فشخرة
فشخرة
عبدالعزيز حسين الصويغ
كان تعليقي في مقال يوم أمس الأول على مداخلة الصديقين غرم الله قليل الغامدي ومحمد بكر سندي، التي اشتكيا فيه من غلاء المعيشة في مدينة جدة، وضربا مثالًا بأن الجلوس لتناول فنجاني قهوة تركي... وكيكتين بحجم الريال المعدني في أحد الكافتيريات في المولات بجدة يكلف 260 ريالا.. أن نصحتهما قائلًا: اشربوا قهوتكم وكلوا كيكتكم مع زوجاتكم في البيت.. أرخص بكثير.. أو غيروا فراشكم.
****
وبالطبع هذان الخياران أحلاهما مر.. فأمام الصديقين أن يتركا التردد على الكافتيريا باهظة الأسعار في ذلك المول بكل ما فيه من «ميزات نسبية» إلى كافتيريا تكون أسعارها أكثر مناسبة لدخلهما المحدود، أو ترك.. وتغيير فراش البيت واستبداله بفراش جديد يكون أكثر راحة يجدون فيه ما يغنيهما عن اللجوء للبدائل المُكلفة في المولات والمقاهي بحثًا عن «الميزات النسبية» المصاحبة لقهوتهما.. وقطعتي الكيك بحجم الريال المعدني!!
****
ما ذكرته أعلاه يذكرني بموقف قديم مع أحد ضيوفي عندما كنت أُدرس بكلية التجارة بقسم العلوم السياسية.. وكنت أسكن مع مجموعة من أساتذة الجامعة في عمارة بمنطقة الشميسي بالقرب من مستشفى الشميسي المركزي.. وقد استضفت أحد الزملاء وأعددت له خروفًا من الخرفان المُبردة التي كنت أشتريها -كعادتي- من ثلاجة «المنجم» آنذاك.. وما أن وضع يده في لحم الخروف حتى صاح مستنكرًا أن أدعوه إلى وليمة وأقدم له فيها خروفًا مُبردًا؟! لم أستوعب الأمر بداية حتى فهمت لاحقًا أنه كان عليّ أن أذبح له خروفًا حيًا احتفاءً به، وإلا فإني بخست مقامه!!
****
كان هذا هو الدرس الأول بالنسبة لي في سيادة المظاهر والفشخرة على كثير من شؤون حياتنا اليومية.. حيث يتوقع الضيف من المستضيف أن يكون «حاتم الطائي» في الكرم، حتى لو كانت موارده محدودة.. «يادوب» توصله لآخر الشهر، وربما قبل ذلك بعدة أيام.
#نافذة:
بصلة المُحب خروف.
المدينة
عبدالعزيز حسين الصويغ
كان تعليقي في مقال يوم أمس الأول على مداخلة الصديقين غرم الله قليل الغامدي ومحمد بكر سندي، التي اشتكيا فيه من غلاء المعيشة في مدينة جدة، وضربا مثالًا بأن الجلوس لتناول فنجاني قهوة تركي... وكيكتين بحجم الريال المعدني في أحد الكافتيريات في المولات بجدة يكلف 260 ريالا.. أن نصحتهما قائلًا: اشربوا قهوتكم وكلوا كيكتكم مع زوجاتكم في البيت.. أرخص بكثير.. أو غيروا فراشكم.
****
وبالطبع هذان الخياران أحلاهما مر.. فأمام الصديقين أن يتركا التردد على الكافتيريا باهظة الأسعار في ذلك المول بكل ما فيه من «ميزات نسبية» إلى كافتيريا تكون أسعارها أكثر مناسبة لدخلهما المحدود، أو ترك.. وتغيير فراش البيت واستبداله بفراش جديد يكون أكثر راحة يجدون فيه ما يغنيهما عن اللجوء للبدائل المُكلفة في المولات والمقاهي بحثًا عن «الميزات النسبية» المصاحبة لقهوتهما.. وقطعتي الكيك بحجم الريال المعدني!!
****
ما ذكرته أعلاه يذكرني بموقف قديم مع أحد ضيوفي عندما كنت أُدرس بكلية التجارة بقسم العلوم السياسية.. وكنت أسكن مع مجموعة من أساتذة الجامعة في عمارة بمنطقة الشميسي بالقرب من مستشفى الشميسي المركزي.. وقد استضفت أحد الزملاء وأعددت له خروفًا من الخرفان المُبردة التي كنت أشتريها -كعادتي- من ثلاجة «المنجم» آنذاك.. وما أن وضع يده في لحم الخروف حتى صاح مستنكرًا أن أدعوه إلى وليمة وأقدم له فيها خروفًا مُبردًا؟! لم أستوعب الأمر بداية حتى فهمت لاحقًا أنه كان عليّ أن أذبح له خروفًا حيًا احتفاءً به، وإلا فإني بخست مقامه!!
****
كان هذا هو الدرس الأول بالنسبة لي في سيادة المظاهر والفشخرة على كثير من شؤون حياتنا اليومية.. حيث يتوقع الضيف من المستضيف أن يكون «حاتم الطائي» في الكرم، حتى لو كانت موارده محدودة.. «يادوب» توصله لآخر الشهر، وربما قبل ذلك بعدة أيام.
#نافذة:
بصلة المُحب خروف.
المدينة