• ×
admin

التقدم الطبي في علاج أورام الكلى

التقدم الطبي في علاج أورام الكلى
الإحصائيات تُشير إلى زيادة سنوية في عدد المرضى على المستوى العالمي

إعداد: أ. د. صالح بن صالح

تشير الإحصائيات الخاصة بسرطان الجهاز البولي والتناسلي إلى أن هناك زيادة سنوية في مرضى سرطان الكلى على المستوى العالمي.

ففي الولايات المتحدة الأميركية يشكل سرطان الكلى المرتبة السادسة عند الرجال والثامنة عند النساء بين أكثر الأورام شيوعاً وبمعدل 74000 حالة جديدة سنوياً، وتشير الإحصاءات كذلك إلى معدل وفاة سنوي بحوالي 15000 حالة ناتجة من المرض. وتشير كثير من الإحصاءات العربية إلى زيادة نسبة مرضى سرطان الكلى في الوطن العربي، وفي المملكة تبين آخر إحصاءات السجل الوطني السعودي للأورام الصادرة عام 2015م أن معدل الإصابة بسرطان الكلى في المملكة العربية السعودية وصل إلى 200 حالة سنوياً، بنسبة 3.6 % من إجمالي حالات السرطان المسجلة في المملكة، كما أن أكثرها تسجيلاً كان من منطقة مكة المكرمة والرياض والمنطقة الشرقية. وغالباً ما يصيب هذا المرض الأشخاص فوق عمر آل 60 سنة من الجنسين ونادراً ما يصيب الأعمار التي تقل عن 45 عاماً.

أسـباب الإصابـة

تتعدد الأسباب المعروفة للإصابة بأورام الكلى ومن أهمها:

التـــدخين.

السمنة عند النساء بسبب الفعالية المحرضة للاستروجين لتكوين هذا النوع من السرطان.

التناول المستمر لمسكنات الألم وبعض المدررات البولية.

ازدياد التصنيع والتلوث البيئي بالمواد الكمياوية كالكادميوم والرصاص وكذلك التعرض للمبيدات الحشرية.

الأسباب الوراثية بسبب انتقال موضعي للكروموزوم الثالث أو فقدان المادة الجينية للكروموزوم الرابع.

كما قد تكون الإصابة بسرطان الكلى مصاحبة لبعض الأمراض المزمنة مثل:

الإصابة بفقر الدم المنجلي (Sickle Cell Anemia)، الإصابة بالكلية المتعددة الأكياس عند الشباب، القصور الكلوي في المرحلة الأخيرة وقد أشارت الدراسات إلى إن نسبة الإصابة بالسرطان الكلوي عند مرضى القصور الكلوى الذي يتطلب الديلزة الدموية أعلى بتسعة مرات مقارنة عند الأشخاص الأصحاء، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الإصابة بهذا السرطان عند الأشخاص المصابين بمتلازمة فون هبل ليندو (VHL Syndrome)..

الأعــراض

قد يصل المرض إلى مرحلة متقدمة بدون حدوث أعراض ظاهرية أو محسوسة من قبل المريض وفي أحيان أخرى يكون التبول الدموي بدون ألم بداية شكوى المريض وسبب بحثه عن الاستشارة الطبية، أما أوجاع الخاصرة والبطن في الجهة المصابة أو ملاحظة بروز أو انتفاخ في الجهة المصابة من جسم المريض فلا تحدث الأبنسبة ضعيفة لاتزيد على 15 % فقط.

التشـخيص

يكون التشخيص المبدئي بالفحص السريري ومن ثم أجراء التحاليل المخبرية والإشعاعية التي تؤكد وجود المرض وتحدد مدى انتشاره ومن أهمها الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي.

العـــلاج

مع تطور وسائل التشخيص المذكورة أعلاه أصبح بالإمكان تشخيص هذه الأورام مبكراً "وعلاجها جذرياً" بواسطة جراحة الفتح أو حديثاً عن طريق جراحة منظار البطن الجراحي أو الروبوت وبنجاح عالي النسبة (98 %) والعلاج الجراحي يتم باستئصال الكلية المصابة والغدة الكظرية التابعة لها والغدد اللمفاوية المحيطة بالكلية، كما يمكن عمل الاستئصال الجزئي للأورام الكلوية وخصوصاً" للأورام التي يقل طولها عن 4 سنتيمترات مع المحافظة على باقي الكلية السليمة مع نتائج تساوي الاستئصال الكامل من ناحية الشفاء وأفضلية نسبية في الحفاظ على وظيفة الكلية في الجسم. ومع استعمال تقنية المنظار البطني أصبح بإمكانية المريض مغادرة المستشفى بعد يوم من أجراء العملية مقارنة بعشرة أيام بعد الجراحة التقليدية التي لا يزال مزاولتها في الوطن العربي منتشرًا للأسف إلى الآن.

طرق العلاج المتاحة إذا كانت الجراحة غير ممكنة

بالنسبة لبعض المرضى، قد تكون الجراحة التقليدية ليست من خيارات العلاج. وفي هذه الحالات، قد تشمل طرق علاج سرطان الكلى ما يلي:

العلاج بتجميد خلايا السرطان (الاستئصال بالتجميد)
وخلال عملية الاستئصال بالتجميد يتم إدخال إبرة خاصة عبر الجلد في ورم الكلى باستخدام الأشعة ومن ثم إمداد غاز خاص لتبريد أو تجميد خلايا السرطان. وتوجد القليل من البيانات حول مدى سلامة وفعالية علاج سرطان الكلى بالتجميد على المدى الطويل. ويقتصر هذا الإجراء في العادة على الأشخاص الذين لا يستطيعون الخضوع لإجراءات جراحية أخرى، وكذلك أولئك المصابين بأورام صغيرة الحجم في الكلى.

العلاج بتسخين الخلايا السرطانية (الاستئصال بذبذبات الراديو)
خلال عملية الاستئصال بالذبذبة الراديوية، يتم أيضاً إدخال إبرة خاصة عبر الجلد في ورم الكلى باستخدام الأشعة ومن ثم يسري تيار كهربائي عبر الإبرة إلى الخلايا السرطانية، فيتسبب في تسخين الخلايا أو حرقها. وتوجد كذلك القليل من البيانات حول مدى سلامة وفعالية استئصال سرطان الكلى بذبذبات الراديو الموجهة على المدى الطويل. ويقتصر حالياً الاستئصال بهذه الطريقة على الأشخاص الذين لا يستطيعون الخضوع لإجراءات جراحية أخرى، وكذلك المصابون بأورام صغيرة الحجم في الكلى.

ومع أن الجراحة هي الخط الأول في علاج سرطان الكلى، إلا أن السرطان متوسط أو عالي الخطورة (حسب خصائصه النسيجية والبدنية) غالباً ما يعود بعد الجراحة (في 35 - 65 في المائة من الحالات).

وللأسف فإن العلاج المساعد (بعد الجراحة)، بواسطة العلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني، والعلاج الكيميائي المعهود، أو العلاج بالسيتوكينات أظهر استجابة ضعيفة في علاج سرطان الكلية المنتشر أو المنتكس. وعلى الرغم من ذلك فهناك أمل جديد تمثل في السنوات القليلة الماضية في استخدام أنواع من الأدوية الموجهة مثل مثبطات تيروسين كينيز Tyrosine Kinase Inhibitors والتي تعطى للمريض عن طريق الفم، كما أنها أثبتت بأنها جيدة التحمل، وفعالة في علاج سرطان خلايا الكلى، وتناسب العلاج طويل الأمد. هذه الأدوية يمكنها بالتالي أن توفر خيارات للعلاج في المستقبل بعد الجراحة.

كما أن مزج العلاج الموجه بالعلاج المناعي، والكيميائي مع العلاجات الموجهة الأخرى قيد البحث.

العلاجات الموجهة (Targeted Therapy)

مع بداية القرن الـحادي والعشرين، تغير أسلوب علاج سرطان الكلى المنتشر بصورة جذرية نتيجة للمعرفة الثاقبة الجديدة لعلم البيولوجيا الجزيئية بالنسبة للأورام وأيضاً لاختيارات العلاج الجديدة المتاحة. ولأن سرطان الكلى المنتشر يقاوم العلاج الكيميائي بصورة كبيرة، فقد تم استخدام السيتوكينات لعلاج الحالات المتقدمة إلا أنه وعلى الرغم من ذلك فإن هذه العلاجات مؤثرة في عدد محدود من المرضى فقط، وغير مناسبة لغالبية المرضى بسبب أعراضها الجانبية الشديدة والخطيرة أحياناً. وبعدها ظهرت عدة أدوية أطلق عليها العلاجات الموجهة أي أنها محددة الهدف، وأول نوع من العلاجات الموجهة التي تم تصميمها لتثبيط مستقبلات التيروسين كينيز، التي يعتقد أنها مهمة لنمو الورم والأوعية الدموية المغذية له، كان هو "سورافينيب"، الذي تمت إجازته لعلاج سرطان خلايا الكلى المتقدم في 2005 بالولايات المتحدة الأميركية، وفي الاتحاد الأوروبي عام 2006. وتمت إجازة مثبط التيروزين كيناز "سنيتتينيب" في 2006، ومثبط مستهدف راباميسين للثدييات "تيمسيروليمس"، ومثبط معامل نمو جدار الأوعية "بيفاسيزوماب" إلى جانب الإنترفيرون لعلاج سرطان خلايا الكلى المتقدم في 2007.

ومع النتائج الأولية المشجعة لهذه الفئة من العلاجات تسابقت شركات الأدوية والمطورين للعلاجات في إنتاج عدة أنواع منها بهدف زيادة كفائتها وتقليل الأثار الجانبية الحاصلة من استخدامها وصلت مؤخراً إلى 12 عقاراً أدخلت لعلاج بعض أنواع السرطانات التي لا تستجيب للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي، خاصة بالنسبة لسرطان الكلى، بجانب سرطان الكبد والقولون، وتعتمد على "تجويع" الخلايا السرطانية التي في حاجة إلى التغذية.

وتقوم هذه التقنية الحديثة على مبدأ تدمير الأوعية الدموية الصغيرة التي تمد الورم بالأوكسجين والغذاء الذي يحتاجه الورم للنمو، وذلك عن طريق الأجسام المضادة التي تؤثر تأثيراً مباشراً في الأوعية الدموية التي تغذي من قريب أو بعيد الورم السرطاني، مما يساعد على قتله بإذن الله.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  299