أي قلوب هذه ؟!
أي قلوب هذه ؟!
د. فهد الماجد
بين الوقت والآخر تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي صور أو مقاطع لأناس نزعت من قلوبهم الرحمة، والعجيب أنهم يوثقون هذه اللحظات الكريهة التي تدل على أنهم لا يحملون قلوباً، وليس لديهم إنسانية، ولا يستحضرون - إذا ذاك - أن أمامهم «اليوم الآخر» الذي ستقتص فيه هذه الحيوانات منهم.
ذلك حين ترى بعض هؤلاء الذين لا أدري بما أسميهم؟! أو بماذا أنعتهم؟! وهم يتعاملون مع هذه الحيوانات التي أنعم الله تعالى على الإنسان بتسخيرها له بمنتهى القسوة. ففي بعض المقاطع التي انتشرت يقوم أحدهم بذبح ولد الناقة أمامها، وآخر يسقط بعيره وهو معقول الرجلين واليدين من السيارة بالقوة.. هل يظن هؤلاء أن هذه البهائم العجماوات لن تقتص منهم يوم القيامة؟
إن الإنسان بمجرد ما فطر الله تعالى عليه قلبه من الإنسانية والرحمة يشمئز - جداً - أن يرى مثل هذه الصور والمقاطع! فكيف بأن يمارسها ويقوم عليها.
إن مثل هذا يجب أن يحاكم وتصدر عليه العقوبة الرادعة التي تزجره وأمثاله؛ لأن ذلك خلاف ما تقرره شريعتنا الغراء من الرفق بالحيوان والإحسان إليه حتى في حال ذبحه للاستفادة من لحمه، ولأن ذلك - أيضاً - يشوِّه صورتنا أمام العالم؛ ولأن ذلك - أيضاً - يؤذي الذوق المجتمعي العام.
ولقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض التصرفات تجاه الحيوانات، وهي أقل بكثير مما ينشره البعض، فمرة في إحدى أسفار النبي - عليه الصلاة والسلام- رأى بعض الصحابة حمَّرة «والحمرة طائر صغير يشبه العصفور» ومع هذه الحمرة فرخان، فأخذ الصحابي الفرخين، فجاءت الحمرة فجعلت تعرِّش «أي: ترفرف» فجاء النبي - عليه الصلاة والسلام - فقال: «من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها».
وفي حديث آخر: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً أضجع شاة يريد أن يذبحها وهو يحد شفرته، فقال عليه الصلاة والسلام: «أتريد أن تميتها موتات، هلاَّ حددت شفرتك قبل أن تضجعها» وفي معناه الحديث الثابت في مسند الإمام أحمد: (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحد الشفار وأن توارى عن البهائم).
بل وصل إنكاره عليه الصلاة والسلام إلى أبعد من ذلك حين لعن من وسم حماراً في وجهه، وذلك فيما رواه مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم، مَرَّ على حمار قد وسم وجهه، فقال: (لعن الله الذي وسمه).
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله: والشقي من نزعت الرحمة من قلبه فآذاها وشتمها، وأجاعها وأتعبها بغير حق وظلمها، فمن لعن شيئاً من البهائم عادت لعنته عليه، ومن أجاعها أو شق عليها شق الله عليه، ومن رحمها فأكرمها: أكرمه ربه وأنعم عليه.
يروى عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أنه قال لبعير له عند الموت: يا أيها البعير! لا تخاصمني إلى ربك؛ فإني لم أكن أحمّلك فوق طاقتك.
الرياض
د. فهد الماجد
بين الوقت والآخر تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي صور أو مقاطع لأناس نزعت من قلوبهم الرحمة، والعجيب أنهم يوثقون هذه اللحظات الكريهة التي تدل على أنهم لا يحملون قلوباً، وليس لديهم إنسانية، ولا يستحضرون - إذا ذاك - أن أمامهم «اليوم الآخر» الذي ستقتص فيه هذه الحيوانات منهم.
ذلك حين ترى بعض هؤلاء الذين لا أدري بما أسميهم؟! أو بماذا أنعتهم؟! وهم يتعاملون مع هذه الحيوانات التي أنعم الله تعالى على الإنسان بتسخيرها له بمنتهى القسوة. ففي بعض المقاطع التي انتشرت يقوم أحدهم بذبح ولد الناقة أمامها، وآخر يسقط بعيره وهو معقول الرجلين واليدين من السيارة بالقوة.. هل يظن هؤلاء أن هذه البهائم العجماوات لن تقتص منهم يوم القيامة؟
إن الإنسان بمجرد ما فطر الله تعالى عليه قلبه من الإنسانية والرحمة يشمئز - جداً - أن يرى مثل هذه الصور والمقاطع! فكيف بأن يمارسها ويقوم عليها.
إن مثل هذا يجب أن يحاكم وتصدر عليه العقوبة الرادعة التي تزجره وأمثاله؛ لأن ذلك خلاف ما تقرره شريعتنا الغراء من الرفق بالحيوان والإحسان إليه حتى في حال ذبحه للاستفادة من لحمه، ولأن ذلك - أيضاً - يشوِّه صورتنا أمام العالم؛ ولأن ذلك - أيضاً - يؤذي الذوق المجتمعي العام.
ولقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض التصرفات تجاه الحيوانات، وهي أقل بكثير مما ينشره البعض، فمرة في إحدى أسفار النبي - عليه الصلاة والسلام- رأى بعض الصحابة حمَّرة «والحمرة طائر صغير يشبه العصفور» ومع هذه الحمرة فرخان، فأخذ الصحابي الفرخين، فجاءت الحمرة فجعلت تعرِّش «أي: ترفرف» فجاء النبي - عليه الصلاة والسلام - فقال: «من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها».
وفي حديث آخر: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً أضجع شاة يريد أن يذبحها وهو يحد شفرته، فقال عليه الصلاة والسلام: «أتريد أن تميتها موتات، هلاَّ حددت شفرتك قبل أن تضجعها» وفي معناه الحديث الثابت في مسند الإمام أحمد: (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحد الشفار وأن توارى عن البهائم).
بل وصل إنكاره عليه الصلاة والسلام إلى أبعد من ذلك حين لعن من وسم حماراً في وجهه، وذلك فيما رواه مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم، مَرَّ على حمار قد وسم وجهه، فقال: (لعن الله الذي وسمه).
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله: والشقي من نزعت الرحمة من قلبه فآذاها وشتمها، وأجاعها وأتعبها بغير حق وظلمها، فمن لعن شيئاً من البهائم عادت لعنته عليه، ومن أجاعها أو شق عليها شق الله عليه، ومن رحمها فأكرمها: أكرمه ربه وأنعم عليه.
يروى عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أنه قال لبعير له عند الموت: يا أيها البعير! لا تخاصمني إلى ربك؛ فإني لم أكن أحمّلك فوق طاقتك.
الرياض