عادت المولودة .. وبقيت المسؤولية
عادت المولودة .. وبقيت المسؤولية
إبراهيم إسماعيل كتبي
اختطاف مولودة في يومها الأول للحياة من أحد المستشفيات، حادثة صادمة، لذلك تحولت إلى قضية رأي عام، حتى استعادتها ولله الحمد لأحضان أسرتها، بعد أن وضعتها الجانية في مستشفى آخر ورصدتها كاميرات في الحالتين، وجهود الأجهزة الأمنية في تعقبها حتى تم ضبطها لتقديمها إلى العدالة.
الواقعة أو الجريمة لا بد وأن تعطينا دروسا في المسؤولية، فجريمة الاختطاف قامت على خداع محكم مع سبق الإصرار، بارتداء الخاطفة معطف ممرضات ليسهل لها دخول غرفة الأم وأخذ المولودة بزعم إجراءات الفحص، وتلك الثغرة بالقطع محل تحقيق، فالطبيعي أن كل قسم به استقبال وإشراف ويعرفون بعضهم في كل نوبة عمل بالأسماء والوجوه والمهمات، وبالتالي عدم الانتباه يؤدي إلى ما لا يتوقعه أحد وبما لا يُحمد عقباه. فهل نحتاج دائما إلى وقوع حادثة مروعة حتى نتعلم الدرس، ليس في تلك الحالة فقط إنما في أي إهمال في أجهزة حكومية وأهلية ومستشفيات ومدارس يتسبب في خطر ثم نبحث عن السبب والمتسبب!.
معروف أن الوقاية خير من العلاج لكن التطبيق ليس واردا دائما، فكم من أخطار وقعت ومنها حرائق في مدارس قبل سنوات أو في منازل ومنشآت وبالوعات مكشوفة، كذلك عدم الاهتمام بخطط طوارئ، وآخر شيء يتم التفكير فيه هو التجارب الفرضية لاختبار خطط السلامة، والاكتفاء بوجود مخرج وسلم طوارئ ورسم كروكي لخطة الإخلاء والسيطرة، لكنها تبدو كأشياء مكملة وبالتالي لا أحد ينتبه للتصرف الواجب، وعند أي طارئ لا سمح الله، يحدث الارتباك والفوضى والصدمة النفسية والتصرفات الخاطئة كالتدافع أو القفز من أعلى ووقوع ضحايا بسبب ذلك.
التوعية العملية على السلامة تحقق الارتقاء بالمسؤولية والحفاظ على السلامة للمكان والإنسان، والوعي بذلك هو الضمانة، فاليقظة ليست فقط بالعين إنما بالوعي والحدس والانتباه للمسؤولية دون إهمال أو غفلة. وهنا تكمن أهمية التجارب الفرضية للسلامة والإخلاء الطارئ لتعزيز الوقاية، وكم من حوادث خطيرة سببها غياب الوقاية وإهمال الصيانة، وكذا التهاون باستخدام أدوات كهربائية مغشوشة وتوصيلات ضعيفة، ناهيك عن حوادث الغاز المنزلية، وجميعها حالات يحذر منها الدفاع المدني وسبق أن أجرى فرضيات في العديد من المدارس والمستشفيات الحكومية منها والأهلية، وفيها فائدة كبيرة لتوعية الكبار والصغار، كذلك دور الشؤون الصحية في التوجيه بإجراء الفرضيات لكل الاحتمالات بما في ذلك اختطاف لمولود حتى وإن كانت نادرة الحدوث.
أيضا كاميرات المراقبة عين لا تنام وباتت أساسية للمنشآت وفي الشوارع الحيوية مثلما هو الحال في المستشفيات والبنوك والفنادق؛ لأنها أول ما يتم الاستعانة بها كما هو الحال في التعامل مع حوادث الاعتداء والاختطاف والسرقة، وآخرها ما حدث للرضيعة.
أخيرا وليس آخرا، افتراض حسن الظن كأساس للتعامل لكن مع حسن الفطن، وكم من أخطاء وأخطار نجمت عن التواكل وحسن النوايا، فمن يصدق اختطاف مولودة داخل مستشفى إلا في الأفلام، وحتى هذه نعتبرها من نسج خيال المؤلف وبراعة المخرج، لكن الشر والإيذاء في الدراما هو قراءة في طبائع منحرفة لبعض البشر في الدنيا، وانعكاس لواقع يحدث بنسب متفاوتة في كل المجتمعات، ولا أظن أن أنظمة العمل في المستشفيات وغيرها تغفل هذه الثغرات، واستحضار الانتباه وحسن المسؤولية والوعي هو أساس السلامة.
عكاظ
إبراهيم إسماعيل كتبي
اختطاف مولودة في يومها الأول للحياة من أحد المستشفيات، حادثة صادمة، لذلك تحولت إلى قضية رأي عام، حتى استعادتها ولله الحمد لأحضان أسرتها، بعد أن وضعتها الجانية في مستشفى آخر ورصدتها كاميرات في الحالتين، وجهود الأجهزة الأمنية في تعقبها حتى تم ضبطها لتقديمها إلى العدالة.
الواقعة أو الجريمة لا بد وأن تعطينا دروسا في المسؤولية، فجريمة الاختطاف قامت على خداع محكم مع سبق الإصرار، بارتداء الخاطفة معطف ممرضات ليسهل لها دخول غرفة الأم وأخذ المولودة بزعم إجراءات الفحص، وتلك الثغرة بالقطع محل تحقيق، فالطبيعي أن كل قسم به استقبال وإشراف ويعرفون بعضهم في كل نوبة عمل بالأسماء والوجوه والمهمات، وبالتالي عدم الانتباه يؤدي إلى ما لا يتوقعه أحد وبما لا يُحمد عقباه. فهل نحتاج دائما إلى وقوع حادثة مروعة حتى نتعلم الدرس، ليس في تلك الحالة فقط إنما في أي إهمال في أجهزة حكومية وأهلية ومستشفيات ومدارس يتسبب في خطر ثم نبحث عن السبب والمتسبب!.
معروف أن الوقاية خير من العلاج لكن التطبيق ليس واردا دائما، فكم من أخطار وقعت ومنها حرائق في مدارس قبل سنوات أو في منازل ومنشآت وبالوعات مكشوفة، كذلك عدم الاهتمام بخطط طوارئ، وآخر شيء يتم التفكير فيه هو التجارب الفرضية لاختبار خطط السلامة، والاكتفاء بوجود مخرج وسلم طوارئ ورسم كروكي لخطة الإخلاء والسيطرة، لكنها تبدو كأشياء مكملة وبالتالي لا أحد ينتبه للتصرف الواجب، وعند أي طارئ لا سمح الله، يحدث الارتباك والفوضى والصدمة النفسية والتصرفات الخاطئة كالتدافع أو القفز من أعلى ووقوع ضحايا بسبب ذلك.
التوعية العملية على السلامة تحقق الارتقاء بالمسؤولية والحفاظ على السلامة للمكان والإنسان، والوعي بذلك هو الضمانة، فاليقظة ليست فقط بالعين إنما بالوعي والحدس والانتباه للمسؤولية دون إهمال أو غفلة. وهنا تكمن أهمية التجارب الفرضية للسلامة والإخلاء الطارئ لتعزيز الوقاية، وكم من حوادث خطيرة سببها غياب الوقاية وإهمال الصيانة، وكذا التهاون باستخدام أدوات كهربائية مغشوشة وتوصيلات ضعيفة، ناهيك عن حوادث الغاز المنزلية، وجميعها حالات يحذر منها الدفاع المدني وسبق أن أجرى فرضيات في العديد من المدارس والمستشفيات الحكومية منها والأهلية، وفيها فائدة كبيرة لتوعية الكبار والصغار، كذلك دور الشؤون الصحية في التوجيه بإجراء الفرضيات لكل الاحتمالات بما في ذلك اختطاف لمولود حتى وإن كانت نادرة الحدوث.
أيضا كاميرات المراقبة عين لا تنام وباتت أساسية للمنشآت وفي الشوارع الحيوية مثلما هو الحال في المستشفيات والبنوك والفنادق؛ لأنها أول ما يتم الاستعانة بها كما هو الحال في التعامل مع حوادث الاعتداء والاختطاف والسرقة، وآخرها ما حدث للرضيعة.
أخيرا وليس آخرا، افتراض حسن الظن كأساس للتعامل لكن مع حسن الفطن، وكم من أخطاء وأخطار نجمت عن التواكل وحسن النوايا، فمن يصدق اختطاف مولودة داخل مستشفى إلا في الأفلام، وحتى هذه نعتبرها من نسج خيال المؤلف وبراعة المخرج، لكن الشر والإيذاء في الدراما هو قراءة في طبائع منحرفة لبعض البشر في الدنيا، وانعكاس لواقع يحدث بنسب متفاوتة في كل المجتمعات، ولا أظن أن أنظمة العمل في المستشفيات وغيرها تغفل هذه الثغرات، واستحضار الانتباه وحسن المسؤولية والوعي هو أساس السلامة.
عكاظ