• ×
admin

المنشطات الجنسية.. وضوابط استخدامها!

المنشطات الجنسية.. وضوابط استخدامها!
ذات أثر إيجابي على الرجال المصابين بالضعف والعلاج يجب أن يكون تحت إشراف طبي

إعداد: أ. د. صالح بن صالح

يقدر عدد الرجال المصابين بالضعف الجنسي في العالم بما يزيد على 200 مليون رجل، تصل نسبة المصابين منهم في سن العشرين إلى حوالي 8 % وتزداد هذه النسبة مع تقدم العمر. وأدق دراسات في الولايات المتحدة الأميركية هي دراسة ماساشوتس التي تقدر عدد الرجال المصابين بالضعف الجنسي بين عمر 40 و70 عاماً بحوالي 52 % من الرجال وهي نسبة مرتفعة جداً مقارنة بأي مرض آخر.

وتشير دراسة محلية إلى أن 12 % من الرجال في السعودية مصابون بالضعف الجنسي، 20 % منها مرتبط بالجانب النفسي و80 % يرجع لأسباب عضوية. وتشير كذلك إحدى الدراسات إلى أن السعودية السادسة على مستوى العالم استهلاكاً للمقويات الجنسية، وأن نسبة استهلاك السعوديين تزيد بعشرة أضعاف على ما يستهلك في روسيا، رغم أن عدد سكان روسيا يزيد على عدد سكان المملكة بعشرة أضعاف، ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها ارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري حيث تصل إلى 25 % في حين أنها لا تتجاوز 3- 5 % في باقي دول العالم، وكذلك ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الضغط، وزيادة نسبة الدهون في الدم نتيجة لأنماط التغذية غير الصحية، وزيادة وزن الجسم والسمنة، وقلة ممارسة الرياضة. وفي السياق نفسه تشير إحدى الإحصاءات غير الرسمية إلى أن حجم مبيعات المنشطات الجنسية المسجلة في السعودية يصل إلى نصف مليار سنوياً موزعين على مناطق المملكة نصفهم في المنطقة الغربية والجنوبية, وأن 96 % منهم تمت بدون وصفة طبية اي بشراء مباشر من الصيدلية.

وعلى الرغم من أن أدوية الضعف الجنسي تشكل أحد أهم ركائز العلاج المستخدمة في الطب الجنسي عند فئة الرجال الذين يعانون من هذه المشكلة إلا أن البعض يتخوف من استخدامها نتيجة قناعات مغلوطة أو معلومات غير دقيقة، كما أن البعض يسيئ استخدامها دون حاجة لذلك. وللأسف فإن وصف المنشط الجنسي لا يتم في معظم الأحيان عن طريق طبيب متخصص يوازن بين المصلحة والمنفعة للمريض قبل وصف الدواء وبعد أخذ القصة المرضية وعمل الفحص السريري والمخبري إن لزم، والغالب الأعم أن تؤخذ هذه العقاقير مباشرة من الصيدلية أو الأغرب أن تعطى هدية من صديق ونحوه. وقد سجلت العديد من حالات الوفاة نتيجة لحدوث أزمة قلبية نتج عنها توقف القلب بعد استخدام مثل تلك العقاقير عند الأشخاص غير المناسبين لها، لهذا رأينا في هذه العيادة الحديث عن تلك المنشطات بما لها وماعليها.

في السوق المحلية، يتوفر عدد من المنشطات الجنسية، بعضها مرخص لهذا الغرض والبعض الآخر لم يتم ترخيصه إما لضعف مفعوله أو عدم توفر دراسات علمية عليه أو لوجود آثار جانبية كبرى تمنع من استخدامه. وتشكل مثبطات الفوسفودايستريز من النوع الخامس أهم الأدوية المرخصة لعلاج الضعف الجنسي محلياً وعالمياً. وهذه الأدوية تم إدراجها في السوق تباعاً من الشركات المنتجة لها بدءاً بالسيلدانافيل (الحبة الزرقاء) ثم التادالافيل (الحبة الصفراء) وأخيرا بالفاردانافيل (الحبة البرتقالية) ويوجد لبعضها اسماء محلية.

ومن أهم الحقائق التي يجب أن تكون معلومة عند الجميع أن هذه الأدوية هي عقاقير كيميائية الهدف منها علاج مرض محدد وهو الضعف الجنسي عند الرجال تحت إشراف طبي مباشر وليست أدوية تنشيط استجمامي عند الأصحاء، وكما أن لهذه الأدوية عدة منافع وأثبتت فعاليتها لعلاج مشاكل الاضطرابات الجنسية عند الرجال، إلا أن لها عدداً من المضاعفات إذا أسيئ استخدامها أو إذا استخدمت عند الفئات غير المناسبة لها والتي قد تصل إلى الوفاة.

كما أشير هنا إلى أهم المسلمات الطبية المتعلقة بهذه المنشطات:

تفيد هذه العقاقير في زيادة تدفق الدم في العضو عند الرجال المصابين بالضعف.

لا تفيد هذه العلاجات مباشرة في زيادة الرغبة المتعلقة أساساً بالهرمونات الجنسية والنواحي النفسية عند الرجل.

لا تفيد هذه العلاجات في تحسين القدرة عند الرجال الأصحاء والذين لا يعانون من الضعف، إذ لا توجد فائدة مضافة لها.

لا تضعف هذه الأدوية عضلة القلب ولاتؤدي اإلى خلل في شرايين الجسم إذا ما استخدمها الأشخاص المناسبون.

تتفاوت درجة الاستجابة لهذه العلاجات من شخص لآخر، وليس من الضرورة إذا ناسبت شخصاً أن تناسب آخر بنفس الجرعة إذ يعتمد ذلك على درجة الضعف وعمر الرجل ونوع المرض المسبب للضعف.

لا تؤدي هذه العلاجات إلى إدمانها، كما أن استخدامها عند الفئة المصابة بالضعف الجنسي العضوي في الغالب هو استخدام على المدى الطويل وليست لفترة قصيرة مثلها مثل أدوية علاج السكري وارتفاع ضغط الدم، ولكن مع مرور الوقت قد تفقد هذه الأدوية مفعولها نتيجة تقدم أو تطور المرض المسبب للضعف الجنسي.

هذه العلاجات في الغالب هي علاجات تساعد على تحسين القدرة أثناء استخدامها وليست أدوية لعلاج المشكلة نهائياً بعد تركها كما هو الحال في المضادات الحيوية التي تؤخذ لفترة محدودة لعلاج التهاب معين يزول بعد اكتمال العلاج.

هذه العلاجات تفقد مفعولها في حال نقص هرمون الذكورة والذي يجب أن يكون في الحدود الطبيعية عند تناول هذه المنشطات للحصول على أفضل النتائج.

يجب استخدام هذه العلاجات تحت إشراف طبي مباشر بعد تحديد مدى ملاءمتها للشخص المصاب بالضعف وبعد انتفاء موانع استخدامها وتحديد الجرعة المناسبة للبدء في الدواء.

تتأثر بعض هذه الأدوية بالأكل خاصة الدهني منه، وللحصول على أفضل النتائج يجب تناولها بعد الأكل بساعة.

لا تعمل هذه العقاقير دون التحفيز الجنسي، ويجب بعد تناولها القيام بهذا التحفيز لفترة مناسبة يحددها الطبيب بناء على نوع الدواء للحصول على أفضل النتائج.

يمكن استخدام هذه العلاجات لمرضى السكري وارتفاع الضغط والفشل الكلوي والشلل بشكل عام، والاستثناء يعتمد على وجود أمراض أخرى مصاحبة.

لا ينصح مرضى القلب باستخدام هذه العلاجات إلا بعد الترخيص من طبيب القلب المباشر والذي يقوم بتقييم قوة عضلة القلب، ومدى تحملها للجهد الجنسي، وكذلك عدم وجود موانع استخدام كما في المرضى الذين يحتاجون تناول دواء النيترات.

الخلاصة: إن المنشطات الجنسية ذات أثر إيجابي على الرجال المصابين بالضعف الجنسي ومخاطر استخدامها محدودة في الفئة المستهدفة من العلاج، وتحت إشراف طبي مباشر من طبيب مختص، ولا يجب أن تؤخذ هذه الأدوية من الصيدلي مباشرة كما هو الحال القائم حالياً أو من بدون وصفة طبية من ممارس صحي مختص، والأمل أن تلتفت وزارة الصحة كجهة مشرعة ومنظمة للمنظومة الصحية في المملكة لعمل تقنين وضوابط لصرف هذه العلاجات على غرار المضادات الحيوية، وكما هو معمول به في دول الصف الأول عالمياً. وهنا أشير إلى دور الجمعية السعودية لصحة الرجل التي تأسست منذ حوالي السنة وكان لها جهود توعوية في نشر ثقافة الصحة الجنسية بالشراكة مع الشركات الداعمة لبرنامجها الصحي الموجه للعامة وللممارسين الصحيين، إذا أقامت الجمعية عدد 15 محاضرة تثقيفية للصيادلة على مستوى مدن المملكة للتوعية بمخاطر صرف المنشطات دون وصفة طبية ومن طبيب مختص, وركزت على أهمية تذكير المريض بعرض حالته للاستقصاء المباشر لمعرفة سبب الضعف ومناسبة إعطاء الدواء من عدمه، كما قامت الجمعية بتوزيع كوبونات مجانية لعدد 1800 رجل مستهدف في 12 مركزاً علاجياً في المملكة للفحص وتقييم الحالة الصحية قبل تقرير العلاج، والمأمول كذلك زيادة هذا الدور التوعوي للمؤسسات الصحية المسؤولة لتحقيق الهدف المنشود وهو صحة وعلاج من دون ضرر.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  267