وحدة في الضجيج
وحدة في الضجيج
عبده خال
حينما أقلعت الطائرة متجهة إلى مطار أبو ظبي كان حلم الفوز بجائزة البوكر أقل وهجا في البال..
فما يصاحب الجوائز العالمية من أقاويل و«نميمة» علنية وسرية يقول: إنه لا يمكن الحصول على جائزة من تلك إلا من خلال تكتلات ولوبي منظم يقود المرشح للفوز من بين بقية المرشحين.
وحين غادرت مطار جدة لم تنهض أية مؤسسة في بلادي من أجل أن تزف مرشحها لهذه الجائزة، ولم يتواطأ أي فرد فيها لخلق لوبي ضاغط من أجل أن يتقدم مرشحها مدعوما..
هذه العزلة شعرت معها عن عزوف بلدي من أن يكون لها فائز في جائزة أدبية عالمية..
وتحقق ذلك أثناء الإعلان عن الجائزة، فلم يكن بتلك الصالة التي ضجت بالحضور من كل دول العالم أي مواطن سعودي سواي..
ووفق الشائعات المصاحبة للوبي لم يكن حظي وفيرا.
كان مؤلما أن تشعر بأنك وحيد.. ومع إعلان اسم الفائز كان الجدار الوحيد الذي أسندك هو الإبداع وليس التخطيط والتنظيم وعقد الصفقات لأن تفوز.
ومع إعلان الفوز حضر الوطن بكل أفراده، تزاحمت الاتصالات والرسائل، ولم يكن الوقت كافيا لأن ترد في زحمة التهنئة وتجاذب وسائل الإعلام للاحتفاء بالفائز اليوم «الجمعة» أحلق ثانية عائدا إلى جدة ومئات الرسائل والمكالمات لم أستطع الرد عليها..
ولهذا أعتذر من كل إنسان اتصل أو أرسل ولم أتمكن من الرد عليه..
أقول فقط: إنني كنت محاصرا بمشاعر أبناء وطني وهم يؤكدون أنني لست وحيدا فقد غلفوني بحبهم فلهم كل الحب.
المصدر: صحيفة عكاظ