خدمة الحرمين.. إنجاز وإعجاز لقيادة المملكة
خدمة الحرمين.. إنجاز وإعجاز لقيادة المملكة
أ.د. عبدالمحسن الداود
إن ضخامة الإنجازات والخدمات غير المسبوقة التي ماتنفك تبهر قاصدي المدينتين المقدستين ستُكتب بمداد من ذهب بسبب ضخامة الموارد المخصصة لإتمامها ثم متابعتها، والاحترافية العالية في تنفيذها والإشراف عليها..
ونحن نحتفل بكل فخر بنجاح موسم حج هذا العام الذي يعد استثنائياً في كل شيء، سواء في الخدمات التي وفرتها قيادة هذه البلاد، أو في الاهتمام الذي نشهده في كل مرفق من مرافق الدولة للتسهيل والتيسير على ضيوف الرحمن، كان لابد أن تحظى هذه الجهود بشكر خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الذي قال أثناء استقباله لكافة القوات العسكرية يوم الأحد الماضي: لقد حبا الله بلادنا بنعم كثيرة، حيث اختصها بشرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، فأدّت واجبها مرضاةً له سبحانه، ورحّبت بضيوف الرحمن دون استثناء، ووفرت لهم كل الخدمات التي تعينهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وأمن وطمأنينة، وهذا لم يتحقق إلاّ بفضل الله سبحانه ثم بالجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزة الدولة بكل قطاعاتها، وتابع قائلاً: وبهذه المناسبة العزيزة على جميع المسلمين، نسجل تقديرنا لما تبذله القطاعات العسكرية والأمنية في خدمة ضيوف الرحمن، وفي الذود عن حياض الوطن، وحماية المقدسات، والتضحية في ميدان الشرف، وهي جهود وتضحيات كانت وستظل محل فخر الوطن واعتزازه.
والعناية بخدمة ضيوف الرحمن تشكل أهمية كبرى لقيادة هذه البلاد التي حرصت على أن تضع الحرمين الشريفين في مقدمة اهتماماتها، فخدمتهم والسهر على راحتهم شرف لا يدنو منه أي شرف آخر. ولقد رأينا كيف أن الملك فهد - رحمه الله - اتخذ لنفسه مسمى "خادم الحرمين الشريفين"، وتبعه في ذلك أخوه الملك عبدالله - رحمه الله -، ثم استمر على ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الذي لا يألو جهداً في سبيل تحقيق راحة ضيوف الرحمن الذي يفدون إلى البقاع المقدسة بالملايين سنوياً.
وفي استقراء لتاريخ هذه العناية، سنجد اتّساقاً واستمرارية في الرؤية التعظيمية التي ما فتئ ملوك البلاد وقادتها يولونها لمكة المكرمة والمدينة المنورة. حيث أرسى الملك عبدالعزيز معالم سياسته التي أضحت فيما بعد سياسة ثابتة لم يحد عنها جميع الملوك الذين أتوا بعده، وهدفها تحقيق السلام والطمأنينة لقاصدي الحرمين الشريفين، والقناعة الدينية اليقينية لدى قادة المملكة بقيمة خدمة الحرمين الشريفين، فما يبذله قادة المملكة لخدمة الحرمين الشريفين لا يمكن أن يصدر إلا عن أنفس آمنت إيماناً لا تشوبه شائبة بقيمة تلك الخدمات، وارتضت أن تبذل في سبيل ذلك كل ما لديها.
وهنا لابد أن نستذكر جهود قيادة هذه البلاد في توفير سبل الراحة والسكينة لضيوف الرحمن، والتي بدأت منذ عهد الملك الموحد عبدالعزيز ومن تبعه من ملوك هذه البلاد سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعاً، فقد كان الهم الأول لهم، فخدمة الإسلام والمسلمين هي القيمة الرئيسة التي انبثقت منها السياسات والموجِّهات كافة التي قامت عليها المملكة، فسخروا كل مقدرات الدولة وإيراداتها التي تزداد مع السنين لراحة ضيوف الرحمن، والسهر على أمنهم، وتيسير أداء مناسكهم.
وما أكثر وأعمق ما قدمه قادة هذه البلاد لتوسعة المشاعر المقدسة وتطويرها عاماً بعد آخر، لإدراكهم بتزايد أعداد قاصدي الحرمين من معتمرين وحجاج وزوار، فخصصوا لها الميزانيات المفتوحة تيسيراً وتسهيلاً عليهم حينما يفدون إلى الأماكن المقدسة، حيث ينبهرون من هذه التجديدات والمشروعات الضخمة المتجددة عاماً بعد آخر، فيرفعون أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ هذه البلاد ويحفظ قادتها الذي نذروا أنفسهم لخدمة المسلمين في كل مكان.
وفي الواقع فإن ضخامة الإنجازات والخدمات غير المسبوقة التي ماتنفك تبهر قاصدي المدينتين المقدستين ستُكتب بمداد من ذهب بسبب ضخامة الموارد المخصصة لإتمامها ثم متابعتها، والاحترافية العالية في تنفيذها والإشراف عليها، وهو ما ينبغي أن لا يثير الاستغراب، فقيادة المملكة التي رفعت شعار التوحيد عالياً، واتخذته هويةً وهوىً حين جعلت علمها الوطني يزدان بعبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، غير مستغرب منها هذا الاهتمام في سبيل جعل أطهر بقاع الأرض - مكة المكرمة والمدينة المنورة - دائمة الحضور في ذاكرة الإنجازات التي تتوسع بصفة مستمرة لخدمة ضيوف الرحمن، إنجازات عظيمة أكبر من أن توصف، ومصدر اعتزاز وفخر لكل مسلم غيور على دينه ومقدساته. ولا شك أن وراء هذه الإنجازات جهوداً مخلصة، وقيادة حكيمة تدرك حجم الأمانة التي شرفها الله بها، وسوف يكتبها التاريخ بأحرف من نور؛ لأن لها أثراً بالغاً في التيسير على ضيوف الرحمن الذين لمسوا بأنفسهم هذه الإنجازات في كل موقع وُجدوا فيه.
حفظ الله بلادنا من كل سوء، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان.
الرياض
أ.د. عبدالمحسن الداود
إن ضخامة الإنجازات والخدمات غير المسبوقة التي ماتنفك تبهر قاصدي المدينتين المقدستين ستُكتب بمداد من ذهب بسبب ضخامة الموارد المخصصة لإتمامها ثم متابعتها، والاحترافية العالية في تنفيذها والإشراف عليها..
ونحن نحتفل بكل فخر بنجاح موسم حج هذا العام الذي يعد استثنائياً في كل شيء، سواء في الخدمات التي وفرتها قيادة هذه البلاد، أو في الاهتمام الذي نشهده في كل مرفق من مرافق الدولة للتسهيل والتيسير على ضيوف الرحمن، كان لابد أن تحظى هذه الجهود بشكر خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الذي قال أثناء استقباله لكافة القوات العسكرية يوم الأحد الماضي: لقد حبا الله بلادنا بنعم كثيرة، حيث اختصها بشرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، فأدّت واجبها مرضاةً له سبحانه، ورحّبت بضيوف الرحمن دون استثناء، ووفرت لهم كل الخدمات التي تعينهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وأمن وطمأنينة، وهذا لم يتحقق إلاّ بفضل الله سبحانه ثم بالجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزة الدولة بكل قطاعاتها، وتابع قائلاً: وبهذه المناسبة العزيزة على جميع المسلمين، نسجل تقديرنا لما تبذله القطاعات العسكرية والأمنية في خدمة ضيوف الرحمن، وفي الذود عن حياض الوطن، وحماية المقدسات، والتضحية في ميدان الشرف، وهي جهود وتضحيات كانت وستظل محل فخر الوطن واعتزازه.
والعناية بخدمة ضيوف الرحمن تشكل أهمية كبرى لقيادة هذه البلاد التي حرصت على أن تضع الحرمين الشريفين في مقدمة اهتماماتها، فخدمتهم والسهر على راحتهم شرف لا يدنو منه أي شرف آخر. ولقد رأينا كيف أن الملك فهد - رحمه الله - اتخذ لنفسه مسمى "خادم الحرمين الشريفين"، وتبعه في ذلك أخوه الملك عبدالله - رحمه الله -، ثم استمر على ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الذي لا يألو جهداً في سبيل تحقيق راحة ضيوف الرحمن الذي يفدون إلى البقاع المقدسة بالملايين سنوياً.
وفي استقراء لتاريخ هذه العناية، سنجد اتّساقاً واستمرارية في الرؤية التعظيمية التي ما فتئ ملوك البلاد وقادتها يولونها لمكة المكرمة والمدينة المنورة. حيث أرسى الملك عبدالعزيز معالم سياسته التي أضحت فيما بعد سياسة ثابتة لم يحد عنها جميع الملوك الذين أتوا بعده، وهدفها تحقيق السلام والطمأنينة لقاصدي الحرمين الشريفين، والقناعة الدينية اليقينية لدى قادة المملكة بقيمة خدمة الحرمين الشريفين، فما يبذله قادة المملكة لخدمة الحرمين الشريفين لا يمكن أن يصدر إلا عن أنفس آمنت إيماناً لا تشوبه شائبة بقيمة تلك الخدمات، وارتضت أن تبذل في سبيل ذلك كل ما لديها.
وهنا لابد أن نستذكر جهود قيادة هذه البلاد في توفير سبل الراحة والسكينة لضيوف الرحمن، والتي بدأت منذ عهد الملك الموحد عبدالعزيز ومن تبعه من ملوك هذه البلاد سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعاً، فقد كان الهم الأول لهم، فخدمة الإسلام والمسلمين هي القيمة الرئيسة التي انبثقت منها السياسات والموجِّهات كافة التي قامت عليها المملكة، فسخروا كل مقدرات الدولة وإيراداتها التي تزداد مع السنين لراحة ضيوف الرحمن، والسهر على أمنهم، وتيسير أداء مناسكهم.
وما أكثر وأعمق ما قدمه قادة هذه البلاد لتوسعة المشاعر المقدسة وتطويرها عاماً بعد آخر، لإدراكهم بتزايد أعداد قاصدي الحرمين من معتمرين وحجاج وزوار، فخصصوا لها الميزانيات المفتوحة تيسيراً وتسهيلاً عليهم حينما يفدون إلى الأماكن المقدسة، حيث ينبهرون من هذه التجديدات والمشروعات الضخمة المتجددة عاماً بعد آخر، فيرفعون أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ هذه البلاد ويحفظ قادتها الذي نذروا أنفسهم لخدمة المسلمين في كل مكان.
وفي الواقع فإن ضخامة الإنجازات والخدمات غير المسبوقة التي ماتنفك تبهر قاصدي المدينتين المقدستين ستُكتب بمداد من ذهب بسبب ضخامة الموارد المخصصة لإتمامها ثم متابعتها، والاحترافية العالية في تنفيذها والإشراف عليها، وهو ما ينبغي أن لا يثير الاستغراب، فقيادة المملكة التي رفعت شعار التوحيد عالياً، واتخذته هويةً وهوىً حين جعلت علمها الوطني يزدان بعبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، غير مستغرب منها هذا الاهتمام في سبيل جعل أطهر بقاع الأرض - مكة المكرمة والمدينة المنورة - دائمة الحضور في ذاكرة الإنجازات التي تتوسع بصفة مستمرة لخدمة ضيوف الرحمن، إنجازات عظيمة أكبر من أن توصف، ومصدر اعتزاز وفخر لكل مسلم غيور على دينه ومقدساته. ولا شك أن وراء هذه الإنجازات جهوداً مخلصة، وقيادة حكيمة تدرك حجم الأمانة التي شرفها الله بها، وسوف يكتبها التاريخ بأحرف من نور؛ لأن لها أثراً بالغاً في التيسير على ضيوف الرحمن الذين لمسوا بأنفسهم هذه الإنجازات في كل موقع وُجدوا فيه.
حفظ الله بلادنا من كل سوء، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان.
الرياض