الإجهاض التلقائي المتكرر
الإجهاض التلقائي المتكرر
د. سعد الدين قناوي
إن من أهم المشاكل التي قد تواجه الزوجين في موضوع الإنجاب هو حدوث الإجهاض التلقائي المتكرر. و هي مشكلة قد تؤدي إلى مشاكل نفسية جمة بالأخص بالنسبة للزوجة التي قد تقضي سنوات عدة في الحمل و الإجهاض ومراجعة الأطباء و لكن بدون أن تعرف السبب من حدوث الإجهاض المتكرر وبالتالي العلاج المناسب لحالتها.
وبسؤال د. سعد الدين قناوي ( أمراض النساء والعقم مراكز د. سمير عباس الطبية ) عن هذا الموضوع أجاب دعونا أولا نبدأ بتشخيص الإجهاض التلقائي المتكرر ألا و هي حدوث الإجهاض التلقائي بدون أي تدخل من المريضة أو الطبيب لأكثر من مرتين متتاليتين. و أسباب هذا الإسقاط تتلخص في التالي:
أولا: وجود بعض الأسباب التشريحية مثل وجود بعض العيوب الخلقية في الرحم كالحاجز الرحمي أو الرحم ذو القرنين أو وجود أورام ليفية بالرحم.
ثانيا: الأسباب المناعية : و هي تنقسم إلى قسمين أسباب مناعية ذاتية مثل
(Lupusanticoagrlant & anticardiolipin antibodies) أو أجسام مضادة للغدة الدرقية أو أسباب مناعية نتيجة وجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية للزوج.
ثالثا: الأسباب الهرمونية: نتيجة نقص في هرمون الحمل (البروجيسترون) في الأسابيع الأولى من الحمل نتيجة نقص في كفاءة عمل الجسم الأصفر بالمبيض المختص بإفراز هذا الهرمون في الأسابيع الأولى من الحمل.
رابعا: الأسباب الكروموسومية و الجينية: و تكون نتيجة وجود مشاكل في الكروموسومات أو الجينات الخاصة بالأجنة و التي قد تكون نتيجة وجود بعض المشاكل الكروموسومية أو الجينية في الوالدين أو في الأسرة عموما.
خامسا: الأسباب الناتجة عن بعض أنواع العدوى: مثل عدوى داء القطط (Toxoplasmosis) أو الحصبة الألماني (Rubella) أو (Cytomegalonirus)
ويضيف د. سعد الدين قناوي أنه لاكتشاف أي من هذه الأسباب هو العامل المؤدي لحدوث الإسقاط المتكرر ينبغي استكمال العديد من التحاليل و الأشعات و هي على سبيل المثال:
1. للأسباب التشريحية: ينبغي عمل أشعة موجات فوق صوتية عن طريق المهبل و كذا أشعة بالصبغة على الرحم و الأنابيب.
2. بالنسبة للأسباب المناعية: يتم إجراء تحاليل للأجسام المضادة مثل (A.C.A L.A. ANA thyroglobulin antibodies...etc)
3. بالنسبة للأسباب الهرمونية: يتم تحليل نسبة هرمون الحمل (البروجيسترون) في أول الحمل و متابعة هذه النسبة بالذات في الأسابيع الأولى من الحمل
4. للأسباب الكروموسومية و الجينية: يتم إجراء تحليل كروموسومات لكلا الزوجين و أيضا إجراء مسح وراثي للأسرة لمعرفة وجود أي أمراض وراثية أو مشاكل جينية بالأسرة.
5. لإكتشاف الأسباب الناتجة عن بعض أنواع العدوى يتم عمل بعض التحاليل بالدم مثل (toxoplasma IgG, IgM C.M.V IgG, IgM Rubella IgG, IgM)
و أخيرا يقول د. سعد الدين أن العلاج يتحدد طبقا للمسبب فمثلا في حالة وجود أسباب تشريحية كوجود حاجز رحمي يمكن إزالته عن طريق المنظار الرحمي و كذا الأورام الليفية في حالة وجودها داخل تجويف الرحم يمكن إزالتها بالمنظار الرحمي أو عن طريق عملية جراحية في حالة وجودها خارج التجويف الرحمي.
أما بالنسبة للأسباب المناعية فيتم علاجها بطرق عدة منها جرعات مخفضة من أسبرين الأطفال أو جرعات مخفضة من الهيبارين أو كليهما معا أو بجرعات من الكورتيزون تتحدد طبقا لقرار الطبيب المعالج.
ومن العلاجات الجديدة في علاج الأسباب المناعية إعطاء أجسام مضادة عن طريق الوريد في جلسات يحدد عددها و كميات الدواء الطبيب المعالج. و في حالة عدم كفاءة الجسم الأصفر في إفراز هرمون الحمل في الأسابيع الأولى يتم إعطاء جرعات مكملة من هرمون البروجيسترون سواء في صورة تحاميل أو في صورة حبوب أو إبر.
و بالنسبة لبعض أنواع العدوى يتم فيها إعطاء العلاج طبقا لنوع العدوى و من الأفضل أن يكون هذا قبل حدوث الحمل. أما بالنسبة للأسباب الكروموسومية و الجينية فالأمل يكون في فحص الأجنة كروموسوميا أو جينيا قبل إرجاعها إلى الرحم و ذلك عن طريق عمل تلقيح مجهري. وأخيرا فإن هذه المشكلة على الرغم من تعقيدها في الظاهر إلا أنه بإجراء التحاليل و الفحوصات والأشعات اللازمة يسهل إكتشاف أسبابها و بالتالي تحديد العلاج المناسب بمشيئة الله.
المصدر: صحيفة اليوم