رحلة التاريخ في سوق عكاظ!
رحلة التاريخ في سوق عكاظ!
هيلة المشوح
هل خطر ببالك يوماً أنك سوف تعيش ولو لدقائق معدودات داخل التاريخ بين صهيل فرسي داحس والغبراء وطبول معارك أبناء قبيلة غطفان بفرعيها عبس وذبيان لتجد نفسك أمام عنترة بن شداد شاهراً سيفه للنزال وصادحاً بمعلقته فخراً وغزلاً وشراسة؟ وهل تخيلت يوماً أنك ستقف أمام المتنبي وهو يدبج قصيدته في مديح سيف الدولة أو هجاء كافور؟ كل ذلك «وأكثر» يتجسد أمام زوار وضيوف سوق عكاظ التاريخي عبر استحضار الماضي وتقديمه بطابع ثقافي جاذب وإمكانات عالية الجودة في رحلة فريدة عبر الزمن يلفها عبق قرون مضت على رمال جادة عكاظ وبوابة تدخل بالزائر إلى التاريخ فلا يخرج منه حين يستوطن هذا التاريخ ذاكرته!
يشكل موسم الطائف هذا العام تحدياً كبيراً في الكم والتنوع في الفعاليات والأنشطة، فبالإضافة إلى سوق عكاظ التاريخي الذي ضم الكثير من الساحات والقاعات الثقافية بين جنباته واستضاف 11 دولة عربية، فهناك أنشطة وفعاليات متعددة خارج أسوار السوق، موزعة على قمم جبال مدينة الورد -الطائف- فهناك قرية الورد في منتزه الرّدف التي اكتست فعلياً بالورد وتنطلق فيها فعاليات إبداعية لفرق أجنبية كالسيرك ورقصات الورود وعازفات الكمان، هذا فضلاً عن مهرجان ولي العهد للهجن في منتزه الملك فيصل، وهايكنج سادة البيد الذي أحيا ذكرى شاعر الوطن محمد الثبيتي لمغامرات متسلقي الجبال، كذلك عدد من المتاحف التاريخية وجولات بين تضاريس أخاذة تتوزع عليها مزارع الورد ومصانعه لإنتاج أجود العطور المستخرجة من روح الورد الطائفي هذا بالإضافة إلى العديد من الأنشطة والفعاليات الأخرى.
من الصعب جداً أن تختزل ما يحدث في سوق عكاظ في مقال، أو كتاب أو حتى مجلد، فما يحدث باختصار هو المستحيل، نعم المستحيل الذي تمتطيه رؤية بأكملها فتسابق الزمن وتحفر صخوراً من المعوقات الفكرية والاجتماعية والسياسية لتحقق هذا المستحيل على أرض الواقع فنستيقظ كل يوم على حلم قد تحقق أو مستحيل طوعناه بهمم وعزائم تكسر فوقها الصخر وليس العكس، فمن خلال جولة قصيرة في سوق عكاظ والتوغل في عبق التاريخ بين ردهاته سوف تغنيك عن ألف مقال فتطبع فيك الإبهار ولا شيء غيره، ففي جادة عكاظ مثلاً سوف تلامس نبض الحياة اليومية قبل 1500 سنة وأكثر من خلال تجسيد حي وإبداعي يشارك فيه أكثر من 2000 ممثل باحترافية عالية ومؤثرات تهز حماس المتلقي فتجبره على الاستسلام لطوفان الماضي الذي يجتاح مشاعره ووجدانه ويشعل مخيلته.
إن سوق عكاظ يا سادة يجسد حقاً ما طمحت إليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتأخذنا بـ «رحلة في عمق الحضارة العربية»، ولا يسعني هنا إلا أن أرفع التهنئة لكل من ساهم في تحقيق هذا النجاح الباهر سواءً الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أو جميع الجهات المنظمة والمساهمة في هذا العمل العظيم.
عكاظ
هيلة المشوح
هل خطر ببالك يوماً أنك سوف تعيش ولو لدقائق معدودات داخل التاريخ بين صهيل فرسي داحس والغبراء وطبول معارك أبناء قبيلة غطفان بفرعيها عبس وذبيان لتجد نفسك أمام عنترة بن شداد شاهراً سيفه للنزال وصادحاً بمعلقته فخراً وغزلاً وشراسة؟ وهل تخيلت يوماً أنك ستقف أمام المتنبي وهو يدبج قصيدته في مديح سيف الدولة أو هجاء كافور؟ كل ذلك «وأكثر» يتجسد أمام زوار وضيوف سوق عكاظ التاريخي عبر استحضار الماضي وتقديمه بطابع ثقافي جاذب وإمكانات عالية الجودة في رحلة فريدة عبر الزمن يلفها عبق قرون مضت على رمال جادة عكاظ وبوابة تدخل بالزائر إلى التاريخ فلا يخرج منه حين يستوطن هذا التاريخ ذاكرته!
يشكل موسم الطائف هذا العام تحدياً كبيراً في الكم والتنوع في الفعاليات والأنشطة، فبالإضافة إلى سوق عكاظ التاريخي الذي ضم الكثير من الساحات والقاعات الثقافية بين جنباته واستضاف 11 دولة عربية، فهناك أنشطة وفعاليات متعددة خارج أسوار السوق، موزعة على قمم جبال مدينة الورد -الطائف- فهناك قرية الورد في منتزه الرّدف التي اكتست فعلياً بالورد وتنطلق فيها فعاليات إبداعية لفرق أجنبية كالسيرك ورقصات الورود وعازفات الكمان، هذا فضلاً عن مهرجان ولي العهد للهجن في منتزه الملك فيصل، وهايكنج سادة البيد الذي أحيا ذكرى شاعر الوطن محمد الثبيتي لمغامرات متسلقي الجبال، كذلك عدد من المتاحف التاريخية وجولات بين تضاريس أخاذة تتوزع عليها مزارع الورد ومصانعه لإنتاج أجود العطور المستخرجة من روح الورد الطائفي هذا بالإضافة إلى العديد من الأنشطة والفعاليات الأخرى.
من الصعب جداً أن تختزل ما يحدث في سوق عكاظ في مقال، أو كتاب أو حتى مجلد، فما يحدث باختصار هو المستحيل، نعم المستحيل الذي تمتطيه رؤية بأكملها فتسابق الزمن وتحفر صخوراً من المعوقات الفكرية والاجتماعية والسياسية لتحقق هذا المستحيل على أرض الواقع فنستيقظ كل يوم على حلم قد تحقق أو مستحيل طوعناه بهمم وعزائم تكسر فوقها الصخر وليس العكس، فمن خلال جولة قصيرة في سوق عكاظ والتوغل في عبق التاريخ بين ردهاته سوف تغنيك عن ألف مقال فتطبع فيك الإبهار ولا شيء غيره، ففي جادة عكاظ مثلاً سوف تلامس نبض الحياة اليومية قبل 1500 سنة وأكثر من خلال تجسيد حي وإبداعي يشارك فيه أكثر من 2000 ممثل باحترافية عالية ومؤثرات تهز حماس المتلقي فتجبره على الاستسلام لطوفان الماضي الذي يجتاح مشاعره ووجدانه ويشعل مخيلته.
إن سوق عكاظ يا سادة يجسد حقاً ما طمحت إليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتأخذنا بـ «رحلة في عمق الحضارة العربية»، ولا يسعني هنا إلا أن أرفع التهنئة لكل من ساهم في تحقيق هذا النجاح الباهر سواءً الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أو جميع الجهات المنظمة والمساهمة في هذا العمل العظيم.
عكاظ