيرين من اضطرابات النوم بشكل متقطّع أو مُزمن، إلا أن أكثرهم لا يشتكي بالضرورة منها للطبيب المُعالج، مما يُضاعف من مشكلة إهـمالها، ويتسبّب في مضاعفاتٍ يـُمكن تجنبها.

فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسات إصابة نحو (40 إلـى 70 مليون) شخص بالأرقِ المزمن في أمريكا وهو ما يعاني منه نحو (50%) من المرضى المراجعين لأطباء الرعاية الأولية، لكن (1 من بين كل 3) مرضى قد يشتكي منه للطبيب، ونحو (1 من بين كل 20) مريضاً فقط يطلب من طبيبه علاجاً لـه. وكمثال آخر، يُقدّر إصابة نحو (26%) من الأمريكيين بين عمر (30 و 70 عاماً) باختناق النوم، كثيـرٌ منهم لم يتم تشخيصهم وعلاجهم بعد، كما أظهرت دراسةٌ سعودية حديثة إصابة نحو (8.5%) من متوسطي الأعمار بمتلازمة انقطاع التنفس في أثناء النوم، وهي من اضطرابات النوم المُرتبطة بشكلٍ وثيق بوباء السّمنة، وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومرض السكّري والوفاة.

من المنطقي أن يبدأ علاج المشكلة بإدراج أساسيات اضطرابات النوم ضمن المنهج التعليمي لطلاب الطب، والتأكيد على أهـمّيتها ضمن التاريخ المَرَضي الاعتيادي من خلال مراجعة تفاصيل الأعراض، فضلاً عن زيادة اهتمام مؤسّسات الدولة الصحية والإعلامية الرسمية بمشكلات النوم، وإنشاء مراكز وبرامج تدريبية لاستقطاب الأطباء والتقنيين إلى هذا التخصص النادر والمطلوب، وأخذ المُبادرة لتشخيص وعلاج أفراد المجتمع، وقبل ذلك، تبنّيها بشكل علمي ودراسة العبء الاجتماعي والاقتصادي الكبير لتلك الاضطرابات الخطيـرة على الصحة البدنية والنفسية في المجتمع السعودي.

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  390