• ×
admin

استعمار المجرة بعد مئة ألف سنة

استعمار المجرة بعد مئة ألف سنة

د.م. عصام بخاري

"الأرض هي مهد الإنسانية، ولكن لا تُقضى الحياة كلها فيها"، هذه الكلمات للعالم الروسي (كونستانتين تسيولكوفسكي) والتي طرحها في كتابه (الصاروخ في الفضاء الهائل) في العام 1903م قبل أن تصل البشرية لما وصلت له من تقدم علمي وتقني في أيامنا هذه، الجدير بالذكر أن تسيولكوفسكي يعد أول من طرح قضية استعمار الفضاء واستخدام الطاقة الشمسية ونظام انعدام الجاذبية الصناعية والبيئات السكنية للبشر في الفضاء.. مقالة اليوم تناقش لماذا يسعى البشر لاستعمار الفضاء؟

تم أخيراً إطلاق مسابقة دولية، وضعت رؤية علمية لما بعد مئة ألف سنة من الآن حول كيفية وصول البشر إلى مئة ألف نظام نجمي ضمن مجرتنا، مجرة درب التبانة في مواقع كوكب وأجرام سماوية يحددها العلماء من حيث قابيتها للحياة بأفضل الطرق وأكثرها كفاءة، وتمحورت المسابقة حول ابتكار طريقة تسمح للبشر بإرسال سفن فضائية إلى أرجاء المجرة واستعمارها بشكل كامل، فريق وكالة الفضاء الأوروبية اقترح إرسال خمس مركبات فضائية لديها الاكتفاء الذاتي من مجموعتنا الشمسية إلى خمس نجوم في اتجاهات مختلفة بحيث يتم إطلاق بعثات بشرية جديدة من تلك المجموعات النجمية الجديدة إلى باقي أنحاء المجرة، وفي حين حقق الفريق الأوروبي المركز الثالث استطاع الفريق العلمي الصيني أن يحقق المركز الأول في نموذجهم بناء على سرعة الوصول لاستعمار المجرة بأقل قدر من الوقود، وهنا قد يتساءل البعض: ولماذا يتوجب علينا استعمار القمر والمريخ والمجرة؟ هنالك عدة أسباب ومنها:

أولا: تعزيز الابتكار، شكلت أبحاث الفضاء وتقنياته أحد المعززات القوية لدعم الابتكار التقني والتقدم الصناعي للبشرية في مجالات حيوية مهمة مثل الاتصالات والأقمار الصناعية وتحليل الصور والبيانات وتقنيات المحركات والصورايخ، ومن شأن هذه البرامج الفضائية أن تسهم في المزيد من هذه التقنيات.

ثانياً: دعم التعاون الدولي، محطة الفضاء الدولية نموذج حي لما يمكن أن تسهم به البرامج الفضائية من تعزيز التعاون والشراكات بين الدول حيث كانت نتيجة شراكة عالمية، وهنالك المركبة الفضائية الهندية (شاندرايان 1) والتي حملت وأوصلت إلى القمر أدوات من أميركا، السويد، ألمانيا، بريطانيا وبلغاريا.

ثالثاً: المواد الجديدة والطاقة، تهتم الصين ودول أخرى بمادة الهيليوم 3 كمصدر طاقة واعد حيث يوجد على القمر.

وأتفهم أن عدداً من القراء سينظر إلى هذا الحديث بسخرية وأنه ترف علمي.. ولكن أذكركم بقصة الفيزيائي الألماني (هرمان أوبيرث) والذي اقترح استخدام محطات مدارية دائمة ورحلات بين الكواكب في أطروحته للدكتوراة قبل أقل من مائة سنة، في العام 1923م. ورفضت جامعة ميونيخ قبول البحث باعتباره خيالات وأوهام، ولكن قبلت الجامعة الرومانية بابس بولياي البحث في نفس السنة!

وعلينا أن نتذكر، أن الشمس لن تظل للأبد ولا أحد يضمن مصير كوكب الأرض مع الترسانات الكبيرة للأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية.. وكما يقول الفلكي الأميركي (كارل ساجان): "كل الحضارات مصيرها إما الفناء أو السفر عبر الفضاء".

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  272