• ×
admin

«جينا من الطائف»

«جينا من الطائف»

مها الوابل

لم تختفِ ملامح الطائف عن ذاكرتي الطفولية.. فقد استعدت جزءاً منها عندما وطأت قدماي أرض الطائف بعد غياب ما لا يقل عن خمسة وعشرين سنة.. هي السنوات التي أحدثت فارقاً كبيراً بين الصورة القديمة والجديدة، والتي استعدتها مع موسم الطائف هذا العام، والذي انتهى قبل أيام بعد أن استمر إلى ما يزيد عن الشهر، وقد حمل شعار #غير_جو، لكن لم "نغير جو" فقط، بل وغيرنا كثيراً من الأفكار عن تلك المدينة، والتي بحق تستحق لقب مصيف العرب في حلتها الجديدة والجميلة.

إن ذاكرتي القديمة حملت كثيراً من الحب والمعزة للمدينة وأهلها. احتوت الصورة الماضية على كثير من الخذلان من بعض المرافق والمتنزهات، ولكن كنا نعوضه بالجمال الرباني، وفي زيارتي الأخيرة قبل أسابيع اختلفت الصورة جملة وتفصيلاً عن هذه المدينة التي تحوي ما لا يقل 350 متنزهاً حالياً.

يعتبر موسم الطائف ضمن إثنى عشر موسماً خلال هذا العام 2019م من مواسم السعودية التي تتعاون كل من هيئة السياحة والتراث، والهيئة العامة للترفيه على إقامتها في مختلف مدن السعودية، وقد جاء موسم الطائف هذا العام في نسخته الأولى، وقد احتوى عدداً كبيراً من الأنشطة والفعاليات، فكان سوق عكاظ هو اللافت الأكثر إبهاراً للزوار بكل أقسامه وأنشطته وفعاليته، ومع الأنشطة المحلية فقد شاركت ما لا يقل عن إحدى عشر دولة عربية، وهي مشاركة جميلة وتحسب لصالح السوق الذي كان قديماً هو ملتقى البلغاء والحضارات وموسم القوافل والتجارات.

لقد قفز سوق عكاظ هذا العام قفزات عالية في التخطيط والتنظيم والأنشطة والحضور قياساً على ما كان عليه في الأعوام الماضية، وبشهادة كل من شهد النسخة الماضية منه.

لقد تعددت الأنشطة في موسم الطائف كما أسلفت، فبالإضافة إلى سوق عكاظ كانت هناك فعاليات مهرجان ولي العهد للهجن، وسادة البيد لمحبي رياضة المشي ومغامراتها، وهي تجربة مميزة في تضاريس الطائف، كذلك "قرية ورد" بكل جمال الورد الطائفي، وما حملته هذه القرية من سعادة وفرح لكل أفراد العائلة. الأنشطة والفعاليات لم تكن تقليدية، وحملت روح المحافظة وعبقها الماضي والحاضر والمستقبل، موسم الطائف أحدث لدى أهالي الطائف فرحاً عارماً بسبب الموسم، كنا نلمس ذلك في كل الأماكن والمواقع ومحيا الناس من حولنا.

وشهد مطار الطائف وصول عدد كبير جداً من الزوار الخليجيين والعرب والأجانب.. لم تعد المدن التي تحتفل بالمواسم هي للسكان المقيمين فقط، ولكنها استقطبت لحضورها من مختلف الجنسيات، وهذا دليل أن مواسم السعودية تسير في الطريق الصحيح، وتخبر العالم أن هذه الأرض لديها تاريخها العظيم وتراثها الزاخر الفخم وثقافتها المتفردة وأناسها الطبيعيين، كما كل إنسان على هذه الكرة الأرضية، ومد يده السعودي ليقول للجميع في موسم الطائف: مرحباً تراحيب المطر.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  291