وماذا بعد إلغاء الضربة الأمريكية ؟
وماذا بعد إلغاء الضربة الأمريكية ؟
حمود أبو طالب
حبس العالم أنفاسه صباح يوم الجمعة انتظاراً للضربة الأمريكية على بعض المواقع الإيرانية المحددة بعد قيام إيران بإسقاط طائرة استطلاع أمريكية، لم يكن هناك شك بأن الضربة ستحدث لأن كرامة القوة الأمريكية واستعراض عضلاتها تمت إهانتها علناً باعتراف إيران أنها مسؤولة عن إسقاط الطائرة. المناخ العام كان مهيئاً تماما للضربة الأمريكية، القطع الحربية الضخمة التي حطت رحالها في مسرح الأحداث كانت تعني جاهزية أمريكا لتنفيذ عمل ما ضد إيران، والحماقات التي ارتكبتها إيران بمهاجمة ناقلات النفط والتهديد بتعطيل ممرات الملاحة وتصعيد هجماتها بالوكالة على المملكة، كل ذلك يعطي مسوغات لكبح التهور الإيراني، لكن الرئيس دونالد ترمب فاجأ العالم بأنه ألغى الضربة قبل عشر دقائق من موعدها عندما عرف أن عدد القتلى ربما يصل إلى ١٥٠ بسببها، وبرر قراره بأنه غير مستعجل وما زال راغبا في مفاوضات مع إيران.
الحقيقة أن لا أحد يريد حرباً في الخليج، لكن الحقيقة الأخرى أن لا أحد قادر على احتمال استمرار همجية إيران واعتداءاتها وتدخلاتها، والمفاوضات مع إيران إذا حدثت لن تغير في الواقع شيئا، مع أن مسؤولا إيرانيا صرح بأن المرشد الأعلى وصاحب السلطة والقرار يرفض أي محادثات أو مفاوضات، ما يعني أن انفراج الأزمة عبر هذا المسار غير ممكن وربما يكون مستحيلا. وبالتالي نكون إزاء وضع معقد وبالغ الخطورة، تصعيد إيراني وصل إلى حد التحرش بالقوات الأمريكية وزيادة كثافة الهجوم على المملكة الحليف الأهم لأمريكا وتمادٍ في التعدي على ناقلات النفط، يقابله تردد أمريكي في تأديب إيران انتظاراً لمحادثات تريدها إيران بشروطها وليس بشروط أمريكا.
نعيد التأكيد بأن المواجهة العسكرية قد تكون كارثية، وأننا في منطقة الخليج سنتحمل تبعات باهظة على أصعدة كثيرة إذا حدثت، لكن إيران سوف تتمادى بسبب التردد في ردعها، فكيف يمكن حل هذه المعضلة الصعبة؟.
عكاظ
حمود أبو طالب
حبس العالم أنفاسه صباح يوم الجمعة انتظاراً للضربة الأمريكية على بعض المواقع الإيرانية المحددة بعد قيام إيران بإسقاط طائرة استطلاع أمريكية، لم يكن هناك شك بأن الضربة ستحدث لأن كرامة القوة الأمريكية واستعراض عضلاتها تمت إهانتها علناً باعتراف إيران أنها مسؤولة عن إسقاط الطائرة. المناخ العام كان مهيئاً تماما للضربة الأمريكية، القطع الحربية الضخمة التي حطت رحالها في مسرح الأحداث كانت تعني جاهزية أمريكا لتنفيذ عمل ما ضد إيران، والحماقات التي ارتكبتها إيران بمهاجمة ناقلات النفط والتهديد بتعطيل ممرات الملاحة وتصعيد هجماتها بالوكالة على المملكة، كل ذلك يعطي مسوغات لكبح التهور الإيراني، لكن الرئيس دونالد ترمب فاجأ العالم بأنه ألغى الضربة قبل عشر دقائق من موعدها عندما عرف أن عدد القتلى ربما يصل إلى ١٥٠ بسببها، وبرر قراره بأنه غير مستعجل وما زال راغبا في مفاوضات مع إيران.
الحقيقة أن لا أحد يريد حرباً في الخليج، لكن الحقيقة الأخرى أن لا أحد قادر على احتمال استمرار همجية إيران واعتداءاتها وتدخلاتها، والمفاوضات مع إيران إذا حدثت لن تغير في الواقع شيئا، مع أن مسؤولا إيرانيا صرح بأن المرشد الأعلى وصاحب السلطة والقرار يرفض أي محادثات أو مفاوضات، ما يعني أن انفراج الأزمة عبر هذا المسار غير ممكن وربما يكون مستحيلا. وبالتالي نكون إزاء وضع معقد وبالغ الخطورة، تصعيد إيراني وصل إلى حد التحرش بالقوات الأمريكية وزيادة كثافة الهجوم على المملكة الحليف الأهم لأمريكا وتمادٍ في التعدي على ناقلات النفط، يقابله تردد أمريكي في تأديب إيران انتظاراً لمحادثات تريدها إيران بشروطها وليس بشروط أمريكا.
نعيد التأكيد بأن المواجهة العسكرية قد تكون كارثية، وأننا في منطقة الخليج سنتحمل تبعات باهظة على أصعدة كثيرة إذا حدثت، لكن إيران سوف تتمادى بسبب التردد في ردعها، فكيف يمكن حل هذه المعضلة الصعبة؟.
عكاظ