• ×
admin

نعم.. نحن قادرون

نعم.. نحن قادرون

د. عبدالله الحريري

في يوم 23 سبتمبر يتجدد موعدنا مع التأسيس والإرادة والإنجاز والوطنية والتحول لأرض، وشعب، وكيان مر بمراحل فريدة وغير مسبوقة من مراحل فلسفة التأسيس والبناء للدول، والتي من الصعب أن يستوعبها إلا من عايشها مرحلة مرحلة.. فمن المتعارف عليه أن الدول تحتاج قروناً وثورات حتى تستقر، وتشعر وتلمس شعوبها وتستمتع ببعض نهضتها، أما في المملكة فالتجربة والطريقة مختلفة ومميزة وسريعة ومن دون تكاليف وخسائر بشرية ومادية، بل العكس، تنمية وأمان ورفاهية اجتماعية وفي نفس الوقت مكاسب مادية واقتصادية وتنمية شاملة بمعايير دولية متقدمة.

اليوم ونحن نحتفل باليوم الوطني أيضاً نفتخر بأننا نتمتع بالإرادة والقدرة والمسؤولية والقوة والجاهزية واستقلالية القرار للتعامل، ومواجهة التحديات والعدوان الموجه لوجودنا سواء من شعوب أو حكومات أزعجها وأثار لديها مشاعر الغيرة المرضية والحقد والحسد ما وصلنا إليه من نمو وقوة اقتصادية وعسكرية وناعمة، وإصلاحات غير مسبوقة ورؤية واضحة.

اليوم وبدل من أن يتحول الموضوع إلى منافسة إنسانية أخلاقية شريفة من بعض الشعوب والدول التي كنا نعتبرها جارة أو صديقة أو حليفة، ونعيش جميعاً على كوكب، الجميع فيه رابح.. إلا أنه ومع الأسف تحول الموضوع إلى أقصى حد من تهديد الوجود، والحقد الأعمى الذي وصل إلى حد الاضطراب والفرح بالموت لنا والدمار لأرضنا ومواردنا وثرواتنا، ومهما حاولنا أن ندفع بالتي هي أحسن إلا أنه كما يبدو لم يحقق هذا التعامل والتعاون الأثر على المدى البعيد؛ لأن اضطراب شخصياتهم السيكوباتية حال بينهم وبين الأخلاق والشيم العربية والإسلامية والإنسانية.

اليوم ونحن نتذكر ونحتفل بالتاريخ المجيد لتأسيس الدولة السعودية الثالثة يجب ألا ننسى ما مررنا وما نمر به من تنمر وعدوان على مستوى الشعوب أو الحكومات بأشكالهما كافة، فالمواطن السعودي أصبح أكثر وعياً وفهماً لما يدور حوله، والدولة لديها الخبرة والمعلومة للتعاطي مع هذه التهديدات بشكل مباشر أو غير مباشر.. المهم أن نقفل الباب أمام كل مبتز ومساوم ومزايد بتقوية الجبهة الداخلية، وتعظيم المحتوى المحلي، وبالذات من المنتجات ذات البعد الاستراتيجي العسكري وغير العسكري.. صحيح أننا اليوم لدينا المؤسسات والخطط والرؤية الواضحة، وقطعنا أشواطاً كبيرة في مدة وجيزة لا تتجاوز الثلاث سنوات في هذا الاتجاه إلا أننا نحتاج إلى المزيد من السرعة واستغلال واستثمار الوقت لتوطين المنتجات الدوائية والطاقة المتجددة والبديلة، وأيضاً بدائل الاقتصاد القائم على تصدير النفط.. إلخ، ومع ذلك وبمناسبة اليوم الوطني نستطيع أن نقول اليوم: إننا قادرون.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  256