• ×
admin

المقليّات الرمضانيّة.. دهون تثقل البطون وتتسبب في أمراض الشرايين

المقليّات الرمضانيّة.. دهون تثقل البطون وتتسبب في أمراض الشرايين
أصبحت جزءاً من التقليد في هذا الشهر الفضيل

د. خالد بن عبدالله المنيع

لا ندري لماذا انتشرت الأطعمةُ المقليَّة في رمضان, حتَّى صارت لدى كثيرين جزءاً من التقليد الرمضاني لا ينفكُّ عنه؟

إنَّ الخطرَ المُحدِق بالصحَّة من الدهون ثابتٌ ثبوتاً قطعياً في الطبِّ, حتَّى صارَ من المسلَّمات الراسخة, فزيادةُ نسبة الدهون سببٌ مباشر لأمراض الشرايين القاتلة, حمانا الله وإيَّاكم منها, وهي أيضاً سببٌ قوي للسمنة التي لا تنتهي بلاياها.

ومن بابِ النصيحة ندعو، وبشكلٍ جدِّي صادقٍ حازم، إلى أن يقلِّلَ الناسُ من الأطعمة الدهنية في رمضان, لا نريد أن نخسرَ فائدةَ رمضان بما نثقل به بطونَنا بالدهون. وليس معنى هذا أنَّنا ندعو إلى قطيعة تامَّة للسمبوسة الرمضانية اللذيذة, أو إلى هجران صارم لِلُقَيمات الشهية, أو حرمان تام من البطاطس الرائعة. لا, فنحن لا نحرِّم ما أباح اللهُ، لكنَّنا نقول: (ولا تسرفوا).

القليُ الصحِّي في رمضان

يجب استخدام زيت صحِّي من الأساس, وأفضلُ الزيوت للقلي هي الزيوت النباتيَّة وغير المشبَعَة, ومن أفضلها زيتُ الذرة.

التأكد من صلاحية الزيت للقلي, حيث يؤثِّر خروجُ مكوِّنات الغذاء في أثناء عملية القلي في الزيت، فيخفض حرارتَه ويلوِّثه ويغيِّر نكهتَه ولونه, ممَّا قد يؤدِّي الى ما يُسمَّى "التحلُّل المائي" لزيت القلي وانطلاق الأحماض الدهنية الحرَّة. كما أنَّ التسخينَ المتكرِّر للزيت يؤدِّي الى تفكُّكه وانحلاله. وكلُّ هذا يؤدِّي في النهاية إلى تلف زيت القلي وخروج الدخان منه عندَ قليه, وتغيُّر رائحته, وعدم صلاحيته للقلي.

عدم قلي الطعامَ المجمَّد, وعدم تمليح الطعامَ قبلَ قليه, لأنَّ ذلك يسرِّع من أكسدة الزيت.

الحرص على أن تكونَ القطعُ المقلية متقاربةَ الحجم, لأنَّ التفاوتَ في الحجم يجعل القطعَ الصغيرة تنضج قبلَ الكبيرة, وبذلك قد تحترق الصغيرة في انتظار أختها الكبيرة.

هل يُسمَح باستعمال الزيت أكثر من مرَّة؟ ما دام الزيتُ صالحاً للاستعمال فلا مانع, لكنَّ المشكلة أنَّ المرأة في البيت قد لا تكتشف نقص جودة الزيت إلاَّ بعدَ فساده فعلاً، ولهذا فالأفضل ألاَّ يزيدَ عددُ مرَّات استعمال الزيت على ثلاث مرَّات.

لابدَّ من المحافظة على منسوبٍ كافٍ من الزيت, يتناسب مع كمِّية الغذاء المقلي, ويوصي البعضُ بألاَّ يتجاوز الطعامُ سدس كمِّية الزيت.

ينصح كثيرٌ من خبراء الأغذية بترشيح الزيوت بعدَ كلِّ قلي, طبعاً بعد أن تبرد، وذلك لإزالة بقايا الطعام المتراكمة.

لا مانعَ من إضافة زيت جديد إلى القديم, لكن بعدَ ترشيح القديم, وضمان كونه باقياً على حاله لم يتغيَّر.

تخزين الزيتَ في عبوات تمنع دخولَ الشمس، وفي درجة حرارة مناسبة.

سرُّ القلي

القليُ طريقةٌ سريعةٌ لطهي الطعام, حيث يقوم الزيتُ بدور الوسيط الذي ينقل الحرارةَ إلى الغذاء, كما أنَّه يقوم بتبخير الماء والسوائل الأخرى المذابة في الغذاء, وهذا هو الذي يجعل المقليَّات هشَّةً مقرمشة من الخارج. ويتفاعل الزيتُ أيضاً مع مكوِّنات الغذاء الأخرى، كالكربوهيدرات والبروتينات, فيعطي نكهةً ورائحة مميَّزة, تُغري الجائعين..

هل تغطِّي المقلاة أم لا؟ في القلي المغلق، يتشرَّب الغذاءُ الزيتَ بكمِّيات أكبر, ممَّا يرفع من كمِّية الدهون فيه, وفي المقابل فالقليُ المفتوح قد لا يضمن قليَ الأجزاء الداخلية من الغذاء.

توقفك عن التدخين صحة لك، لعائلتك ومجتمعك

يعدُّ شهرُ رمضان فرصةً ثمينة لاكتساب عادات صحِّية جيِّدة، والتخلُّص من بعض العادات الصحِّية السيِّئة، مثل التدخين.

توقَّف أحمد عن التدخين خلال شهر رمضان بمساعدة خبير التدخين في المسجد الذي يصلِّي به في لندن.

أمضى أحمد مع التدخين 20 عاماً كان يدخِّن فيها بمعدَّل 10-15 سيجارة في اليوم.

يقول أحمد: "كنت أمتنعُ أحياناً عن التدخين لمدَّة شهر كامل، ولكنَّني كنتُ كلَّما رأيتُ شخصاً يحمل سيجارةً في يده أشعر برغبةٍ في تدخين سيجارة، وهكذا إلى أن أبلغَ حدَّاً لا أستطيع معه مقاومةَ تلك الرغبة، وأعود مجدَّداً إليه".

أصبحت زوجةُ أحمد أكثرَ قلقاً عليه بشأن صحَّته، وقامت بإطلاعه على مقال في إحدى الصحف يتحدَّث عن سرطان الرئة والتهابات الصدر.

يقول أحمد: "رَزقنا اللهُ بطفلين، ولم تكن زوجتي ترغب بأن يتعرَّضَ أيٌّ من أبنائنا لدخان السجائر، ولذلك كنتُ أدخِّن في الحديقة".

مقاومةُ الرغبة بالعودة إلى التدخين

في عام 2005م، قام أحمد بإبلاغ أحدَ أصدقاء عائلته برغبته في الإقلاع عن التدخين في شهر رمضان.

يقول أحمد: "يَحرم على الصائم التدخين في أثناء النهار، ولذا فكَّرت بأنَّه ما دام كنت قادراً على ترك التدخين في أثناء النهار، فلا مبرِّرَ لي ألاَّ أتوقَّف عنه نهائياً".

قدَّم صديقُ أحمد النصيحةَ له بأن يتَّصل بالمركز الصحِّي الأقرب إليه، والذي كان يضمُّ مجموعةً مناهضة للتدخين توفِّر الدعمَ للراغبين بالتوقُّف عنه.

كانت تلك المجموعةُ تقوم بعقد أربع إلى خمس جلسات جماعية في الأسبوع في المسجد القريب منه. وكان ينبغي على المشاركين في المجموعة الالتزام بالحضور لمدَّة خمسة أسابيع.

وفي الأوقات بين الجلسات، كان يتوجَّب على أحمد الاتِّصال بالمساعد المسؤول عن دعمه كلَّما شعرَ بالرغبة في تدخين سيجارة.

يقول أحمد: "أحببتُ فكرةَ الإقلاع عن التدخين مع مجموعة من الأشخاص الآخرين الذين يعانون من مشكلتي نفسها، لقد كان من الرائع أن أتحدَّثَ إلى من يعرف ويقدِّر ما أواجه من مشاكل، لقد اقترح المنسِّقُ المشرف علينا العديدَ من الأفكار لنقومَ بها خلال الأيَّام الأولى للإقلاع عن التدخين".

المهمةُ تسهل شيئاً فشيئاً

لقد كانت الأسابيعُ الأولى صعبةً للغاية. من الصعب الامتناع عن الطعام والشراب خلال اليوم، ولكن الأصعب بالنسبة لي كان الامتناعَ خلاله عن التدخين".

كان أحمد يقوم بمضغ علكة نيكوتين كلَّما وجد في نفسه حاجةً إلى التدخين.

يقول أحمد: "إنَّ عمليَّة التوقُّف عن التدخين أمرٌ يجب ألاَّ تبدي معه شيئاً من التسامح، لقد كنت أمرُّ بلحظات أقول فيها لنفسي إنَّ تدخين سيجارتين لن يقدِّم أو يؤخِّر شيئاً، ولكنَّني أدركتُ أنَّني إذا سمحت لنفسي بتدخين سيجارة، فلن ينتهي الأسبوعُ قبلَ أن أعودَ لتدخين 15 سيجارة يومياً مرَّة أخرى".

كان أحمد إذا شعر برغبة جامحة للتدخين خلال اليوم، يجلس في مقهى لغير المدخِّنين، ويتناول إحدى الجرائد ليقرأها حتَّى تزولَ تلك الرغبةُ من نفسه.

يقول أحمد: "أعتقد أنَّ السببَ الرئيسي الذي ساعدني على التوقُّف عن التدخين هذه المرَّة هو أنَّني رغبت بالفعل بالتوقُّف عنه، تلك المهمَّة تصبح سهلة شيئاً فشيئاً. وبعدَ مرور أربعة أسابيع، كنت قادراً على الامتناع عن التدخين بمساعدة علكة النيكوتين، والآن أفخرُ بالقول إنَّني لم أدخِّن منذ شهر رمضان قبلَ عامين من الآن".

ويضيف أحمد قائلاً: "أستطيع اليومَ ممارسةَ التمارين الرياضية دون أن أشعر بانقطاع نفسي، كما أشعر بأنَّ ذهني أصبح أكثر صفاءً. زوجتي فخورةٌ بي للغاية، وكم هو جميلٌ أنَّني لم أعد بحاجة للخروج في البرد أو المطر لمجرَّد أن أدخِّن سيجارة".

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  287