مكة: أفران الخبز قديمًا!!
مكة: أفران الخبز قديمًا!!
بكري معتوق عساس
يعود تأريخ الخبز (العيش)، كغذاء إلى تأريخ استخدام الإنسان للحبوب، ومن الممكن اعتباره أول تطبيق لصناعة الأغذية من الحبوب كمنتج غذائي في تاريخ البشرية حتى قيل: إنه سبق كلاً من الزيت النباتي والنبيذ. ومهنة عمل الخبز أو ما يسمى بمهنة الفرانة، (أفران الخبز)، بمكة المكرمة من أقدم المهن التي قامت على أكتاف أبناء عوائل مكة، لدرجة أنهم كانوا يشاركون في تأمين الخبز الساخن للأهالي ولحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج، وكانت هذه الأفران قديماً تستخدم جذوع الأشجار والحطب القادم على ظهور الجمال من ضواحي مدينة مكة في تجهيز وإعداد الخبز قبل اختراع الأفران الكهربائية أو تلك التي تستخدم الوقود في عملية تسخين بيت النار أو التنور. ومن أشهر العوائل المكية التي امتهنت الفرانة عائلة عم عبد الله كعكي في حي أجياد الشهير قبل أن تنتقل إلى مدخل الكدوة بجوار بركة ماجن بالمسفلة، وعائلة عم هاشم بدر في شارع حمزة بن عبد المطلب، ثم بعد ذلك الى المسفلة أمام البستان، وعائلة السيد عبدالعال عزب في الحلقة وغيرهم من العوائل المكية في جميع حواري مكة المكرمة.
ومحلات بيع الخبز والشريك قديماً كانت تقدم نوعين من الخدمة للمستفيدين، النوع الأول: إعداد وتجهيز الخبز جاهزاً للبيع، والنوع الثاني: استلام العجين أو بعض المعجنات في المناسبات والأعياد التي تعد من قبل ربات البيوت في المنازل لوضعها فقط داخل التنور(الطابونة) وأخذ الأجرة جراء هذا العمل. وقد كنا ونحن صغار نقوم بأخذ عجين الخبز وبعض المعجنات المعدَّة في المنزل الى فرن عم صدقة حنيفة أمام مدخل زقاق البخارية.
وتبقى في الذاكرة الأفران المنتشرة في شارع حمزة بن عبد المطلب بالمسفلة لوجود دارنا في تلك المنطقة، وهي: فرن عم سعيد بقري في زقاق البخارية، وفرن عم صدقة حنيفة في شارع حمزة بجوار قهوة السقيفة، وفرن عم هاشم بدر في زقاق بدر، وفرن الشلضوم في زقاق الهجلة بجوار قهوة باعيسي، وفرن عم عبد الله يماني في زقاق العناية الذي يستقبل فقط العجين المعد في المنازل.
بعد انتقالنا إلى شارع إبراهيم الخليل، هناك فرن عم صالح حبيشي في زقاق الدحلة، وفرن عم تُكَر البرناوي الواقع في بداية شارع المنشية من ناحية سوق البرنو، ثم فرن عم أحمد رزة بالقرب من بقالة عم عبد الله عبده في الكنكارية. ومع بداية الطفرة الأولى هَجَر أغلب العوائل المكية الكثير من المهن ومنها هذه المهنة الشريفة وتركوها بالحد الأدنى لبعض الوافدين من بخارى وأفغانستان وغيرهما من البلدان الإسلامية، والغريب أننا افتقدنا الجودة والمذاق في الخبز المصنوع في تلك الأفران على الرغم من بدائيتها والأجهزة البسيطة التي استعملت في الإعداد والتجهيز.
المدينة
بكري معتوق عساس
يعود تأريخ الخبز (العيش)، كغذاء إلى تأريخ استخدام الإنسان للحبوب، ومن الممكن اعتباره أول تطبيق لصناعة الأغذية من الحبوب كمنتج غذائي في تاريخ البشرية حتى قيل: إنه سبق كلاً من الزيت النباتي والنبيذ. ومهنة عمل الخبز أو ما يسمى بمهنة الفرانة، (أفران الخبز)، بمكة المكرمة من أقدم المهن التي قامت على أكتاف أبناء عوائل مكة، لدرجة أنهم كانوا يشاركون في تأمين الخبز الساخن للأهالي ولحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج، وكانت هذه الأفران قديماً تستخدم جذوع الأشجار والحطب القادم على ظهور الجمال من ضواحي مدينة مكة في تجهيز وإعداد الخبز قبل اختراع الأفران الكهربائية أو تلك التي تستخدم الوقود في عملية تسخين بيت النار أو التنور. ومن أشهر العوائل المكية التي امتهنت الفرانة عائلة عم عبد الله كعكي في حي أجياد الشهير قبل أن تنتقل إلى مدخل الكدوة بجوار بركة ماجن بالمسفلة، وعائلة عم هاشم بدر في شارع حمزة بن عبد المطلب، ثم بعد ذلك الى المسفلة أمام البستان، وعائلة السيد عبدالعال عزب في الحلقة وغيرهم من العوائل المكية في جميع حواري مكة المكرمة.
ومحلات بيع الخبز والشريك قديماً كانت تقدم نوعين من الخدمة للمستفيدين، النوع الأول: إعداد وتجهيز الخبز جاهزاً للبيع، والنوع الثاني: استلام العجين أو بعض المعجنات في المناسبات والأعياد التي تعد من قبل ربات البيوت في المنازل لوضعها فقط داخل التنور(الطابونة) وأخذ الأجرة جراء هذا العمل. وقد كنا ونحن صغار نقوم بأخذ عجين الخبز وبعض المعجنات المعدَّة في المنزل الى فرن عم صدقة حنيفة أمام مدخل زقاق البخارية.
وتبقى في الذاكرة الأفران المنتشرة في شارع حمزة بن عبد المطلب بالمسفلة لوجود دارنا في تلك المنطقة، وهي: فرن عم سعيد بقري في زقاق البخارية، وفرن عم صدقة حنيفة في شارع حمزة بجوار قهوة السقيفة، وفرن عم هاشم بدر في زقاق بدر، وفرن الشلضوم في زقاق الهجلة بجوار قهوة باعيسي، وفرن عم عبد الله يماني في زقاق العناية الذي يستقبل فقط العجين المعد في المنازل.
بعد انتقالنا إلى شارع إبراهيم الخليل، هناك فرن عم صالح حبيشي في زقاق الدحلة، وفرن عم تُكَر البرناوي الواقع في بداية شارع المنشية من ناحية سوق البرنو، ثم فرن عم أحمد رزة بالقرب من بقالة عم عبد الله عبده في الكنكارية. ومع بداية الطفرة الأولى هَجَر أغلب العوائل المكية الكثير من المهن ومنها هذه المهنة الشريفة وتركوها بالحد الأدنى لبعض الوافدين من بخارى وأفغانستان وغيرهما من البلدان الإسلامية، والغريب أننا افتقدنا الجودة والمذاق في الخبز المصنوع في تلك الأفران على الرغم من بدائيتها والأجهزة البسيطة التي استعملت في الإعداد والتجهيز.
المدينة