مرضى القلب.. ضعيفو الذاكرة
مرضى القلب.. ضعيفو الذاكرة
قد تُسبب لهم مشكلات صحية
إعداد: د. خـالد عبد الله النمر
من أصعب المواقف التي تمر على طبيب القلب أن يجد مريضاً كبيراً في السن فوق السبعين سنة ويصر على أخذ علاجاته بنفسه ويمنع أبناءه من مراقبة ضغطه ووزنه وسكره ويرفض الحضور إلى العيادة بانتظام ويرفض رفضاً باتاَ أن يتولى أحد أبنائه أو بناته إعطاءه أدويته لأنه مازال بعقله وهو من يحل ويربط في البيت، وسيظل كما هو بقوته ولن يحتاج لأحد، ولكن المشكلة تظهر التحاليل أنه لا يأخذ أدويته بانتظام. فهو يرفض أن يساعد نفسه ويرفض أن يساعده الآخرون!!
ومن المعروف علمياً أن الزهايمر هو مرض ليس حتمياً مع كبر السن ولكنه يزداد حدوثه مع كبر السن فتضعف فيه الذاكرة وتتغير الشخصية نهائياً وقد ثبت علمياً أن مرضى القلب الذين يعانون من السكري والضغط والكلسترول أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، ومما يزيد ذلك حدوثاً أن أغلب أمراض القلب تحدث في كبار السن (الذين هم عرضة للزهايمر) وبالذات فشل القلب، وكذلك أدوية مرضى الزهايمر التي تبطئ تدهور الذاكرة قد تؤثّر على القلب فتسبب تباطؤ نبضات القلب أو تتفاعل مع الأدوية الأخرى.
ومما يزيد الأمر صعوبة على المريض أن يأخذ المريض عدة أدوية للقلب 5 وثلاثة للضغط وواحد للكولسترول وثلاثة للسكر وواحد لاحتكاك المفاصل فهذه 13 دواء بالإضافة إلى أدوية الزهايمر فيكون من الصعوبة بمكان ترك هذه المسؤولية على شخص يعاني ضعف الذاكرة. والمشكلة أنه يزداد مع كبر السن حدوث ضعف البصر وحدوث الماء الأبيض "الكاتاراكت" بسبب الأمراض المزمنة التي يعانون منها، وكذلك في الشبكية عمى الألوان الوراثي. وكل ذلك عوامل تحد من قدرة الشخص في التركيز على أنواع الأدوية وألوانها وأشكالها وأحجامها والتمييز بينها ومعرفة مواعيدها..
ومن المهم التركيز على النقطة التالية وهي أن الجميع رجالاً ونساء لن يجد في الغالب صعوبة في التعامل مع المراحل الأخيرة من مرض الزهايمر لأنه لن يستطيع أن يساعد نفسه وسيرحب بأي مساعده من أي شخص ولكن في المراحل الأولى قد لا تكون الحالة واضحة لا للمريض ولا أهله وهنا يظهر الحرص والدقة في متابعة المريض واكتشاف أخطائه بسرعة والتعامل بدون الانتظار حتى تتدهور حالة المريض ويصبح مرض الزهايمر في مراحله المتأخرة. فاذا رأت العائلة أحد العلامات لذلك المرض فيجب أن يخبروا طبيب العائلة لفحص المريض وتأكيد وجود المرض من عدمه في مراحله المبكرة. ويجب ألا نرتكب الخطأ الشائع بترك الأدوية عند رأس السرير حتى ولو كان أحد الأبناء منظماً لها. فيترك المريض يأخذ منها حسب المواعيد لأنه "بعقله" وفاهم لأدويته!!. وبعض كبار السن تعتريهم ظروف كثيرة مثل النسيان أو الاكتئاب أو الانفعال من حالته التي أصبح عليها فينكر حاجته للدواء ويأخذه فقط إذا أحس أنه تعبان أو معه صداع أو ضيق في التنفس ولسان حاله يقول "اأنا أبخص بجسمي" وقد رأيت أحد المرضى يخبئ حبوب الضغط تحت فراش سريره ليقنع أبناءه اأنه تناول الدواء ورأيت بعض مرضى القلب الآخرين يمانع أن يكون أحد مسؤولاً عن أدويته ويصر على أنه مازال بصحته وعافيته وكامل قوته العقلية. ولكن ضعف الذاكرة والنسيان قد يكون بسيطاً ولا يمكن ملاحظته إلا بمشكلة كما نوهنا أعلاه!! ولكن الثمن في ذلك الوقت قد يكون غالياً جداً!! ولذلك يجب أن يتلطف أهل المريض والطبيب في إيجاد الطريقة التي يمكن بها مساعدة كبير السن دون جرح مشاعره.
ومما رأيت في كبار السن أنهم يتناصحون بينهم بإعطاء الجسم راحة "إجازة" من الأدوية لأنها سموم كيميائية وقد تطول هذه الإجازة أو تقصر!! فقد تطول حتى تدخل المريض المستشفى أو تكون يوماً أو اثنين بحيث لا يظهر تأُثيره للطبيب بوضوح وهذا مفهوم خاطئ نحذر منه دوماً.
ولذلك نحن ننصح مرضى القلب كبار السن (فوق ستين سنة) وعوائلهم أنه يجب على الأسرة أن يخصصوا شخصاً واحداً في المنزل يكون مسؤولاً عن تنظيم الأدوية وترتيبها ووضعها في علب خاصة ومراقبة انتهاء صلاحيتها وحفظها في درجة حرارة مناسبة وإعطائها في مواعيد محددة ووضع ملف فيه أدوية المريض وعلاماته الحيوية ومراجعاته المستقبلية في المستشفيات المختلفة ومواعيد التحاليل ومواعيد المراجعة فذلك كم هائل من المعلومات لا يستطاع تحميله على أم مثلا مسؤولة عن زوج وأربعة أطفال وتعمل في الصباح ثم تريد منها أن تقوم بذلك على أكمل وجه؟! ويجب أن يكون هناك من ينوب عن ذلك الشخص في حال غيابه وهو على علم تام بتفاصيل حالة المريض وتطوراتها.
الرياض
قد تُسبب لهم مشكلات صحية
إعداد: د. خـالد عبد الله النمر
من أصعب المواقف التي تمر على طبيب القلب أن يجد مريضاً كبيراً في السن فوق السبعين سنة ويصر على أخذ علاجاته بنفسه ويمنع أبناءه من مراقبة ضغطه ووزنه وسكره ويرفض الحضور إلى العيادة بانتظام ويرفض رفضاً باتاَ أن يتولى أحد أبنائه أو بناته إعطاءه أدويته لأنه مازال بعقله وهو من يحل ويربط في البيت، وسيظل كما هو بقوته ولن يحتاج لأحد، ولكن المشكلة تظهر التحاليل أنه لا يأخذ أدويته بانتظام. فهو يرفض أن يساعد نفسه ويرفض أن يساعده الآخرون!!
ومن المعروف علمياً أن الزهايمر هو مرض ليس حتمياً مع كبر السن ولكنه يزداد حدوثه مع كبر السن فتضعف فيه الذاكرة وتتغير الشخصية نهائياً وقد ثبت علمياً أن مرضى القلب الذين يعانون من السكري والضغط والكلسترول أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، ومما يزيد ذلك حدوثاً أن أغلب أمراض القلب تحدث في كبار السن (الذين هم عرضة للزهايمر) وبالذات فشل القلب، وكذلك أدوية مرضى الزهايمر التي تبطئ تدهور الذاكرة قد تؤثّر على القلب فتسبب تباطؤ نبضات القلب أو تتفاعل مع الأدوية الأخرى.
ومما يزيد الأمر صعوبة على المريض أن يأخذ المريض عدة أدوية للقلب 5 وثلاثة للضغط وواحد للكولسترول وثلاثة للسكر وواحد لاحتكاك المفاصل فهذه 13 دواء بالإضافة إلى أدوية الزهايمر فيكون من الصعوبة بمكان ترك هذه المسؤولية على شخص يعاني ضعف الذاكرة. والمشكلة أنه يزداد مع كبر السن حدوث ضعف البصر وحدوث الماء الأبيض "الكاتاراكت" بسبب الأمراض المزمنة التي يعانون منها، وكذلك في الشبكية عمى الألوان الوراثي. وكل ذلك عوامل تحد من قدرة الشخص في التركيز على أنواع الأدوية وألوانها وأشكالها وأحجامها والتمييز بينها ومعرفة مواعيدها..
ومن المهم التركيز على النقطة التالية وهي أن الجميع رجالاً ونساء لن يجد في الغالب صعوبة في التعامل مع المراحل الأخيرة من مرض الزهايمر لأنه لن يستطيع أن يساعد نفسه وسيرحب بأي مساعده من أي شخص ولكن في المراحل الأولى قد لا تكون الحالة واضحة لا للمريض ولا أهله وهنا يظهر الحرص والدقة في متابعة المريض واكتشاف أخطائه بسرعة والتعامل بدون الانتظار حتى تتدهور حالة المريض ويصبح مرض الزهايمر في مراحله المتأخرة. فاذا رأت العائلة أحد العلامات لذلك المرض فيجب أن يخبروا طبيب العائلة لفحص المريض وتأكيد وجود المرض من عدمه في مراحله المبكرة. ويجب ألا نرتكب الخطأ الشائع بترك الأدوية عند رأس السرير حتى ولو كان أحد الأبناء منظماً لها. فيترك المريض يأخذ منها حسب المواعيد لأنه "بعقله" وفاهم لأدويته!!. وبعض كبار السن تعتريهم ظروف كثيرة مثل النسيان أو الاكتئاب أو الانفعال من حالته التي أصبح عليها فينكر حاجته للدواء ويأخذه فقط إذا أحس أنه تعبان أو معه صداع أو ضيق في التنفس ولسان حاله يقول "اأنا أبخص بجسمي" وقد رأيت أحد المرضى يخبئ حبوب الضغط تحت فراش سريره ليقنع أبناءه اأنه تناول الدواء ورأيت بعض مرضى القلب الآخرين يمانع أن يكون أحد مسؤولاً عن أدويته ويصر على أنه مازال بصحته وعافيته وكامل قوته العقلية. ولكن ضعف الذاكرة والنسيان قد يكون بسيطاً ولا يمكن ملاحظته إلا بمشكلة كما نوهنا أعلاه!! ولكن الثمن في ذلك الوقت قد يكون غالياً جداً!! ولذلك يجب أن يتلطف أهل المريض والطبيب في إيجاد الطريقة التي يمكن بها مساعدة كبير السن دون جرح مشاعره.
ومما رأيت في كبار السن أنهم يتناصحون بينهم بإعطاء الجسم راحة "إجازة" من الأدوية لأنها سموم كيميائية وقد تطول هذه الإجازة أو تقصر!! فقد تطول حتى تدخل المريض المستشفى أو تكون يوماً أو اثنين بحيث لا يظهر تأُثيره للطبيب بوضوح وهذا مفهوم خاطئ نحذر منه دوماً.
ولذلك نحن ننصح مرضى القلب كبار السن (فوق ستين سنة) وعوائلهم أنه يجب على الأسرة أن يخصصوا شخصاً واحداً في المنزل يكون مسؤولاً عن تنظيم الأدوية وترتيبها ووضعها في علب خاصة ومراقبة انتهاء صلاحيتها وحفظها في درجة حرارة مناسبة وإعطائها في مواعيد محددة ووضع ملف فيه أدوية المريض وعلاماته الحيوية ومراجعاته المستقبلية في المستشفيات المختلفة ومواعيد التحاليل ومواعيد المراجعة فذلك كم هائل من المعلومات لا يستطاع تحميله على أم مثلا مسؤولة عن زوج وأربعة أطفال وتعمل في الصباح ثم تريد منها أن تقوم بذلك على أكمل وجه؟! ويجب أن يكون هناك من ينوب عن ذلك الشخص في حال غيابه وهو على علم تام بتفاصيل حالة المريض وتطوراتها.
الرياض